اعتبر مهتمون في محافظة الأحساء، أن الأسواق الشعبية المتنقلة تراث شعبي يتطلب الاهتمام، حيث لم يلقَ عناية من جهات الاختصاص للعمل على تطويره والعناية به، لتظل تلك الأسواق التي حملت تاريخا طويلا، وسط تطاير الغبار، والسموم الحارة التي تهب على المتسوقين والباعة. في الوقت نفسه، طالب عدد كبير من الباعة ومرتادي تلك الأسواق، بأن تحظى بالتطوير والعناية، ووضع مماش وأرصفة ومظلات تقي المتسوقين من حرارة الشمس التي تشهدها الأحساء خلال هذه الأيام، لتظل تلك الأسواق صامدة لتشهد إقبالاً واسعا من أهالي الأحساء وزوراها، نظراً لما تحتويه من تنوع كبير في المعروضات، التي تلبي حاجات المجتمع. المتسوق خالد السليم يقول: «نعلم جدياً أهمية هذه الأسواق الشعبية، وما تحمله من عمر طويل، وذكريات للماضي، ومع ذلك ظلت صامدة طوال هذه الفترة رغم الإهمال، ونحن نتطلع أن تكون هذه الاسواق أكثر أهمية، كونها تشهد إقبالا كبيرا من الأهالي في الأحساء وحتى من خارجها من الزوار والسياح، وهو ما يتطلب تطويرها في إنشاء الأرصفة لعملية التنقل بسهولة، بدلاً من المشي على الأتربة والغبار، ووضع المظلات للحماية من ضربات الشمس. كما طالب عبدالرحمن الخالدي، بالعمل على زيادة مساحة عدد من الأسواق الشعبية، وتنظيمها للأفضل وتوفير دورات المياه لها، والعمل على تكثيف أعمال المراقبة لما يتم عرضه في هذه الأسواق خصوصا المستلزمات الغذائية للتأكد من صلاحية تاريخها، ومتابعة ملف العمالة الأجنبية التي أخذت تنتشر وبشكل كبير وتستولي على جزء كبير من هذه الأسواق. من جهته قال رئيس المجلس البلدي د. أحمد البوعلي أن الأسواق الشعبية هي أحد عناصر الجذب السياحي الحيوية وهي أسواق حيوية جامعة بين عبق الماضي وجمال الحاضر، لها تاريخ عريق وأثر اقتصادي كبير في السابق والحاضر، وأن للمجلس البلدي خطوات إيجابية وله عناية واهتمام تجاه الأسواق الشعبية، وهي أحد الملفات العشرة التي اعتنى بها المجلس وشكل لها فريقا للمتابعة. وقال د. البوعلي: إن المجلس ناقش ولأكثر من مرة هذا الملف لما يشكله من أهمية والحرص على الانتهاء لعدد من القرارات والتوصيات ومنها: إعادة ترتيب وتنظيم الأسواق الشعبية بما يتلاءم مع متغيرات العصر، والمزيد من العناية في اختيار المكان الأنسب لبعضها كساحة أوسع ومواقف أرحب للسيارات، وأهمية العناية بالنظافة بعد الانتهاء من السوق مباشرةً والعناية بإرشادات الأمن والسلامة المرورية وإرشادات الدفاع المدني. وأوضح المتحدث الرسمي لأمانة الأحساء أن الأمانة وضعت ضمن خططها مشاريع تطوير الأسواق الشعبية نتيجة حرصها على الهوية الشعبية للمنطقة، وتشجيع استدامة كل ما هو رافد للعناصر التاريخية والتراثية بحكمها موقع تراث عالمي. وأضاف إن الأمانة تعتزم حالياً تطوير عدد من الأسواق الشعبية، وتم اختيار سوقي الجمعة الشعبي بمدينة الطرف، والأربعاء بمدينة المبرز، كمرحلة أولى للتطوير بهدف معالجة الانتشار العشوائي للباعة الجائلة بحاضرة الأحساء، وتوفير مناخ تسويقي لهم، كما تعتبر تلك المشاريع ضمن مبادرة معالجة التشوه البصري. مؤكداً أن التطوير يشمل تأهيل الموقع عبر تركيب مظلات بمواصفات عالية، إضافة إلى أرصفة مشاة وكراس للجلوس وأعمال التشجير والمسطحات الخضراء المزودة بشبكات ري.