لم أكن أعلم في السابق كيف يمكن التفريق بين حزب الله الجناح العسكري الذي ينشر الإرهاب والخراب والفوضى في لبنان وبالمنطقة وبالعالم، وبين الوجه الناعم الذي يقدمه متمثلا في جناحه السياسي، وأنه يجب دائما التفريق بين الاثنين. دول المجلس لما قررت في 2 مارس 2016 تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية لم تفرق بين الاثنين وشمل القرار كافة قادة وفصائل التنظيمات التابعة والمنبثقة عن حزب الله باعتبارهم منظمة إرهابية. والولايات المتحدة اعتبرت الحزب بالكامل منظمة إرهابية لم تفرق بين الجناح العسكري والسياسي. وأخيرا أدركت بريطانيا هذا الأمر وقامت في فبراير الماضي (2019) بتصنيف الحزب بجناحيه العسكري والسياسي منظمة إرهابية. أذكر هذا الكلام وأنا أقرأ القرار الأخير لإدارة ترامب بوضع نائبين لبنانيين من حزب الله وهم أمين شري ومحمد رعد على قوائم العقوبات، وهذا الأمر سوف يزيد من الضغط على حزب الله وأن جناحه السياسي لم يسلم من الحصار.
الحقيقة التي لا ينكرها أحد أن حزب الله ليس مكونا لبنانيا وإنما هو أحد ميليشيات إيران التي أنشأتها في مطلع الثمانينات في محاولة منها لتصدير الثورة في المنطقة، وقامت بتمويله ودعمه لوجستيا بأكثر من 700 مليون دولار سنويا. ففي بيان وزارة الخارجية الأمريكية أن «مداخيل حزب الله تصل إلى نحو مليار دولار سنوياً تتأمن عبر الدعم المالي المباشر الذي تقدمه إيران، والمبادلات والاستثمارات الدولية، وعبر شبكة من المانحين ونشاطات تبييض أموال». ويذكر الممثل الخاص لشؤون إيران في الخارجية الأمريكية براين هوك أن إيران كانت تموّل ميليشيا حزب الله بما يقارب 70% من ميزانيتها سنوياً - أي 700 مليون دولار سنويا-، وذلك في مقابلة خاصة لـ قناة «العربية». وقد اعترف بذلك صراحة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله خلال خطاب ألقاه بمناسبة مقتل قائده العسكري مصطفى بدر الدين في سوريا في 24 يونيو 2016، بأن تمويل حزبه يأتي بالكامل من إيران، بحسب تعبيره «نحن وعلى المكشوف وعلى رأس السطح نقول موازنة حزب الله ومعاشاته ومصاريفه وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران».
تحدثت في مقال سابق عن الإستراتيجية لمواجهة إرهاب حزب الله وذكرت فيها أربعة محاور رئيسية (الردع عن طريق الدول المضيفة، الردع عن طريق الشعب، التدخل العسكري المباشر، الردع عبر دول راعية) وأعتقد أن الضغط على الدولة الراعية وأقصد هنا إيران الممول والداعم الرئيسي للحزب من خلال التشديد عليها بالعقوبات الاقتصادية أدى ثماره. فبعد العقوبات الأمريكية التي فُرضت على إيران وأنهكت اقتصاده، أدت إلى تقليص موارد حزب الله التي تعتمد كما ذكرت 70% على التمويل الإيراني، مما جعل الحزب يلجأ إلى الطريقة التقليدية في التمويل وهي التوسع في نشر صناديق جمع التبرعات في أنحاء بيروت والضواحي الجنوبية، التي حملت اسم «هيئة دعم المقاومة»، وفق ما أوردته وكالة بلومبيرغ الأمريكية. وكان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله هو نفسه، طلب التبرع لصالح الحزب بسبب الأزمة المالية التي يعانيها. ففي خطاب له متلفز في 9 مارس 2019، قال «أعلن اليوم الحاجة إلى المساندة والدعم الشعبي»، مضيفًا: إن التبرعات مطلوبة لدعم أنشطة الحزب.
ويأتي قرار واشنطن الأخير بتصنيف اثنين من أعضاء الحكومة على القائمة السوداء في إطار «الردع عن طريق الدول المضيفة». فإذا تمت تقوية الدولة المضيفة وتقوية مؤسساتها وجيشها والتعاون معها بالقضاء على حزب الله ونزع السلاح منه كما تم في الحالة العراقية. فقد كانت القوات العراقية تقاتل تنظيم داعش بدعم مباشر من قبل التحالف الدولي وتم القضاء على التنظيم وملاحقة أتباعه وبالتالي فالأمر ليس مستحيلا. أما إذا ظلت الدولة هشة ومختلة وظيفيا كما هو الحال للأسف في لبنان الآن فمصير هذا الردع إلى الفشل.
تحدثت في مقال سابق عن الإستراتيجية لمواجهة إرهاب حزب الله وذكرت فيها أربعة محاور رئيسية (الردع عن طريق الدول المضيفة، الردع عن طريق الشعب، التدخل العسكري المباشر، الردع عبر دول راعية) وأعتقد أن الضغط على الدولة الراعية وأقصد هنا إيران الممول والداعم الرئيسي للحزب من خلال التشديد عليها بالعقوبات الاقتصادية أدى ثماره. فبعد العقوبات الأمريكية التي فُرضت على إيران وأنهكت اقتصاده، أدت إلى تقليص موارد حزب الله التي تعتمد كما ذكرت 70% على التمويل الإيراني، مما جعل الحزب يلجأ إلى الطريقة التقليدية في التمويل وهي التوسع في نشر صناديق جمع التبرعات في أنحاء بيروت والضواحي الجنوبية، التي حملت اسم «هيئة دعم المقاومة»، وفق ما أوردته وكالة بلومبيرغ الأمريكية. وكان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله هو نفسه، طلب التبرع لصالح الحزب بسبب الأزمة المالية التي يعانيها. ففي خطاب له متلفز في 9 مارس 2019، قال «أعلن اليوم الحاجة إلى المساندة والدعم الشعبي»، مضيفًا: إن التبرعات مطلوبة لدعم أنشطة الحزب.
ويأتي قرار واشنطن الأخير بتصنيف اثنين من أعضاء الحكومة على القائمة السوداء في إطار «الردع عن طريق الدول المضيفة». فإذا تمت تقوية الدولة المضيفة وتقوية مؤسساتها وجيشها والتعاون معها بالقضاء على حزب الله ونزع السلاح منه كما تم في الحالة العراقية. فقد كانت القوات العراقية تقاتل تنظيم داعش بدعم مباشر من قبل التحالف الدولي وتم القضاء على التنظيم وملاحقة أتباعه وبالتالي فالأمر ليس مستحيلا. أما إذا ظلت الدولة هشة ومختلة وظيفيا كما هو الحال للأسف في لبنان الآن فمصير هذا الردع إلى الفشل.