DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«نيوم».. نموذج عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة

يركز على 9 قطاعات حيوية بتكلفة 500 بليون دولار

«نيوم».. نموذج عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة
خلق فرص عمل والمساهمة في زيادة إجمالي الناتج المحلي للمملكة
جذب الاستثمارات الخاصة والاستثمارات والشراكات الحكومية
تقنيات مستقبلية وحلول تنقل ذكية ورعاية صحية
أول مشروع يمتد بين ثلاث دول على البحر الأحمر
عدد هائل من الروبوتات قد يتجاوز تعداد السكان
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة يوم الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 عن إطلاق مشروع «نيوم NEOM»، الذي يأتي في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحول المملكة إلى نموذج عالمي رائد، في مختلف جوانب الحياة. وقال سموه خلال إعلانه عن المشروع إن «منطقة نيوم ستركز على 9 قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، وهي مستقبل الطاقة والمياه، ومستقبل التنقل، ومستقبل التقنيات الحيوية، ومستقبل الغذاء، ومستقبل العلوم التقنية والرقمية، ومستقبل التصنيع المتطور، ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي، ومستقبل الترفيه، ومستقبل المعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات، وذلك بهدف تحفيز النمو والتنوع الاقتصادي، وتمكين عمليات التصنيع، وابتكار وتحريك الصناعة المحلية على مستوى عالمي». وأضاف سموه: كل ذلك سيؤدي إلى خلق فرص عمل والمساهمة في زيادة إجمالي الناتج المحلي للمملكة. وسيعمل المشروع على جذب الاستثمارات الخاصة والاستثمارات والشراكات الحكومية. كما سيتم دعمه بأكثر من 500 بليون دولار خلال الأعوام القادمة من قبل المملكة العربية السعودية، صندوق الاستثمارات العامة، بالإضافة إلى المستثمرين المحليين والعالميين.
وسيمنح بناء منطقة نيوم من الصفر على أرض خام، فرَصاً استثنائية تميزها عن بقية المناطق التي نشأت وتطورت عبر مئات السنين وسنغتنم هذه الفرصة لبناء طريقة جديدة للحياة بإمكانات اقتصادية جبارة. وتشمل التقنيات المستقبلية لتطوير منطقة «نيوم» مزايا فريدة، يتمثل بعضها في حلول التنقل الذكية بدءاً من القيادة الذاتية وحتى الطائرات ذاتية القيادة، الأساليب الحديثة للزراعة وإنتاج الغذاء، الرعاية الصحية التي تركز على الإنسان وتحيط به من أجل رفاهيته، الشبكات المجانية للإنترنت الفائق السرعة أو ما يُسمى بـ«الهواء الرقمي»، التعليم المجاني المستمر على الإنترنت بأعلى المعايير العالمية، الخدمات الحكومية الرقمية المتكاملة التي تتيح كافة الخدمات للجميع بمجرد اللمس، معايير جديدة لكود البناء من أجل منازل خالية من الكربون، وتصميم إبداعي ومبتكر للمنطقة تحفز على المشي واستخدام الدراجة الهوائية تعززها مصادر الطاقة المتجددة».وأشار إلى أن كل ذلك سيخلق طريقة جديدة للحياة يأخذ بعين الاعتبار طموحات الإنسان وتطلعاته، وتطبيق أحدث ما توصلت إليه أفضل التقنيات العالمية.
- موقع هام
وتمتاز منطقة المشروع الذي ستنتهي مرحلته الأولى في العام 2025، بخصائص مهمة، أبرزها الموقع الاستراتيجي الذي يتيح لها أن تكون نقطة التقاء تجمع أفضل ما في المنطقة العربية، وآسيا، وإفريقيا، وأوروبا وأميركا. وتقع المنطقة شمال غرب المملكة، على مساحة 26,500 كم2، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كم، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2,500 متر. يضاف إلى ذلك النسيم العليل الذي يساهم في اعتدال درجات الحرارة فيها. كما ستتيح الشمس والرياح لمنطقة المشروع الاعتماد الكامل على الطاقة البديلة.
- نهضة إقتصادية
ويُعد إطلاق مشروع «نيوم NEOM» خطوة تنموية اقتصادية تجسد رؤية القيادة السعودية لاستشراف المستقبل، من أجل بناء الإنسان وتطوير وتنمية المكان، وهو أحد أهداف رؤية المملكة 2030، التي تستشرف المستقبل وتمثل قفزة مهمة في مفهوم التنمية والتحول الاقتصادي في السعي نحو آفاق أرحب وأشمل في التنوع في الموارد وإيجاد الفرص الاستثمارية من أجل تحقيق تنمية شاملة ويهدف المشروع إلى جعل المملكة أنموذجاً رائداً في مختلف المجالات التنموية، ويعزز مكانتها الاقتصادية ويجعلها في مصاف الدول المتقدمة اقتصادياً على مستوى العالم.
