أحسنت وزارة التعليم عندما منعت قبل سنوات بيع المشروبات الغازية في المدارس، حيث قوبل ذلك القرار باستحسان أولياء الأمور، الذين رأوا فيه اهتماماً وعناية كبيرة من الوزارة بصحة وسلامة أبنائنا الطلبة وبناتنا الطالبات نظير ما تسببه تلك المشروبات من أضرار كبيرة ـ على المدى البعيد ـ بصحة الطالب، وهو ما يخلق مشاكل عانت منها وزارة الصحة لفترات طويلة؛ لأن الآباء ربما يسيطرون على أبنائهم داخل المنزل ولكن في المدرسة لا يستطيعون ذلك، وعندما تم تطبيق القرار تنفس الآباء والأمهات الصعداء وشكروا التعليم على تلك الخطوة المهمة، التي يتمنون أن تتبعها قرارات أخرى إضافية مثل منع (الشيبسات) بكل أشكالها، التي تسبب مخاطر صحية حذر منها كل الأطباء، كما حذروا في السابق من المشروبات الغازية، حيث أكدوا أن تلك المشروبات تسبب زيادة الوزن لأنّها تحتوي على نسبة كبيرة من السكريات، إضافة إلى تلف الكبد، حيث تزيد نسبة الإصابة بأمراض الكبد المختلفة عندما تزداد كميّة المشروبات الغازية المتناولة، وأيضاً تسوّس الأسنان وأمراض الكلى: فكلّما زادت نسبة المشروبات الغازية المتناولة كانت فرصة الإصابة بأمراض الكلى المختلفة أكبر، وكذلك مرض السكري وأمراض القلب، حيث تسبّب المشروبات الغازية ظهور أعراض أمراض القلب، أما الشيبسات فأكد المتخصصون العديد من مضارها مثل زيادة الكولسترول في الدم، وتزيد مشكلات تهيج المعدة والتهابها والنزلات المعوية، وتزيد من حالة ارتجاع المريء وأمراض الأمعاء، أيضاً تترسب المواد الصناعية على الكبد والكلى محدثة أضراراً بهما في المستقبل، ولنا أن نتخيل كم تنفق الدولة من المبالغ الطائلة لعلاج مثل تلك الأمراض، ولكن لو طبقنا مبدأ الوقاية خير من العلاج بمنع أو التقليل من تلك الوجبات لوفرنا الكثير من الناحية المادية، واستطعنا -بإذن الله- تخفيض الكثير من الحالات، التي يمكن نقلها للمستشفيات بسبب تناول تلك الأمراض.
الوجبات السريعة لا تباع في المدارس، ولكن يقوم الكثير من الطلبة والطالبات بطلبها من الخارج وهي عادة درج عليها هؤلاء، حيث يتجمع عدد منهم ويتفقون فيما بينهم بطلب تلك الوجبات وتناولها خلال الفسح، علماً بأن الكثير منهم يخفي هذا الأمر عن الآباء والأمهات، حيث اعتاد البعض من أولياء الأمور بعدم إعطاء أبنائه فرصة لتناول الوجبات السريعة إلا مرة واحدة في الأسبوع أو كل أسبوعين، ولكن يستطيع الطالب أو الطالبة الفرار من تلك القيود من خلال تناولها في المدرسة، ولذلك أتمنى من وزارة التعليم منع دخول تلك الوجبات إلى المدارس أسوة بمنع بيع المشروبات الغازية، وأتذكر في فترة سابقة عندما حضرت إلى مدرسة ابني باكراً لمقابلة بعض المعلمين وجدت سيارات تحمل وجبات بأعداد هائلة تم طلبها من قبل الطلبة، وهو ما يحتم استصدار ذلك القرار بشكل عاجل حفاظاً على سلامة فلذات أكبادنا.
لا يمكن بأي حال منع تلك الكوارث الصحية بتاتاً، ولكن نستطيع التقليل منها.. فهل نفعلها؟
لا يمكن بأي حال منع تلك الكوارث الصحية بتاتاً، ولكن نستطيع التقليل منها.. فهل نفعلها؟