إيران تعرف ماذا تعني مواجهة الولايات المتحدة عسكرياً، وتجربة عراق صدام قريبة جداً منها وتعي تماماً كل تفاصيلها ونتائجها المدمرة. ما فعلته إلى الآن، وما قد تفعله لاحقاً من الاعتداء على ناقلات وسفن تجارية وطائرات مسيرة، وما إلى ذلك من أعمال على طريقة اضرب واهرب، هو فعل يائس تتصور أنه يُحسن من وضعها على طاولة المفاوضات التي يوجد عليها شروط أمريكية واضحة وحاسمة، لا سيما فيما يتعلق بالسلاح النووي والصواريخ الباليستية وزعزعة أمن واستقرار المنطقة.
إذن نحن نعرف ماذا تريد إيران في هذه المرحلة الصعبة من تاريخها الحديث. هي تريد الحفاظ على ماء وجهها في كل الملفات التي لم تعد قابلة لتسامح أمريكا وحلفائها مند مجيء إدارة الرئيس ترامب. ولأن أمريكا وحلفاءها غير مستعجلين، لا للحرب ولا للمفاوضات، فستظل إيران، المخنوقة اقتصادياً، تناور بهذه الاحتكاكات والتهديدات إلى أن ترضخ في النهاية وتأتي إلى طاولة المفاوضات في حال أضعف مما هي عليه الآن، ما يجعلها تقبل كل الشروط وربما، أيضاً، توضع أمامها شروط جديدة لم تكن في حسبانها.