» وقائع مهمة
يُشار إلى أن بداية بناء القصر ترجع لما قبل 1326 عاما تقريبا، منسوبا إلى «جبرة» السيدة المخزومية القرشية زوجة محمد بن هشام أحد الأمراء في العهد الأموي، وذلك في عهد الخليفة هشام بن عبدالملك سنة 114 من الهجرة، ويقع هذا القصر في الشمال الشرقي من الطائف، وفي العصر الحديث كان أحد القصور التي عاصرت بداية تأسيس المملكة، حيث اتخذه جلالة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مقرا له لفترة من الزمن، كما شهد وقائع مهمة امتدت من عصر الإسلام الأول وحتى تاريخ الدولة السعودية، وتم تشييده على ربوة عالية مطلة على عدد من المزارع والبساتين، ويقع القصر على ضفاف وادي جبرا، الذي يسيل بكثافة وقت هطول الأمطار ويستقبل المياه من مواقع بعيدة.
» منظر خلاب
وبحسب أستاذ التاريخ والحضارات الإسلامية بجامعة أم القرى الدكتور فواز الدهاس، فإن ما يميز هذا القصر هو وقوعه بجوار المكان الذي وقعت فيه معركة «حنين»، كما أن هذه المنطقة شهدت المشروع العملاق الذي تبنته السيدة زبيدة، زوجة هارون الرشيد، وحولت مياه المزارع من آبار وعيون في تلك المنطقة إلى مكة المكرمة؛ لسد حاجة حجاج بيت الله الحرام في الزمن الماضي، وقد بني القصر بالحجارة، كما روعي في اتخاذ موقع القصر أمران، أحدهما أن يكون في منأى عن السيول الجارفة وهو يقع في وادي إبراهيم، والآخر ليعطي منظرا خلابا للمزارع التي تحيط به من كل الجوانب.
» تهيئة سياحية
من جهتها تعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على حصر التراث المعماري مع استمرار الترميمات المناسبة، ومن ثم تهيئتها بما يتلاءم مع إستراتيجيات الصناعة السياحية لتكون مراكز ثقافية ومتحفية، كما حظي عدد من قصور الطائف باهتمام خاص؛ لما تتميز به من طراز معماري ودقة عالية في التصميم، مجسدا اندماج فن العمارة الإسلامي بفن العمارة الروماني، مع نظم فن العمارة التقليدية السائدة بالحجاز قديما، والتي احتوت الكثير من المجسمات الحجرية والجصية والأجورية المتنوعة، ذات الأشكال والأحجام المختلفة التي تعد تحفا فنية رائعة.