في رمضان تُسلسل الشياطين، أي تصفّد وتُغل؛ إذ يقاوم المتقون وساوسها بالطاعات والعبادة، والعيد مناسبة للفرح والتفاؤل والأمل والسلام، لكن يبدو أن شياطين الإنس، لا تغل عنهم الشياطين؛ لأنهم لا يقاومون الشياطين، بل يغرونها على المقام ويحيونها بالاحتفاءات، ولاحظنا أنهم انكبوا في شهر رمضان وفي العيد على تمكين الشياطين، وتهيئة الأسباب لحضورها في أذهانهم وقلوبهم وأفكارهم، فقد شنت خلايا الإخوان حملة كُره، تعجز شياطين الجن عن إتيان عشرها، بالذات في العشر الأواخر من رمضان، وجنّ جنونهم واشتعلت النيران في ملابسهم، تزامنًا مع عقد القمم الخليجية والعربية والإسلامية التي رأسها خادم الحرمين الشريفين في مكة، فنسوا رمضان وفضائله، وانحازوا لحزب الشيطان وأعوانه وأدواته، وكذبوا بآيات الله، وظلموا أنفسهم، أَلا ساء ما يزرون.
وأيضًا لم تنس خلايا الحوثيين والصفويين والدواعش، وهم أشقاء الإخوان وأخلاؤهم، أن تظاهر المؤمنين، وتتقرب إلى الشياطين بالطاعات واللغو والفجور والبهتان، وهذه الأصناف الأربعة تتحالف وتتعاون في السوء والمنشط والمكره، و«أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ».
وكنا، أيام الشهر الفضيل، شهداء على ما تترع بهم قنوات الخلايا ومواقعها في الإنترنت ومعرفات أعوانها في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تتقيأ السموم والكره والإرجاف، وقلوبهم غلف.
ونجد أن خلايا الإخوان وخلايا الحوثيين تتبادل المنافع والتحايا وتجمع على دعم مسألتين؛ الإمعان في سفك الدماء، ونشر البغضاء والفرقة بين الناس، وتنشيط حملاتهم المسمومة، بصورة ملحوظة في العشر الأواخر من رمضان بالذات وفي أيام العيد. وهذا يؤكد أن نفوسهم الشيطانية الشريرة أعتى من أن تكبحها أيام حرم وفضائل.
وتتعرى مكيافليتهم الخالصة، مهما رفعوا من شعارات وتستروا خلف الأقنعة، و«يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ». وبعضهم أولياء بعض.
وخلايا البغي، ليست بدعًا من الشياطين، فالذين قست قلوبهم، لعنة موجودة في كل فج عميق، وينشرون الغريزة الوحشية والضراء والجريمة ويهدرون الدماء الطاهرة في كل أنحاء الدنيا، وفي مرابع السلام ليجعلوا الحقول الخضراء الغنّاء أرضًا يبابًا.
*وتر
كيف هو العيد؟ يا سيدة الحفا..
إذ الهلع زاد النهار
والخوف ملء الجفون..
وخمائل الرمش رماد الحرائق..
[email protected]