يُعدّ مفهوم التمكين من المفاهيم التي اكتسبت أهمية متزايدة منذ مطلع التسعينيات، وذلك لارتباطه بالعديد من عناصر القوة ذات العلاقة بالدلالات التنموية والاجتماعية، وفي الواقع عندما نبحث في عمق المفهوم نجد أنه يتضمن تعزيز قدرات الإفراد، ومنح الامتيازات والحقوق والفرص، وذلك عبر العديد من الآليات التي تتمثل في بناء الوعي بالذات، وبناء القدرات والمعرفة التي تستهدف في النهاية تفعيل المشاركة الحقيقية والفاعلة في البرامج التنموية، وعندما نتحدث عن تمكين المرأة، فنحن نشير إلى سياسات وإجراءات أصبحت ضرورة ملحّة، فالمرأة هي شريك حقيقي في برامج التنمية، فهي أساس المجتمع، وذلك ليس في ضوء آراء أو وجهات نظر، بل بناءً على واقع تقره العين، وأثبتته تجارب الحياة عبر السنين، فالمرأة السعودية هي الأم والأخت والابنة، وهي المعلمة والمربية والطبيبة وغيرها، ولا يمكن بأية حال من الأحوال إغفال الدور الذي تقوم به المرأة السعودية في المجتمع، وهناك من قصص الحياة الكثير والكثير الذي أثبت أن لديها من الإرادة والعزيمة على تحمّل المسؤوليات، سواء على مستوى الأسرة أو حتى على مستوى الحياة العملية، فلدينا اليوم العديد من النماذج التي تؤكد قدرة المرأة السعودية على لعب العديد من الأدوار المؤثرة داخل المجتمع، فهناك النموذج الناجح للمرأة السعودية المتزوجة، ولديها أبناء وتعمل في آنٍ واحد، وهذا النموذج استطاع أن يحقق نجاحات على أرض الواقع من منطلق إثبات الذات، وإيمان المرأة السعودية بكيانها المتفرد، وأنها يمكن أن تكون عضوًا بارزًا ومرموقًا في المجتمع، ولهذا وفي ضوء الإيمان بقيمة الدور الذي تلعبه المرأة داخل المجتمع السعودي واتساقًا مع رؤية السعودية 2030، وتأكيدًا لحق المرأة في حصولها على كافة الفرص والإمكانيات التي تمكّنها من المشاركة في برامج التنمية المستدامة من أجل تحقيق الاستقرار والاندماج الاجتماعي، ولهذا فإن تمكين المرأة السعودية لا يمثل شأنًا أو مطلبًا خاصًا للنساء السعوديات وحدهن، بل إنه ضرورة مجتمعية من أجل بناء مستقبل قوي قائم على فهم وإدراك واعٍ ومستنير بأهمية دور المرأة السعودية داخل المجتمع، وفي الإسهام في سوق العمل بدور مؤثر وقوي، كذلك إتاحة الفرص بدرجة متساوية لتقلد المناصب الإدارية العليا والمواقع السياسية، والمشاركة في المجالس المتخصصة، وكذلك المجال الأمني، وليس ذلك فحسب، فهناك العديد من المبادرات لرعاية المرأة من الناحيتَين الصحية والاجتماعية، وتذليل كافة المعوقات التي تواجهها، سواء في الأسرة أو سعيها للحصول على العمل، ودعم كافة البرامج التي من شأنها رعاية المرأة السعودية، سواء في المناطق الريفية أو الحضرية، ولهذا تُعدّ منهجية تمكين المرأة السعودية هدفًا إستراتيجيًا لتحقيق التوازن المجتمعي من أجل تنمية فاعلة ومستدامة.