وقالت المرشد السياحي بمحافظة الطائف لمياء البريك: إن حصن بديوي يُنسب إلى الشاعر النبطي المشهور والملقب بشاعر الحجاز بديوي الوقداني، والذي ينتسب إلى قبيلة وقدان من عتيبة، ولد عام 1244هـ في وادي نخب بالطائف، وكان شاعرًا وفارسًا وشهمًا وذا نخوة، توفي سنة 1296هـ عن عمر يناهز 52 عامًا، وبديوي الوقداني يُعد كبير شعراء بادية الحجاز في العصر الحديث، وكانت أشعاره تشكل المادة المغناة على ألسنة الناس في ساحات وأسواق مكة والطائف، حيث اطلع طه حسين على أشعاره وهو يبحث عن الموروث الأدبي في العصر الحديث بمنطقة الحجاز، وعندما قرأ بعض قصائده قال: «لو أن هذا الشاعر البدوي الأصيل كتب أشعارًا بالفصحى لنسي الناس المتنبي».
» طراز حجازي
وأوضحت «البريك» أن حصن بديوي الوقداني يقع في وادي نخب على حدود الطائف، ولا يزال قائمًا حتى الآن في المنطقة التي كان يسكنها الشاعر وقبيلته في وادي نخب من شرقي المنطقة الصناعية بمحافظة الطائف، ويمتاز بطراز عمراني جميل من بادية الحجاز جذب السياح، يقوم على هضبة صخرية صغيرة في متسع من الأرض تحيط به الأشجار البرية، إضافة إلى البساتين المزروعة حوله شرقي الطريق السريع.
» سكن ومراقبة
وأضافت إن حصن بديوي من أشهر الحصون التاريخية التي تميزت بها مدينة الورد، والتي شيدت بإتقان من الحجارة على المرتفعات الجبلية في محافظة الطائف، وبقيت شاهدًا على عبق الماضي العريق وأصالته، كما أنه لا يزال العديد منها قائمًا وصامدًا عبر السنين، فلا تكاد تخلو قرية من قرى الطائف من الحصون والقلاع، وساهمت تلك الحصون والقلاع في جذب السياح إلى محافظة الطائف، وحصن بديوي يبدو عليه التأثر الكبير بالطراز العمراني المتميز في بادية الحجاز، والحصن مكون من دورين: الأول للسكن والثاني للمراقبة والدفاع، ويظهر ذلك من خلال الفتحات الصغيرة في جدار الحصن التي يمكن من خلالها إظهار البنادق للتصدي للعدو.