أبحث عن مخرج قريب. هل من يدلني عليه؟ لم أكن يوما ممن يستشعرون الضيق في المكان فلماذا أستشعر الضيق في الفراغ؟ كيف وصلنا إلى هنا؟ كيف انجرفنا خطوة متناهية الصغر تلو الأخرى؟ كنت أظن أن جبال الجليد ثابتة وراسية حتى اكتشفت أنها رغم شكلها الثابت تتحرك باستمرار. هل هذا ما حصل لنا؟
أجِد نفسي في مكان لا أرغب أن أكون فيه. في مجتمع غريب لا أتعرف عليه. يشبه ما كنت أعرفه ولكنه اختلف. تنتابني بين فترة وأخرى «صحوة» ليست كالصحوة المعروفة التي شكلت مجتمعنا، بل «صحوة» تستدعي أن أرفع رأسي وأنظر من حولي لأعلم أين أنا. ألتفت فأرى الكثير من البريق والقشور والعبارات والزيف والفقاعات وقليلا جدا من المعاني أو المشاعر الحقيقية، وقليل مما يبقى له أثر.
هل لكل هذا معنى أساسا، أم أننا أصبحنا سلبيين في هذا العالم الذي يدعو للإيجابية؟ وأقصد بالسلبية أننا لم نعد نبدأ ونبادر وحتى نعيش حياتنا بل فقط نعطي ردود أفعال لما يمر علينا من مقاطع وقصص. لا يُطلب منا غير أن نصفق أو نذم أو نشتري أو نتابع. هل هكذا نود أن نقضي بقية حياتنا؟
أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي فعلا كشبكة عنكبوت يصعب الهروب منها. فبعض التجاهل الصحي لتطبيق أو آخر قد يعده البعض قطيعة. أما استهلاكنا المعتاد فهو أقرب للإدمان.
في فترة فراغ نادرة أصبحت أتابع بعض الحسابات على سنابتشات وانتابني الغثيان سريعا. بدأت بدافع أنني أرغب في الاطلاع على ما اختاره عدد كبير من الناس لدرجة أن أصحاب هذه الحسابات اشتهروا. بعد أيام من استهلاكها لم أحتمل الاستمرار. أهكذا يتوقع قضاء ساعات من كل يوم؟ بـ«محتوى» هزيل وشبه معدوم وتأكيدات مستمرة بأن «هذا ليس إعلانا» وإعلانات مفصلة تقريبا عن كل شيء لا أريده ونادرا ما أحتاجه.
التطبيقات المجانية تعطي فرصة حجب الإعلانات مقابل الدفع المادي وها نحن نستهلك كميات هائلة من الإعلانات بتلهف. لماذا؟ كيف وصلنا إلى هنا؟ هل حياتنا فارغة لهذه الدرجة لتمتلئ بالتفاهة؟
قد يعتقد البعض أنني أبالغ بردة الفعل ولكن ما رأيته في فترة قصيرة هزني. فما يعتبره عدد هائل من الناس عاديا وتسلية لا ضرر منها يقلقني. فليس الضرر بالقليل ولكن بكثرته وانتشاره. بدلا من رفع سقف الذائقة والتوقعات نجوب في حضيض التفاهة والتصنع ونطلب المزيد.
لا يعجبني المكان الذي وصلنا إليه وأرفض الاستمرار في هذا الطريق. أنزلوني في نصف الطريق وامضوا بدوني. لعلي أحاول إيجاد طريق بديل. ولكن حتى هذا الطريق البديل هل يجب أن يبقى سرا لأحافظ عليه؟
ما دورنا في المجتمع؟ الشخص منا أصبح مجرد مستهلك يُستهدف أو مكبر صوت لقضايا لا نفهم أبعادها كاملة لسرعة وتتابع طرحها واحدة تلو الأخرى. نتتبع الفضائح والمهاذل بشراهة مفجعة.
هل لكل هذا معنى أساسا، أم أننا أصبحنا سلبيين في هذا العالم الذي يدعو للإيجابية؟ وأقصد بالسلبية أننا لم نعد نبدأ ونبادر وحتى نعيش حياتنا بل فقط نعطي ردود أفعال لما يمر علينا من مقاطع وقصص. لا يُطلب منا غير أن نصفق أو نذم أو نشتري أو نتابع. هل هكذا نود أن نقضي بقية حياتنا؟
أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي فعلا كشبكة عنكبوت يصعب الهروب منها. فبعض التجاهل الصحي لتطبيق أو آخر قد يعده البعض قطيعة. أما استهلاكنا المعتاد فهو أقرب للإدمان.
في فترة فراغ نادرة أصبحت أتابع بعض الحسابات على سنابتشات وانتابني الغثيان سريعا. بدأت بدافع أنني أرغب في الاطلاع على ما اختاره عدد كبير من الناس لدرجة أن أصحاب هذه الحسابات اشتهروا. بعد أيام من استهلاكها لم أحتمل الاستمرار. أهكذا يتوقع قضاء ساعات من كل يوم؟ بـ«محتوى» هزيل وشبه معدوم وتأكيدات مستمرة بأن «هذا ليس إعلانا» وإعلانات مفصلة تقريبا عن كل شيء لا أريده ونادرا ما أحتاجه.
التطبيقات المجانية تعطي فرصة حجب الإعلانات مقابل الدفع المادي وها نحن نستهلك كميات هائلة من الإعلانات بتلهف. لماذا؟ كيف وصلنا إلى هنا؟ هل حياتنا فارغة لهذه الدرجة لتمتلئ بالتفاهة؟
قد يعتقد البعض أنني أبالغ بردة الفعل ولكن ما رأيته في فترة قصيرة هزني. فما يعتبره عدد هائل من الناس عاديا وتسلية لا ضرر منها يقلقني. فليس الضرر بالقليل ولكن بكثرته وانتشاره. بدلا من رفع سقف الذائقة والتوقعات نجوب في حضيض التفاهة والتصنع ونطلب المزيد.
لا يعجبني المكان الذي وصلنا إليه وأرفض الاستمرار في هذا الطريق. أنزلوني في نصف الطريق وامضوا بدوني. لعلي أحاول إيجاد طريق بديل. ولكن حتى هذا الطريق البديل هل يجب أن يبقى سرا لأحافظ عليه؟