كلنا نعرف الحكمة التي تقول: خذوا الحكمة من أفواه المجانين، وأظن أن الناس ما قالوا ذلك إلا لأن بعض المجانين أفضل بكثير ممن عطلوا عقولهم.
ومن ذلك قصة طريفة لمجنون حيث تأخر خطيب الجمعة، فما كان من أحد المجانين إلا أن صعد المنبر، فأراد بعضهم إنزاله، لكن أحد المسؤولين أمرهم بتركه ليخطب بالناس.. فخطب المجنون وقال: الحمد لله الذي خلقكم من اثنين وقسمكم قسمين، فجعل منكم أغنياء لتشكروا وجعل منكم فقراء لتصبروا، فلا غنيكم شكر ولا فقيركم صبر، تبا لكم جميعا وقوموا إلى صلاتكم أيها المنافقون.. هذا المجنون قال حقا وإن كان في أسلوبه جلافة!
على كل حال أعاذنا الله وإياكم من الجنون، وخذوا الحكمة من العشاق..
قيس بن الملوح أو «مجنون ليلى» ليس مجنونا بالمعنى الحقيقي للجنون بل هو شاعر عاشق، وقع في شراك «ليلى» وأحبها حبا وأراد أن يتزوجها لكن تم رفض طلبه، فهام بليلى وصار «مجنونا» بحبها، بينما ليلى عاشت حياتها الطبيعية، وهو تعذب وأخرب دنياه، ويصدق على حاله ووضعه المثل: ومن الحب ما قتل.
أعجبني موقف طريف لكن فيه درسا لمن قرأ خلف سطوره... تقول الحكاية - سادتي وسيداتي-:
في يوم من الأيام بينما قيس يتجول في الطرقات عثر على كلب ليلى، فتَبِعه ليدله على ليلاه، فمر كلبها من أمام مصلين إلى أن أوصله إلى ليلى. وفي طريق عودته قال المصلون لقيس: أتمر من عندنا ولا تصلي معنا؟! فقال: أوكنتم تصلون؟! والله ما رأيتكم!،
هذا الموقف من هذا العاشق في الصميم.. قال جملة تحكي وضعنا في الخشوع في الصلاة.. للأسف حالنا لا يقل عن رَبع قيس نسرح في صلاتنا، لم نعد نعي ما يقال وما نقول فيها، وللمعلومية الخشوع لب الصلاة وروحها، وليس للإنسان من صلاته إلا ما وعى منها.
مجنون ليلى يقول لنا كما في برامج تطوير الذات: الإنسان إذا اهتم بالهدف الذي يسعى له سواء كان دينيا أو دنيويا، وركز فيه، وترك ما يشغله، وتخلص مما يلهيه، سيقبل عليه إقبال المحب، وسيعيش معه عيش الولهان، سيشتغل بهدفه لدرجة أنه لا يشعر بما حوله من الصوارف.
موقف المجنون أيضا ذكرني بقصص الخاشعين في صلواتهم.. هذا عروة بن الزبير بن العوام التابعي الجليل أصابت رجله الآكلة «الغرغرينا اليوم» وقرر الأطباء بترها، عرضوا عليه المسكر كي لا يحس بالوجع، لكنه رفض وقال لهم: إن كنتم لابد فاعلين فاقطعوها وأنا في الصلاة، فإني لا أحسُّ بذلك، ولا أشعر به، فأي خشوع بلغه هذا الرجل؟
على كل حال أعاذنا الله وإياكم من الجنون، وخذوا الحكمة من العشاق..
قيس بن الملوح أو «مجنون ليلى» ليس مجنونا بالمعنى الحقيقي للجنون بل هو شاعر عاشق، وقع في شراك «ليلى» وأحبها حبا وأراد أن يتزوجها لكن تم رفض طلبه، فهام بليلى وصار «مجنونا» بحبها، بينما ليلى عاشت حياتها الطبيعية، وهو تعذب وأخرب دنياه، ويصدق على حاله ووضعه المثل: ومن الحب ما قتل.
أعجبني موقف طريف لكن فيه درسا لمن قرأ خلف سطوره... تقول الحكاية - سادتي وسيداتي-:
في يوم من الأيام بينما قيس يتجول في الطرقات عثر على كلب ليلى، فتَبِعه ليدله على ليلاه، فمر كلبها من أمام مصلين إلى أن أوصله إلى ليلى. وفي طريق عودته قال المصلون لقيس: أتمر من عندنا ولا تصلي معنا؟! فقال: أوكنتم تصلون؟! والله ما رأيتكم!،
هذا الموقف من هذا العاشق في الصميم.. قال جملة تحكي وضعنا في الخشوع في الصلاة.. للأسف حالنا لا يقل عن رَبع قيس نسرح في صلاتنا، لم نعد نعي ما يقال وما نقول فيها، وللمعلومية الخشوع لب الصلاة وروحها، وليس للإنسان من صلاته إلا ما وعى منها.
مجنون ليلى يقول لنا كما في برامج تطوير الذات: الإنسان إذا اهتم بالهدف الذي يسعى له سواء كان دينيا أو دنيويا، وركز فيه، وترك ما يشغله، وتخلص مما يلهيه، سيقبل عليه إقبال المحب، وسيعيش معه عيش الولهان، سيشتغل بهدفه لدرجة أنه لا يشعر بما حوله من الصوارف.
موقف المجنون أيضا ذكرني بقصص الخاشعين في صلواتهم.. هذا عروة بن الزبير بن العوام التابعي الجليل أصابت رجله الآكلة «الغرغرينا اليوم» وقرر الأطباء بترها، عرضوا عليه المسكر كي لا يحس بالوجع، لكنه رفض وقال لهم: إن كنتم لابد فاعلين فاقطعوها وأنا في الصلاة، فإني لا أحسُّ بذلك، ولا أشعر به، فأي خشوع بلغه هذا الرجل؟