وتراجع سعر فيسبوك في بورصة ناسداك بنحو 1.21 % ليسجل نحو 198.36 دولار في نهاية التعاملات.
ويطغى قطاع التكنولوجيا حاليًا على سوق المال، فقد ارتفعت أسهم «آبل» بمقدار 45 %، ونحو 50 % لـ«أمازون»، و55 % لـ «فيسبوك»، وألفابيت المالكة لجوجل، ومايكروسوفت نحو 30 %.
في العام الماضي قفز سهم آبل 2.8 %، لتصل مكاسبه إلى نحو 9 % في أغسطس، حينما أعلنت الشركة نتائج مالية تجاوزت التوقعات في الربع المنتهي في يونيو 2018 وقالت إنها ستعيد شراء أسهم بقيمة 20 مليار دولار.
وزادت إيرادات آبل، لتتجاوز الناتج الاقتصادي للبرتغال ونيوزيلندا ودول أخرى، فيما قفز السهم نحو 50000 % منذ طرحها في 1980، بينما ارتفع المؤشر ستاندر آند بورز 500 بنحو 2000 % خلال الفترة نفسها.
وتصدرت أمازون قائمة أغلى 100 شركة حول العام لعام 2019 لتتجاوز عملاقي التكنولوجيا آبل وجوجل، إذ قدرت قيمتها السوقية بنحو 315.5 مليار دولار، فيما بلغت قيمة آبل وجوجل نحو 309.5 و309 مليار دولار على التوالي.
وجاء تصدر أمازون للقائمة في 2019 نتيجة النمو الهائل الذي يشهده سوق التجارية الإلكترونية ما جعل القيمة السوقية لأمازون ترتفع بواقع 52 % على أساس سنوي، وهو ما يترجم إلى 108 مليارات دولار، في حين ارتفعت معدلات النمو السنوية لآبل بنسبة 3 % ولجوجل بنسبة 2 %. ومنذ سنوات عديدة والتربع على رأس القائمة يتبادل سنويا بين آبل وجوجل، إلا أن الصعود القوي لأمازون العام الحالي جاء ليفض الاشتباك، مع توقع أن تستمر أمازون متصدرة لتلك القائمة على مدار السنوات المقبلة.
وجاءت شركة مايكروسوفت في المركز الرابع بين قائمة الشركات الأكثر قيمة، بنحو 251.244 مليون دولار، وجاء في المركز الخامس فيسبوك، بنحو 158.968 مليون دولار، فيما جاءت شركة علي بابا في المركز السادس بـ131.246 مليون دولار. وتثير الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مخاوف المستثمرين، من تراجع الأسهم بعدما تراجعت في نوفمبر الماضي وسط عمليات بيع ضخمة في البورصة، إذ قدرت الخسائر في أسهم شركات التكنولوجيا Faang وهو اختصار لأهم خمسة أسهم في البورصات العالمية، وهي:«فيسبوك وآبل وأمازون ونتفليكس وجوجل»، بنحو تريليون دولار، من قيمتها عند أعلى مستوى حققته، وكانت النتيجة أن مؤشر ناسداك الذي يتسم بثقل خاص للتكنولوجيا اتجه إلى أسوأ خسائر فصلية منذ الأزمة الاقتصادية عام 2008.
واستحوذت شركات آبل ومايكروسوفت وجوجل وأمازون على نحو 45 % من المكاسب السنوية التي حققها مؤشر ستاندرد أند بورز 500، واحتلت نحو 27 % من المؤشر، تلتها في الترتيب الأسهم المالية بنحو 17 %.
الأرقام التي حققتها تلك الشركات جعلها واحدة من أولى المجموعات التي تجاوزت الأوضاع السيئة التي أصابت سوق الأسهم العام الماضي، إلا أن المخاوف تزداد مع وجود هجمة دولية من قبل السياسيين على بعض شركات التكنولوجيا الرائدة، بهدف تقسيمها خشية تنامي قوتها، كما أن تراجع نمو الاقتصاد العالمي أدى إلى تقلص الإنفاق الدولي على البنية الأساسية، مع هذا ارتفعت أسعار الأسهم أكثر من 30 % منذ بداية العام حتى شهر أبريل الماضي.
وتظل أسهم شركة آبل واحدة من أفضل أسهم شركات التقنية التي يمكن شراؤها هذا العام، فحجمها الهائل يمنحها وفرات في الحجم، والتفاوض الفعال مع الموردين، إضافة إلى علامتها التجارية المميزة وفائض نقدي يقدر بنحو 237 مليار دولار.
وتأتي المجموعة الصينية العملاقة «علي بابا» ضمن توقعات المحللين في ناحية النمو بنحو 54 % لتصل إلى 56 مليار دولار، فيما تعد أسهم «فيسبوك» واحدة من أفضل عشرة أسهم يمكن شراؤها في الولايات المتحدة هذا العام، خاصة بعد أن أشارت التقديرات إلى أن موقع التواصل الاجتماعي الشهير قد تتضاعف عائداته من 40 مليار دولار إلى 80 مليارا بين عامي 2017 و2020.
وقال خبير التقنية والتجارة الإلكترونية عبدالرحمن الكناني: إن قيادة الشركات العملاقة للاقتصاد الرقمي يعود إلى عوامل عدة منها البيانات والحصة السوقية الكبيرة من الخدمات والمنتجات الرقمية، ووجود مستثمرين وشركات تعمل على تعزيز نمو رأس مال الأسهم، إضافة إلى ارتباط خدمات تلك الشركات مع منتجات الشركات العملاقة، مما يزيد من مبيعاتها وأرباحها وقيمة أسهمها.
وأضاف إن التوقيت الحالي يشهد طرح منتجات وخدمات رقمية تخدم القطاع المالي والترفيهي والطبي، مما يسهم في تعزيز الأرباح في المستقبل على الرغم من التراجع الذي حدث أمس، خاصة أن تلك الشركات تجاوزت تطلعات عملائها من خلال ابتكارات وأفكار جديدة تسهل حياة البشر في العالم الرقمي.