إن النشاط الحكومي الخارجي أصبح دوره أساسيا للمحافظة والارتقاء بمكانة المملكة العربية السعودية عالميا، حيث يشكل التبادل التجاري والمكاسب الاقتصادية محورا مهما في قوة علاقة الدول مع بعضها، ومن هنا فإن دور الوزارات وسفارات المملكة بالخارج يجب أن يتوافق مع الواقع الجديد بأن تضطلع هذه الجهات بمختلف مكوناتها للقيام بتحقيق رؤية المملكة الحديثة... ومن الجدير بالحق، أن نشكر ما يقوم به سمو ولي العهد والفريق العامل معه -حفظهم الله- من إقامة علاقات دولية تتمحور حول فائدة المملكة أولا وتحقق تنمية مستدامة لبلادنا العزيزة، لذا مطلوب من الوزارات والسفارات أن تواصل وتتابع هذا الزخم التنموي، الذي تقوم به القيادة حاليا حيث مواصلة العمل تحقق الهدف، ومن القواعد الأساسية للنجاح عدم الانقطاع وضرورة التواصل من خلال أجهزة الدولة المختلفة.. وإلى الأمام يا بلادي.
إن المكانة العالمية للمملكة العربية السعودية تزدهر بصورة مطردة، وذلك على المستوى الإقليمي والعربي والعالمي -بفضل الله عز وجل-، وذلك منذ زمن المؤسس الملك عبدالعزيز ثم أبنائه البررة من بعده -رحمهم الله-، والآن في هذا العهد الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين -حفظهما الله- أصبح الدور الريادي لبلادنا العزيزة مُشاهدا على مختلف الأصعدة سواء في الجانب السياسي أو العسكري أو الاقتصادي مما يُفرح الشعب السعودي الكريم وأصدقاءه الأوفياء «وفي نفس الوقت يغيظ الأعداء الذين لا يهدأ إعلامهم الكاذب من نقد السعودية وشعبها»، ولاشك أن هذا الكذب والافتراء على بلاد الحرمين وشعبها هو أسلوب ومنهج الحاقد، الذي يغيظه ما يحدث من تنمية وتطور في بلادنا المباركة.
إن المكانة المتميزة للمملكة حاليا والمحافظة عليها تقتضي من الحكومة مشكورة من خلال أجهزتها الوزارية تنفيذ آليات عمل ونشاط يختلف عن السابق؛ وذلك للاختلاف الحاصل في علاقات الدول، وكذلك اشتداد المنافسة في مجال الاحتياج العالمي من المواد، وكذلك تجدد وسائل التواصل الحديثة بين الشعوب... وبالنظر لهذا الواقع العالمي الجديد نرى الدعم والمساندة السياسية ترتبط بقوة بالمردود الاقتصادي بين الدول، لذا فقوة الفائدة المالية تتحكم بالعلاقة الدبلوماسية، وكذلك فإن مجال احتياج الدول تغير حاليا فهو يرتكز بصورة كبيرة على الطاقة والمعادن والتقنية المتطورة، لذلك اختفى دور المواد المطلوبة سابقا كالفحم والتوابل والصناعات الحديدية وغيرها، أما في قطاع التواصل والإعلام بين الشعوب فهناك قفزات كبيرة ومستمرة في هذا المجال، حيث تعتمد حاليا على أساليب حديثة مختلفة مثل القنوات الفضائية بلغات متعددة تُبث للعالم مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة وزيادة الارتباط والمنفعة مع وكالات الأنباء والصحافة العالمية، ومما تقدم نلاحظ أن المصالح المشتركة والمنفعة المالية جزء رئيس ومهم في علاقات الدول سواء بالجانب السياسي أو الإعلامي أو العسكري.