ويجزم وزير الاتصالات بأن «الحرب لن تقع»، لافتا إلى أنه ليس لدى «حزب الله» نية للدخول في هذه الحرب، ويقول: من الضروري اعتماد سياسة النأي بالنفس والمحافظة على وحدتنا الداخلية، فليس باستطاعة لبنان تحمل أية حرب، بكل بساطة «نحن لسنا قدها».. وهنا نص الحوار..
» موقع لبنان
أين موقع لبنان ضمن الصراع القائم بين إيران ومحورها من جهة والعرب والمجتمع الدولي من جهة أخرى؟
- نرفض أي تدخل خارجي بلبنان، المطلوب اليوم إعادة ترتيب الوضع الداخلي في البلاد، لهذا نحن متمسكون بسياسة النأي بالنفس، ولا يمكننا أن ننسى ما قدمته لنا دول الخليج في أيام الحرب والسلم، ويجب ألا ننسى أن صادراتنا من دول الخليج وتحويلاتنا من هذه الدول، كما أن الاستثمارات الأجنبية في لبنان خليجية، هذا هو الوضع في لبنان شاء مَنْ شاء وأبى مَنْ أبى.
» علاقات البلدين
ما الحل لإعادة تصحيح العلاقات اللبنانية - السعودية؟
- أعتقد أن الأمور ستعود إلى سابق عهدها قريبا، حيث بدأنا نلمس ذلك من خلال الحركة الخليجية الجيدة باتجاه لبنان قبل شهر رمضان بحسب ما جاء في الأرقام الأخيرة لنسبة السياح، إلا أن الترجمة الحقيقية ستكون في موسم الصيف، الذي نتمناه أن يكون واعدا، لهذا نأمل أن يكون هنالك خطاب سياسي هادئ وواعٍ.
» طبول الحرب
من الواضح أن طبول الحرب تقرع في المنطقة، فإذا وقعت مواجهة ما تأثيراتها السياسية والعسكرية على لبنان؟
- لن تقع الحرب، وهذا الأمر لا يصب في مصلحة أحد، وليس لدى «حزب الله» نية للدخول في هذه الحرب، وما نسمعه من هذا الحزب ليس سوى تهويل عبر وسائل الإعلام لا أكثر.
هل تتخوفون من انخراط «حزب الله» في أي مواجهة محتملة بالمنطقة؟
- على لبنان ألا يتدخل في أي حدث يحصل في المنطقة، لهذا من الضروري اعتماد سياسة النأي بالنفس والمحافظة على وحدتنا الداخلية، ليس باستطاعة لبنان تحمل أية حرب بكل بساطة «نحن لسنا قدها»، ففي حرب تموز 2006 كان هنالك إجماع ودعم عربي باتجاه لبنان، ولولا ذلك لما تمكنا من إعادة إعمار ما خلفته تلك الحرب، أما اليوم فالأمر مختلف والظروف ليست كما السابق، فإذا قصفت إسرائيل أي جسر أو طريق أو منشأة فلن نتمكن من إعادة بنائه، وأعتقد أن جميع القوى السياسية اللبنانية باتت تعلم ذلك.
» الخلافات الداخلية
ما الذي يعرقل نهوض لبنان على مختلف الصعد؟ هل هي التجاذبات الداخلية أم الخارجية؟
- وصلت القوى السياسية اللبنانية إلى قناعة بأن هذه الخلافات كانت ستنهي لبنان نهائيا، لهذا تم وضع الخلافات السياسية جانبا للمضي قدما نحو الإصلاحات، التي تحتاجها القوانين والأنظمة لإعادة البلاد إلى السكة الصحيحة وتجنب تورطه في مشكلات المنطقة أو إدخاله في ملفات لا تمت له بصلة.
ألا تعتقد أنه من أولى أولويات الحكومة، إعادة هذا البلد برمته إلى الحاضنة العربية، فالمسألة قومية وسياسية واقتصادية؟
- موقفي ثابت في هذا الموضوع، لبنان من دون أن يكون لديه أفضل العلاقات مع الدول الخليجية، سيكون اقتصاده ضعيفا جدا، فلقد كان الإنفاق السياحي في العام 2010م 8 مليارات وأربعمائة دولار أمريكي، أي شكل نسبة 65% من هذا الإنفاق إنفاقا خليجيا، وبدأ التراجع منذ ذلك الوقت إلى اليوم حتى بلغ الإنفاق السياحي إلى النصف، ولم نجن من تهجم بعض الأطراف اللبنانية على الدول الخليجية والمملكة العربية السعودية إلا الخسارة.
» الموازنة والأوضاع
بعد جهد كبير أقرت موازنة العام 2019، هل تستطيع النهوض بلبنان اقتصاديا، خصوصا أن هنالك العديد من الانتقادات من جانب مؤسسات دولية؟
- تضمنت هذه الموازنة ما يقارب 100 قانون، إلا أن جل ما كان يهمنا هو تحقيق العدالة الاجتماعية والضريبية، وأعتقد أننا نجحنا في وضع الموازنة على هذه السكة، هنالك بعض الانتقادات للموازنة إلا أنه في المقابل هنالك إشارات إيجابية كثيرة، إلا أن البنك الدولي راضٍ عن الموازنة وقوانينها.
» الجاهزية لـ«سيدر»
تعمل الحكومة منذ تشكيلها على تحقيق مقررات مؤتمر «سيدر»، وها هي أقرت موازنتها لعام 2019، ما أولويات هذه الحكومة الإصلاحية في موازنة العام 2020؟
- أعتبر أن موازنة العام 2020 لن تختلف كثيرا عن 2019، سيكون هنالك بعض التعديلات على الموازنة الحالية للعام التالي.
هل أصبحتم جاهزين لتنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر»؟
- نعم أصبحنا جاهزين، فنحن على الرغم من كل شيء لا يزال لدى المجتمع الدولي ثقة بلبنان، عندما أقرت الدولة اللبنانية خطة الكهرباء، لاقى هذا الأمر استحسانا كبيرا من جانب الصناديق المالية الكبرى والشركات العربية الكبرى لتمويل هذه الخطة، وهذا دليل ثقة كبيرة بلبنان.
بعد مرور 100 يوم على توليك وزارة الاتصالات، هل أنت راضٍ عما تنجزه في الوزارة؟
- لا يستطيع أحد أن يصنع المعجزات في 100 يوم، إلا أنه من خلال خفض المصاريف في الوزارة أعتبره إنجازا في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، تم إنجاز مجموعة مشاريع أعتبرها أولوية منها «فايبر أوبتك»، مشروع «الداتا سنتر» و«5 ج».