من كان له والد أو والدة يدمي قلبيهما صباح مساء بكلماته الجارحة وتصرفاته التي لا تليق، وبمشاكله التي لا تنتهي مع إخوانه وأخواته، أو حتى بمصائبه التي لا تجعل رأس والديه يرتفع عندما يأتي ذكره، لن يكون تاج رأسه ولا أعز الناس بخير وراحة حتى ولو بادر لتقبيل أيديهما ورأسيهما يوم العيد وقال لهما «كل عام وأنتما بخير يا أغلى من في الوجود»!
ومن كانت له زوجة يؤذيها بفشله وكلماته الجارحة، ويسيء التعامل معها وأهلها، لن يكون عيدها سعيدا حتى ولو سأل الله لها سعادة العيدين بعد أن يستيقظ من نومه، أو حتى بعد خروجه من مصلاه، فالأفعال تسخر من الأقوال.
والأمر مثله للزوجة التي لا تقدر زوجها حق قدره ولا تسعى حق السعي في نجاحه، فتشتت حياته باهتمامات تافهة، أو بالظن أن سعادتهما بإبعاده عن كل أحد غير أهلها. ومن كان لديه أولاد يبخل عليهم بكل ما يملكه، في الوقت الذي يعطيهم إياه، والمشاعر التي يبذلها لهم، والتربية التي تبين لهم صدق حبه، ومعها المال الذي يغنيهم عن عطف غيره، كيف سيصدقون حبه وقبلاته وكل ما حولهم لا يدل على صدقها؟!
وأيضا من يدخل عليه العام تلو العام، وهو مستمر في أكل حقوق من يستطيع ظلمه وأكل حقه، كيف سيصدق الآخرون دعواته لهم بالقبول، والقبول يحتاج إلى التحرر من حقوق الآخرين التي لا يمكن أن تسقط بكلمة أو حتى دعوة؟!
أتمنى أن يكون تغيير رمضان ومن ثم بلوغ العيد السعيد بداية لبث الحياة في عباراتنا، بالصدق والخروج من دائرة التناقض المؤلمة.
فأهل الأذى وناشرو الألم لن يكون عيدهم سعيدا، ولا عيد من حولهم بسببهم سعيدا حتى ولو ظنوا!