فتخيل عزيزي القارئ أننا نكاد نتحول إلى كريات ملتهبة في نهار رمضان بسبب امتناعنا عن الأكل لساعات معدودة يكاد الأغلب منا لا يستشعر حتى بلذة الشهر الفضيل.
والآخرون ممن يعملون نهارا أو يتبضعون وغيره، تكاد وجوههم تنفجر من فرط العصبية.. فخطأ بسيط أثناء القيادة في أحد الشوارع قد يتحول إلى اعتداء بالضرب.
أيضا بعض حالات التشهير بالآخرين أمر أصبح شيئا طبيعيا ومتعارفا عليه، وأخلاقيات نكاد نفقدها بالآونة الأخيرة كإلقاء تحية الإسلام، أصبح البعض شغله الشاغل التحدث بالآخرين عن ملابسهم وما يفعلون ويقضون به حياتهم بالسوء. دون أن نلتفت لمرة واحدة لذواتنا المليئة بالأخطاء والنقصان وتلك سنة الحياة لا شيء مكتمل، والكمال لوجهه سبحانه وتعالى.. أنا لا أقول إن الحديث عن الأخطاء المعقولة أمر خاطئ، بل هو عكس ذلك تماما.. مناقشتها ومحاولة وضع حلول لها وفرض الفرضيات وغيره، دون ذكر اسم الشخص بعينه وما فعله لأنه «يعد تشهيرا به».. أمر في غاية الصواب والتصحيح المجتمعي.
كما أننا بحاجة لأن نتسم بالأخلاق والوسطية لأنها أصل الإسلام بدليل قوله تعالى: ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ ) يجبُ علينا أن نصحح من أنفسنا بخطوات بسيطة.. أن لا نُؤذي الآخرين بوضع أخطائهم في المقدمة.. و أن لا نفضح أمرا لهم، الستر يصنع الفارق بحياتهم.
أن لا نغفر أخطاءنا لأنها أقلُ وطأة من غيرنا.. أن لا نبسط فعلا خاطئا بمفهوم التحرر،
وأن لا نتهكم ونحكم على الآخرين من خلال الهفوات العابرة التي قد نبنيها نحن من الوهم،
فالإنسان بطبيعة الحال ليس معصوما من الأخطاء.