يعد التراث الشعبي ثروة كبيرة من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية والفنون والموسيقى، ويتمسك سكان المملكة بها، ومن تلك العادات «الجلوة»، ومن المعروف أن ليلة الجلوة هي من الليالي التي تسبق ليلة الزواج مباشرة وتأتي قبلها ليلة الحنة، والكثير من الناس يقيمونها في منازلهم، وكانت مساحات منازلهم لا تتسع للضيوف أو المدعوين فيقومون باستئجار صالات أفراح، لتبقى تلك الليلة في الذاكرة يفوح عطرها بين الحين والآخر. وفي «الجلوة» ترتدي الفتاة ملابس خاصة زاهية الألوان، مطرزة بخيوط ذهبية، إلا أنه ومع طفرات التطور التي نعيشها في زمننا الحاضر، بات لباس ليلة «الجلوة» يختلف من عروس لأخرى، فإحداهن تفضل أن تكون عروسا هندية يوم «جلوتها»، وأخرى تفضل أن ترتدي ثوب «النشل» الزاهي، وثالثة تريد أن تكون عروسا من إحدى حكايات ألف ليلة وليلة.
وتجلى العروس بوضعها على كرسي في منتصف المكان الذي تقام فيه المناسبة، وتحيط بها مجموعة كبيرة من صديقاتها وأهلها، ومن بينهن المرأة التي تردد الأغاني الخاصة بهذه المناسبة، وينتهي الاحتفال بتناول وجبة العشاء، ثم تذهب العروس للراحة استعدادا لليوم القادم وليلتها الكبيرة احتفالا بزواجها.