» مناخ جديد
قدمت مؤخرا مسرحية «ميكي أفندي مش ماوس» حدثنا عن استقبال جمهور المملكة للعرض؟
كان استقبالا أكثر من رائع من الجمهور وحقق نجاحا كبيرا، وهذه ليست المرة الأولى التي أقدم فيها مسرحية بالمملكة، فتربطني بالجمهور علاقة قوية ووطيدةـ فسبق وقدمت عروضا مختلفة منذ أكثر من 12 عاما في الدمام وجدة والطائف والرياض وجيزان وأبها، وهذه هي المرة الأولى التي أقدم فيها عرضا مسرحيا بمحافظة الأحساء، وكنت متوترا للغاية وقلقا قبل بداية العرض لأن المناخ جديد بالنسبة لي ويمثل عودتي للمملكة بعد اشتياق، وكنت مستمتعا للغاية بتقديم العرض للجمهور هناك والذي تزامن مع وجود عدد من المصريين الذين حرصوا على حضور العرض طوال مدار أيامه الثلاثة.
» تجهيز للعرض
وهل ستعيد تقديم عروض أخرى بالمملكة؟
نعم، نجري التجهيز لإعادة تقديم عروض المسرحية في مدينتي جدة والرياض خلال الفترة المقبلة، ولكن لم يحدد موعدها حتي هذه اللحظة، ولكن سيسبق ذلك تقديم المسرحية في محافظة الإسكندرية بمصر، ثم نستعد للسفر لتقديم هذا العرض المسرحي مجددا في المملكة.
» تطور الأحداث
ما الرسالة التي يقدمها عرض «ميكي أفندي مش ماوس»؟
العرض يحكي عن صحفي لديه باب يقوم بتحريره يحمل اسم «ميكي أفندي مش ماوس» في الجريدة التي يعمل بها، ويخاطب الأطفال من خلاله عبر مراسلات كثيرة بينه وبينهم، ونشأ على إثرها علاقة حب ربطته بهؤلاء الأطفال وأهلهم، ويكتشف مع تطور الأحداث أن هناك «مافيا» تقوم بغش وفساد الأدوية وتهدد الأجيال القادمة، فيحاول الدفاع عنهم ويكشف فسادها ليحمي جيل الأطفال الذين يدافع عنهم طول عمره، وكل هذه الأحداث تقدم خلال إطار كوميدي اجتماعي هادف، فرغم أن العمل مليء بالضحك لكن وراءه رسالة قوية وجيدة.
» رد فعل
وهل هذا يعني أن غالبية الجمهور الذي شاهد المسرحية كان من جيل الأطفال؟
بالعكس، العرض كان يشاهده الأسرة كلها بالمملكة سواء الأب أو الزوجة والأبناء سواء من جيل الكبار أو الأحفاد الصغار، فالعرض كان يخاطب الأسرة كلها وليس فقط الأطفال، والحقيقة أنني لمست رد فعل كبيرا فاق توقعاتي، وكان الإقبال جماهيريا على حضور المسرحية.
» فن وإبداع
نظرا لخبرتك الطويلة كفنان.. ما رأيك في حالة الانفتاح الثقافي والفني التي تشهدها المملكة حاليا؟
شيء جميل للغاية، خاصة أن الفن والثقافة والإبداع لها دور مهم جدا في رفع سقف إدراك المشاهد والجمهور للإحساس بالقضايا المختلفة التي يعاصرها المجتمع، كما يزيد من وعي الناس وينقل لهم واقعهم، خاصة عندما يطرح الفن قضايا إنسانية أو اجتماعية أو سياسية، وقتها يكون العمل الفني له قيمة ومعنى، وليس فقط لمجرد الترفيه فحسب، لأن رسالة الفن ليست مقتصرة على الترفيه والتسلية ولكن هناك هدفا وقيمة ورسالة يحاول توصيلها للجمهور، فالفن يفقد معناه وهدفه إذا كان مجرد عمل مجوف بدون محتوى هادف، فلا بد أن يكون هناك قيمة سامية وراء أي عمل فني يقدم للناس، وخاصة المسرح الذي يعطي الفرصة للفنان للالتقاء بشكل مباشر مع الجمهور وهو ما يحقق ويزيد التفاعل والفائدة والرسالة تكون واضحة وتصل بسهولة للجمهور، فعندما أقدم رسالة معينة للجمهور يفتح الباب أمام المتلقين لمناقشة هذه الفكرة مع بعضهم البعض عقب انتهاء العرض المسرحي مباشرة، ولذلك فالفن له قيمة كبيرة في حياة الشعوب، وسعيد للغاية بحالة النشاط الفني التي تشهدها المملكة خلال الفترة الحالية بوصفها فرصة جيدة لتبادل الثقافات.
» تواصل مهم
هل ترى أن تبادل العروض المسرحية بين الشعوب، يعيد رونق المسرح العربي وقوته مرة أخرى؟
هذا موجود من قبل، والنشاط الفني من خلال هيئة الترفيه السعودية أمر جيد للغاية، إضافة إلى أنني سبق وشاركت من قبل في عروض عربية مشتركة سواء مع ممثلين من المغرب أو الكويت أو تونس، وهذا التواصل مهم للغاية بالنسبة للفنان أن يشترك مع الأشقاء العرب في عروضهم المسرحية وأعمالهم، وأنا على المستوى الشخصي استفدت من حب الجمهور للممثل العربي من أبناء بلده، وهو الآخر استفاد من حب جمهوري لي، فهذا التقارب مهم للغاية ويساهم في تبادل الخبرات وينعكس على أن يكون العمل مشرقا ويصل لأكبر عدد من الجمهور.
الفن رسالة قوية تزيد وعي المواطن بقضايا مجتمعه