في عالم يدعو للإيجابية نجد الكثير من عدم الرضا. تصادفنا أمور كثيرة في الحياة لتختبر صبرنا وتفانينا وقد نجد أنفسنا في مكان غير مرضٍ. هل تغادر عملك وأنت متضايق من وضعك المهني؟ هل تنظر لشريك حياتك وتتساءل إن كنتما سوف تستمران؟ هل تتعامل مع مجتمعك وتحس بأنك لا تنتمي؟ كثيرة هي مواقف عدم الرضا ومجالاتها متنوعة. المؤكد هو أن لها تأثيرا على حياتك سواء مهنيا أو اجتماعيا أو نفسيا.
قد تعرف مقولة «إن لم يعجبك مكانك، تحرك فأنت لست شجرة» وقد ترغب بالتحرك ويبقى السؤال الأهم «أتحرك إلى أين؟».
بحسب المحلل الاقتصادي ألبرت هيرشمان (Albert Hirschman) لدينا أربعة احتمالات للتعامل مع المواقف السيئة وهي: الخروج والصوت والإهمال والتحمل. وسوف أتناولها بالأمثلة من مجالات مختلفة.
اختيارنا لأحد هذه الأربعة الاحتمالات يعتمد بشكل كبير على عاملين هما: إحساس الأشخاص بالسيطرة وإمكانية التغيير من ناحية ومن ناحية أخرى ترتبط بمدى ارتباطنا والتزامنا مع الأشخاص أو الجهة المعنية.
والجدير بالذكر أن هذه الاحتمالات لا تنطبق فقط على بيئة العمل بل يمكن لنا أن نشهد تطبيقها في الحياة اليومية. فنسبة الطلاق العالية هي انعكاس لاختيار «الخروج» وذلك لعدم التزام الأطراف تجاه شريك الحياة وعدم اقتناعهم بإمكانية التغيير والإصلاح فينتهي الزواج بخروج الأطراف. هل يعني ذلك أن الزواج قبل جيل أو جيلين كان أفضل لأن نسب الطلاق كانت أقل؟ ليس بالضرورة. وذلك أنه حتى عندما كانت الحياة الزوجية سيئة فإنه من المحتمل أن نرى «الإهمال» و«التحمل» من الطرفين وذلك لقناعة أن لا شيء سوف يغير واقع الزواج المرير. عند الإهمال نجد الشخص لا يعطي وينسحب نفسيا ولا يؤدي واجبه تجاه الآخر، أما التحمل فيعتمد على قوة الشخص وصبره في الموقف. لعل المؤثرات المجتمعية من الضغوط النفسية والإحساس بالعار كانت مؤثرة في استمرار تلك العلاقات الزوجية.
إن اختيارات التحمل أو الإهمال تعتبر سلبية؛ كونها لا تغير الواقع السيئ بل قد تجعل الشخص يتعذب باستمرار أو يتغير للأسوأ، ومثال ذلك موظف غير راضٍ بمكانته بمؤسسته ويقلل من عطائه باستمرار فيعزز الصورة السلبية عنه ويصعب تخطيها في المستقبل.
ولكن ماذا عن الصوت؟ المقصود بالصوت هو التكلم عن المشكلة لإحداث التغيير من خلال محاولة الإصلاح بكلمة حق. وأن يتخذ الشخص قرار التحدث عن المشكلة هو الأكثر إيجابية رغم أنها تتطلب إثارة الحديث عن المشكلة. هذا النهج يتطلب الشجاعة خصوصا عندما يكون الأسلوب السائد أن نتجاهل السلبيات ونركز على الإيجابيات ونجعل من يذكر السلبيات معيبا وسوداويا ويبحث عن المشاكل ويستلذ بجلد الذات.
ما لا يعلمه هؤلاء هو أن مواجهة المشاكل هي الخيار لمن لديه أمل بالتغيير وولاء للمؤسسة، أي بعكس ما ينظر له. لا بد علينا أن نتعلم الفرق بين من يريد لنا الصلاح ومن يريد الهدم. لعل أقرب مقولة تتطابق مع «الصوت» هي لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما قال «رحم الله امرءا أهدى إلى عيوبي».
بحسب المحلل الاقتصادي ألبرت هيرشمان (Albert Hirschman) لدينا أربعة احتمالات للتعامل مع المواقف السيئة وهي: الخروج والصوت والإهمال والتحمل. وسوف أتناولها بالأمثلة من مجالات مختلفة.
اختيارنا لأحد هذه الأربعة الاحتمالات يعتمد بشكل كبير على عاملين هما: إحساس الأشخاص بالسيطرة وإمكانية التغيير من ناحية ومن ناحية أخرى ترتبط بمدى ارتباطنا والتزامنا مع الأشخاص أو الجهة المعنية.
والجدير بالذكر أن هذه الاحتمالات لا تنطبق فقط على بيئة العمل بل يمكن لنا أن نشهد تطبيقها في الحياة اليومية. فنسبة الطلاق العالية هي انعكاس لاختيار «الخروج» وذلك لعدم التزام الأطراف تجاه شريك الحياة وعدم اقتناعهم بإمكانية التغيير والإصلاح فينتهي الزواج بخروج الأطراف. هل يعني ذلك أن الزواج قبل جيل أو جيلين كان أفضل لأن نسب الطلاق كانت أقل؟ ليس بالضرورة. وذلك أنه حتى عندما كانت الحياة الزوجية سيئة فإنه من المحتمل أن نرى «الإهمال» و«التحمل» من الطرفين وذلك لقناعة أن لا شيء سوف يغير واقع الزواج المرير. عند الإهمال نجد الشخص لا يعطي وينسحب نفسيا ولا يؤدي واجبه تجاه الآخر، أما التحمل فيعتمد على قوة الشخص وصبره في الموقف. لعل المؤثرات المجتمعية من الضغوط النفسية والإحساس بالعار كانت مؤثرة في استمرار تلك العلاقات الزوجية.
إن اختيارات التحمل أو الإهمال تعتبر سلبية؛ كونها لا تغير الواقع السيئ بل قد تجعل الشخص يتعذب باستمرار أو يتغير للأسوأ، ومثال ذلك موظف غير راضٍ بمكانته بمؤسسته ويقلل من عطائه باستمرار فيعزز الصورة السلبية عنه ويصعب تخطيها في المستقبل.
ولكن ماذا عن الصوت؟ المقصود بالصوت هو التكلم عن المشكلة لإحداث التغيير من خلال محاولة الإصلاح بكلمة حق. وأن يتخذ الشخص قرار التحدث عن المشكلة هو الأكثر إيجابية رغم أنها تتطلب إثارة الحديث عن المشكلة. هذا النهج يتطلب الشجاعة خصوصا عندما يكون الأسلوب السائد أن نتجاهل السلبيات ونركز على الإيجابيات ونجعل من يذكر السلبيات معيبا وسوداويا ويبحث عن المشاكل ويستلذ بجلد الذات.
ما لا يعلمه هؤلاء هو أن مواجهة المشاكل هي الخيار لمن لديه أمل بالتغيير وولاء للمؤسسة، أي بعكس ما ينظر له. لا بد علينا أن نتعلم الفرق بين من يريد لنا الصلاح ومن يريد الهدم. لعل أقرب مقولة تتطابق مع «الصوت» هي لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما قال «رحم الله امرءا أهدى إلى عيوبي».