لا يزال سوق القيصرية التاريخي صامداً عبر مئات السنين، ليبقى شامخاً بمبناه الطيني، وأروقته التي تفوح برائحة الماضي، ليعبر عنه المؤرخون بـ «أيقونة الأحساء العمرانية، وجهها الاقتصادي، وساحتها التجارية، وتعبيراً عبر حياتها الاجتماعية القديمة». وفي عيد الفطر المبارك، تعتبر القيصرية محطة مهمة للكثير من أهالي الأحساء وزوارها من دول الخليج، للتسوق وشراء لوازم العيد، حيث تمتلأ أزقة السوق التراثية، ليسجل السوق أرقاماً قياسية في نسب المبيعات، بحسب ما عبر عنه التجار والباعة. وتأتي أهمية التسوق للعيد من سوق القيصرية بالأحساء، نتيجة تنوع المعروضات بمحاله المختلفة، بين لوازم الملابس الرجالية، والأخرى من المستلزمات التي تحتاجها الأسرة للعيد من العطورات والأطعمة. «اليوم»، سجلت حضورها بين أروقة السوق، واستطلعت آراء المرتادين، يقول عبدالله الحسين: «سوق القيصرية كان وما زال منصة بيع مهمة للكثير من الزوار والسياح، ممن يحرصون على شراء مستلزمات العيد المختلفة، من الملابس بأنواعها والمشالح الحساوية، والعبايات النسائية، ولوازم الضيافة من القهوة والشاي، لذلك يجد السوق طلباً كبيراً لدى الكثيرين». وأضاف سعود الحربي: «دائما ما يعيد سوق القيصرية ذكريات الماضي الجميل، الذي ما زال يحمل الشيء الكثير لنا، حيث تعودنا منذ سنوات طويلة على شراء مستلزمات واحتياجات العيد من هذا السوق، فلا يحلو العيد إلا بملابسه، فالتسوق فيه جامع لكل ما تحتاجه الأسرة، التي تتناسب مع الصغار والكبار». وأضاف: «لعل الأجمل في القيصرية، التنوع الذي يناسب الجميع، وبأسعار جيدة قد تختلف عن الأسواق الأخرى، منها الملابس الداخلية والثياب و(الشماغ والعقال) والأحذية، ومنهم مَنْ يحرص على شراء البشت الحساوي، كون هناك مَنْ يفضل لبسه أيام العيد، بالإضافة إلى وجود مستلزمات نسائية ومنها العبايات النسائية ذات الرواج الكبير خلال هذه الفترة». وقال البائع جعفر القطان: «سوق القيصرية خلال الفترة الحالية يشهد إقبالا واسعا من الزوار، وحركة تجارية كبيرة،، فهناك طلب كبير على معروضات السوق ومنها القهوة الملكية والهيل والزعفران، وكذلك البهارات الحساوية، خاصة أن المنازل في الأحساء، تشهد زيارات أسرية خلال أيام العيد، وهو ما يتطلب من أصحابها إعداد القهوة الفاخرة، والطعام للضيوف وللزوار». وقال عبدالله سعد: هناك مَنْ يقصد سوق القيصرية لشراء المواد المصنعة من الحرف اليدوية من أجل تزيين منازلهم خلال أيام العيد، التي من خلالها تتم استعادة الماضي، فالسوق تتوافر فيه كثير من منتجات الحرف اليدوية، التي قد لا تجدها في غيره من الأسواق.