وإن الرفاهية ورغد العيش في بلادنا جعلت فئة من الناس يكون أسلوب حياتها معتمدا على الجهات الخيرية والضمان الاجتماعي أو حوافز التعطل وهذه الفئة من المجتمع لديها مهارات بارعة في فنون وطرق شتى في استعطاف وخداع كافة شرائح المجتمع والجهات الرسمية من الحيل والممارسات لمساعدتهم، وهي المثابرة على تحمل التعب والمصاعب وتكرار المحاولات والبحث المستمر عن الأساليب المبتكرة من أجل المحافظة على استفقارها.
فالفقر يصنع لصوصا محترفة في مهنتها التي وجدتها في أرضية مجتمعها العاطفي الذي يُنمي الفقر المادي ويجعله يتكاثر بلا وعي ولا إدراك ويجعل شريحة المستفقرين تتطور وتنمو وتتكيف مع كل مرحلة من مراحل برامج العلاج الوطني وتستفيد من كل نقطة ضعف من دون أن يأخذ المجتمع على عاتقه مسؤولية الارتقاء بهم وتغيير مسار تفكيرهم والعمل الجاد على توجيههم وتعديل مسميات جمعياتنا الخيرية إلى جمعيات تأهيل وتنمية العمل والإنتاج.
أخيرا.. ستبقى قضية الفقر والفقراء جزءا مهما وحيويا من تفاعلات الإنتاج والاقتصاد والبناء الوطني والإنساني في أي مجتمع ودولة، وسوف تبقى قضية اصلاح مشكلة الفقر وتوفير احتياجات الفرد من الأساسيات هي القاعدة الرئيسية التي يُمكن أن نعتمد عليها وننطلق منها في معالجة درجات ما بعده واشباع جميع متطلبات الحياة العصرية من نقص الحب والثقافة والعلم والأخلاق والتفوق والإبداع وحينها لن يصنع الفقر لصوصا ولن يكون للحب شعراء.