اشتهرت «عُسفان» الواقعة بين سفوح سلسلة جبال السروات الغربيّة، وسهل تهامة الحجاز بكونها طريقا للحج، خصوصا وهي تبعد عن مدينة مكة المكرمة مسافة 80 كيلومترا. ويُذكر أنّه قد مرّ بها الأنبياء صالح وهود وإبراهيم عليهم السلام، وتشرفت أيضا بتوقف خاتم الأنبياء سيدنا محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام، حيث شرّعت صلاة الخوف لأوّل مرّة. وسبق اختيارها من القوافل التجاريّة لقريش قديما كاستراحة في طريق السفر، وذلك خلال الرحلات من بلاد الشّام إلى اليمن أو بالعكس، ومما أكسبها الأهمية وجود عدد من آبار المياه. عذوبة البئر وتسمية عُسفان، مشتقة من تعسّف السيول فيها، حيث تشكّل هذه المنطقة حوضا يصبّ فيه عدد من الأودية منها «هدى الشّام»، و«مدركة»، و«البياضة» و«جرفان» و«حلفا» و«المطوي». ومن المواقع الأثرية بئر وسط عُسفان وتتميز بعذوبة مائها وغزارته، منذ أن شرب منها الرسول صلى الله عليه وسلم، فاكتسبت البركة بإذن الله وفقا لبعض المرويات، وبحسب مختصين في التاريخ، أن الرسول الكريم عسكر بجيشه في عُسفان عام الفتح، وكانت هذه البئر جافة، وفاض ماؤها بعد أن شرب منها عليه الصلاة والسلام. ترميم القلعة وكانت عسفان أرضا للمناطق المجاورة مثل خليص والكامل، ويأتي التجار حاملين على جمالهم منتجاتهم المتنوّعة، في حين أن سهولها مشهورة بالزراعة المطرية، وقد شكلت في الماضي مصدرا غذائيا بإنتاج وفير من الحبوب وخاصة الدخن، ورغم أنّ عسفان قد طالتها يد الحداثة والتطوّر، إلاَّ أنّها ما زالت تحتفظ بالنمط القديم، فيما يظل إرثها التاريخي باقيا، ومن بينها الآبار الحجريّة السبعة، والبرك ومجاري العيون التي كانت تسقي المسافرين، والسوق الشهير، والقبور الحجريّة الجماعيّة، والقلعة الأثرية التي تم ترميمها، ضمن مشروعات قامت بها هيئة السياحة والآثار، وتقع في قمة تل قرب الطرق التي تمر بعسفان، وهي مبنية من الأحجار الصخرية. مجاراة الحداثة الوجه الجديد لمركز عُسفان يبشر بمستقبل واعد في النشاط الاقتصادي، فهناك إقبال للمستثمرين بالتزامن مع بناء المدن الصناعية، ووجود عدد من الكليات الجامعية. كما تتسارع وتيرة العمل لتحويل مركز عُسفان إلى منطقة صناعية وتجارية كبرى، حيث يقترب إنجاز المرحلة الأولى من مشروع الخدمات المتكاملة لورش إصلاح السيارات في مساحة تجمع المعارض وقطع الغيار والمستودعات وورش الديكور، والعديد من الأنشطة المهنية، التي ترتبط بنظام إلكتروني يشمل شاشات تحكم ونظام أمن وسلامة.