الترفيه والسياحة حقيقةً هما أمران في غاية الأهمية في عصرنا الحالي نظرًا للتراكمات والضغوط النفسية التي أفرزتها طبيعة الحياة المتسارعة التي نعيشها، وعليه، فعلينا أن نجدّد ثقافتنا، ونجعل الترفيه جزءًا مهمًا منها.
على الأسَر أن تتعلّم كيف تستثمر بعض المال والوقت للترفيه، لكسر الرتابة المملة في الحياة، ولتجديد القدرة على الفعل المثمر. فليس من الضروري أن نؤم الأماكن السياحية المكلفة، فبالإمكان أن نرفِّه عن أنفسنا وأطفالنا ولو بالحد الأدنى؛ جولة في أحد المتنزهات أو إحدى الحدائق، أو زيارة المواقع الأثرية والتاريخية في البلاد. أو التفاعل ومشاهدة الأحداث الرياضية أو الفنية أو الاجتماعية، خاصة أن المملكة الآن أولت هذا الجانب أهمية كبرى، وأصبحت أجندة الترفيه ملأى بالفعاليات، وأماكن الترفيه مكتملة الأركان بما يلبي كل احتياجات العائلات والأفراد.
ولكن، إذا كان لا بد من السفر خارجًا، فيجب أن نسأل أنفسنا: ما هو الغرض من السفر؟ لأن الإجابة عن هذا السؤال هي التي سوف تحدد لنا الوجهة التي يمكن أن نقصدها.
فمن المفترض أن يكون الهدف من السفر هو الترويح عن النفس واكتساب الخبرات والثقافة، والترويح عن النفس بمعناه الشمولي العقلي والبدني، حتى تشعر بأن عقلك وبدنك مستعدان لمرحلة جديدة من مواصلة العمل والحياة، وذلك عن طريق زيارة مدن ومناطق جديدة والتعرف على حضارات جديدة، وهذه الفلسفة في السفر معروفة لدى الشعوب الأجنبية.
لذلك يجب علينا عندما نقرر الاستعداد للسفر أن نتعرف على الوجهة السياحية التي اخترنا زيارتها، وأن نتعرف على المعالم السياحية فيها ومعلومات عنها، وما يميزها من عادات وتقاليد، وما هي أماكن الإقامة المناسبة وأسعارها، وكيفية التنقل داخلها، والتعرف على الأماكن التي تصلح لجميع أفراد الأسرة بمختلف أعمارهم، والوجهات السياحية القريبة منها وكيفية الذهاب لها.
فالرحلة السياحية الترفيهية الناجحة هي التي يتم التخطيط لها، وتحديد الأهداف المرجوة منها، ولذلك نجد أن أهمية التخطيط للرحلة وتحديد وجهتها وبرنامجها والأدوار التي يقوم بها كل فرد، تتحول إلى نوع من التدريب على تحمّل المسؤولية داخل شكل ترفيهي.
[email protected]