ومن الأساسات التي يقوم عليها «نيوم» إطلالته على ساحل البحر الأحمر، الذي يعد الشريان الاقتصادي الأبرز، الذي يمرُّ عبره حوالى 10 في المئة من حركة التجارة العالمية، إضافة إلى أن الموقع يعد محوراً يربط القارات الثلاث: آسيا وأوروبا وأفريقيا، إذ يمكن لـ70 في المئة من سكان العالم الوصول إلى الموقع خلال ثمان ساعات في حد أقصى، ما يتيح إمكانية جمع أفضل ما تزخر به مناطق العالم الرئيسة على صعيد المعرفة، والتقنية، والأبحاث، والتعليم، والمعيشة، والعمل، فيما سيكون الموقع المدخل الرئيس لجسر الملك سلمان الذي سيربط بين آسيا وأفريقيا، ما يعزز من مكانته وأهميته الاقتصادية.
- ثلاث دول
ويشمل المشروع أراضٍ داخل الحدود المصرية والأردنية، إذ سيكون أول منطقة خاصة ممتدة بين ثلاث دول. كما أن عنصر التمويل والقدرة المالية هو أحد أهم مقومات المشروع الذي سيعتمد على الاقتصاد السعودي بشكل رئيس، ويقف خلفه صندوق الاستثمارات العامة، الذي تحول أخيراً إلى صندوق عالمي رئيس بإمكانات استثمارية ضخمة، والوصول لشبكة واسعة من المستثمرين وكبرى الشركات في مختلف أنحاء العالم، التي سيتم توظيفها لإنجاح المشروع.
وسيكون «نيوم» بمثابة نقطة ربط للمحاور الاقتصادية، ما يجذب رؤوس الأموال والاستثمارات العالمية إليه، وبالتالي حصول الصندوق على المدى الطويل على عوائد ضخمة ستسهم في تعزيز اقتصاد المملكة، وتحقيق أرباح عالية للمستثمرين. وسيحد المشروع من تسرب الأموال لخارج المملكة، ويهدف إلى أن يكون أحد أهم العواصم الاقتصادية والعلمية العالمية.
ويأتي استقطاب المستثمرين العالميين إلى المنطقة وإشراكهم في تطويرها وتنميتها وبنائها، أحد المُمكِّنات الرئيسة لنجاح هذا المشروع وأهم عناصره الجاذبة التي تساعدهم على النمو والازدهار في أعمالهم، يؤكد على ذلك المرونة العالية لصوغ الأنظمة والتشريعات من المستثمرين، التي تعزز الابتكار التقني والمجتمعي وفق أفضل الممارسات العالمية، إذ إن أنظمة منطقة المشروع مستقلة عن أنظمة المملكة، فيما عدا السيادية منها.
- جذب الاستثمارات
وستتم أتمتة جميع الخدمات المقدمة والإجراءات فيها بنسبة 100 %، ليصبح «نيوم» الأكثر كفاءة حول العالم، وبالتالي يتم تطبيقها على الأنشطة كافة، ومنها الإجراءات القانونية والحكومية والاستثمارية وغيرها، بل إن المنطقة بأكملها ستخضع لأعلى معايير الاستدامة العالمية، وستكون جميع المعاملات والإجراءات والمرافعات فيها إلكترونية من دون ورق ، وسيتم السعي بقوة لتطبيق مفهوم القوى العاملة للاقتصاد الجديد الذي يعتمد على استقطاب الكفاءات والمهارات البشرية العالية للتفرغ للابتكار وإدارة القرارات وقيادة المنشآت ، أما المهام المتكررة والشاقة، فسيتولاها عدد هائل من الروبوتات التي قد يتجاوز عددها تعداد السكان، ما قد يجعل إجمالي الناتج المحلي للفرد في المنطقة هو الأعلى عالمياً ، وكل تلك المقومات والخصائص ستضع مشروع «نيوم» في الصدارة من حيث كفاءة الخدمات المقدمة ليصبح الأفضل للعيش في العالم ، ويمثل هذا المشروع الضخم نقلة نوعية في جذب الاستثمارات الخاصة والحكومية، إذ سيوفر بيئة أعمال تجارية ومعايير عالمية لنمط الحياة ومجتمعا فاعلا ومتنوعا، وفرصا وظيفية متعددة وتأمين سبل حياة راقية مثل النقل والسكن والاستقرار والرعاية الصحية بأكفأ الإمكانات وأحدثها.