قبل عدة أيام نشرت صحيفة «الفاينانشال تايمز» تحليلا عميقا حيال ما يجري بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين من أخذ ورد حيال الحرب الاقتصادية. وتحدثت الصحيفة عن أمر لم يتابعه الكثير حيال ال. وهو أنه وبالرغم مما يجري من مباحثات، إلا أن صناعة السينما الصينية التي تشهد تغيرات جذرية وتطورا متسارعا قاموا بإيقاف التعامل من صناع السينما في هوليوود دون أي ضغط من الحكومة الصينية أو انتظار أي إعلان منها بالحد من التعامل مع صناع السينما في هوليوود. وكان من ضمن ما حدث هو إلغاء صفقة تصل قيمتها 75 مليون دولار وإغلاق بعض مكاتب تسويق صناعة السينما الأمريكية في الصين. وكل ذلك حدث بصورة تلقائية وبسبب الحس الوطني الذي حرص كل صيني على إثباته. وإضافة لذلك فالكل يذكر ما حدث بين أمريكا وفرنسا في العام 2003م ليأتي الرد من المواطن الأمريكي ويقوم بمقاطعة السياحة في فرنسا وتغيير ما يسمى «فرنتش فرايز» إلى «فريدوم فرايز». وبالفعل اعتذرت فرنسا بعد أن تحرك الشارع الأمريكي رغم أن الحكومة الأمريكية لم تعلن أي شيء رسمي يخص السياحة في فرنسا.
والآن ننتقل إلى محيطنا فيما يخص الهجمات الإعلامية التركية ضد المملكة من خلال أبواق إعلامية تمثل وجهة النظر الرسمية التركية. واستمرت الحملة الإعلامية غير المبررة من الجانب التركي ضد المملكة. ورغم صمت المملكة وترفعها عن الرد بسبب ضحالة كلمات الجانب التركي، إلا أن هناك أصواتا وطنية في مجتمعنا طالبت بمقاطعة السياحية والمنتجات التركية. ورغم أن المملكة لمحت من خلال تحذيرات عن طريق الغرف التجارية أو الممثليات الدبلوماسية من ضرورة الحذر أثناء التواجد في الداخل التركي، إلا أن الواقع يقول بأنه من الضروري أن يكون هناك تلميحات شعبوية سعودية يتم وضعها موضع التنفيذ دون انتظار أي إعلانات رسمية. فالمقاطعة الشعبية يكون دورها أقوى لأنها تأتي بصورة عفوية، وكذلك تأتي للتعبير عن عدم الشعور بالرضا لسياسة دولة تمادت بصورة متعمدة وممنهجة تمس السيادة السعودية. وهذا ما يحتم على كل فرد في المملكة النظر بواقعية حيال التواجد في تركيا أو التعامل مع شركاتها. فالواقع يقول إن المملكة ومواطنيها يعتبرون الأكثر تأثيرا ليس على تركيا، بل وعلى المنطقة بسبب مكانة المملكة سياسيا واقتصاديا وإستراتجيا... ففي نهاية المطاف، فسيادة المملكة وترابها خط أحمر لا نسمح لأي كان بتجاوزه. وأما التاريخ التركي، فمعروف ولا داعي للخوض فيه.