وتشهد بلدات وقرى رجال ألمع توافد العائلات والشباب من معظم مناطق المملكة لقضاء أوقات جميلة وسط غاباتها الغناء وشلالاتها المنهمرة من قمم الجبال، لتعكس للزائر لوحة ربانية بديعة سعوا إلى توثيقها بعدساتهم وأجهزتهم الذكية ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وحساباتهم المتنوعة.
ولم تكن الأمطار الغزيرة التي هطلت على رجال ألمع سببا في إنعاش الأرض البكر فقط، بل أنعشت ذاكرة كبار السن من سكان تلك الجبال التي تشتهر بالمدرجات الزراعية، فعادوا لتجربة الزراعة والحرث بالطرق التقليدية القديمة مستخدمين «الأبقار» المدربة على الحرث، والأدوات التقليدية القديمة كالجهاز وهو من أدوات الحرث المعروفة في مختلف المناطق، و«المضمد» الذي يوضع لجمع «ثورين» حول بعضهما واستخدامهما في حرث المزارع الصلبة وزراعة المنتجات المحلية من البُرّ والذرة والشعير وغيرها.
ويتشكل الغطاء النباتي في رجال ألمع من أنواع كثيرة منها أشجار «الضهياء» و«السيال» و«القرض» و«السلام» و«الغلف» و«الوشايه» و«التين الشوكي» إضافة إلى شجر «العتم» وهو نوع من الزيتون البري.
يذكر أن محافظة رجال ألمع تشتمل على عشرات القرى والبلدات العريقة في التاريخ، ويقدر عدد سكانها بأكثر من 65 ألف نسمة، وتشتهر بجمال الطبيعة والآثار التي تتوزع في قراها، من أبرزها قرية «رُجال» التي تستعد حاليا لتسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي في «اليونسكو»، حيث عُرفت ببنائها الهندسي البديع وبقصورها التي يبلغ ارتفاعها ستة طوابق وربما تزيد، كما تتميز بتلاصقها المثير على مساحات صغيرة في ضفاف الوادي.
كذلك يمكن للزائر أن يشاهد وسط جبال رجال ألمع ومن كل اتجاهاتها حصونا تراثية ترتفع إلى عدة طوابق مبنية بالحجر الصوان بشكل كامل ومزينة بحبات من حصى «المرو»، إضافة إلى «القصبات الحربية» وهي مبان حجرية هُيئت على شكل مخروطي وتحتل مواقع إستراتيجية على رؤوس الجبال، وتوجد في جدرانها فتحات صغيرة كانت تستخدم لإطلاق الأعيرة النارية على الأعداء.