وبمناسبة الحديث مؤخرا عن الذوق العام، فقد تمت الموافقة الرسمية على لائحة المحافظة على الذوق العام في أبريل 2019م. وبحسب (واس- تاريخ 21 رمضان): فإن الإجراءات المتعلقة بتنفيذ اللائحة هي تحت الدراسة حاليا من الجهات المعنية، وسوف يتم الإعلان عن موعد التطبيق في وقت لاحق بعد الانتهاء من تحديد إجراءات تنفيذ قرار المجلس الموقر. ولذلك علينا التأني وعدم الاستعجال في نشر الأخبار أو القفز إلى الاستنتاجات. ونأمل أن يكون هناك حملة توعوية واسعة تشمل مختلف القطاعات الخاصة والعامة، والجهات التعليمية والأكاديمية، وعبر شتى الوسائل الإعلامية المتنوعة.
وسبب وراء تحديد لائحة وأنظمة للذوق العام هو أنه لو كان الأمر مردودا إلى الناس، فعقولهم وأهواؤهم مختلفة ومتباينة. وبالإضافة فقد يتأثر سلبا فئة من الناس خصوصا بعض من المراهقين ببعض الثقافات الأخرى سواء سلوكا أو ألفاظا أو لباسا. ونحن لله الحمد لدينا دين شامل لجميع مناحي الحياة. وكذلك عادات وتقاليد رصينة ومحافظة، ومن واجبنا الحفاظ عليها ونقلها للجيل الذي بعدنا لأنها صبغة وميزة مشرفة لنا. وهي أيضا ذات قيمة عالية وسلوك متزن في الأماكن العامة.
ولذلك مما جاء في لائحة للذوق العام وجوب احترام القيم والعادات والتقاليد والثقافة السائدة في المملكة. وجاء فيها أيضا عدم الظهور في مكان عام بزي أو لباس غير محتشم، أو ارتداء زي أو لباس يحمل صورًا أو أشكالاً أو علامات أو عبارات تسيء إلى الذوق العام. وحظر الكتابة أو الرسم أو ما في حكمهما على جدران مكان عام. وعدم السماح في الأماكن العامة بأي قول أو فعل فيه إيذاء لمرتاديها أو إضرار بهم أو يؤدي إلى إخافتهم أو تعريضهم للخطر. (ممكن معرفة كامل مواد اللائحة من خلال القنوات الرسمية المنشورة).
والذوق هو فكر يتبعه سلوك حضاري، ولباقة وحسن تصرف في الأماكن العامة. والسؤال الأول الذي يتبادر إلى الأذهان ما هو تعريف الذوق العام؟ وكما جاء تعريفه في اللائحة هو مجموعة السلوكيات والآداب التي تعبر عن قيم المجتمع ومبادئه وهويته، بحسب الأسس والمقومات المنصوص عليها في النظام الأساسي للحكم.
والسؤال الآخر هو أين ستطبق هذه اللوائح؟ سيطبق في الأماكن العامة، مثل: المجمعات التجارية والفنادق والمطاعم والمقاهي، المتاحف والمسارح، والمنشآت الطبية والتعليمية، والحدائق والمتنزهات، الطرق والممرات والشواطئ ونحوها.
ولو تأملنا ديننا الحنيف الشامل لوجدنا مساحة كبيرة من الحث على حسن الذوق والتعامل بالرفق والحسنى مع الناس والحيوانات والنباتات والأشياء من حولنا. وهناك إرشادات واضحة وقواعد عامة ودرر منثورة في الأحاديث النبوية، ونحن أيضا نؤجر على القيام بها، فعلى سبيل المثال لا الحصر: إماطة الأذى عن الطريق، المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، الحياء لا يأتي إلا بخير، لا ضرر ولا ضرار، إفشاء السلام، وأحب للناس ما تحب لنفسك، وغيرها من القواعد الذهبية التي يحرص الإسلام على غرسها في نفوسنا من أجل رفع مستوى المسؤولية الاجتماعية والارتقاء بالذوق العام للمجتمع، ومن أجل رقيه وتحضره.
وأخيرا، أليس حين نزور أي مجتمع أو بلد، فأول شيء نلاحظه هو مستوى الذوق العام وحسن التعامل والرقي؟!.