الدولة مشكورة قامت بسن العديد من الأنظمة والتشريعات، واتخذت خطوات فعلية لتوطين الوظائف التي يمكن أن يتولاها شباب سعوديون (ذكور وإناث)؛ مما حقق بعض التوازن بين عدد العمالة الوطنية مقارنة بالعمالة غير الوطنية، والسبب أن نسبة البطالة عند السعوديين وصلت لنسبة عالية جدًا تقارب (13%) حسب ما تصرّح به الجهات المسؤولة، وهذه قضية غير مقبولة، ومن المهم علاجها بشكل فاعل.
إن أمر الأمن الاقتصادي للمملكة هام جدًا، حيث إن وجود نسبة عالية من البطالة مقارنة بدول العالم المتطور يُعتبر أمرًا حساسًا، ويؤثر مباشرة على الاستقرار الوطني لبلادنا الغالية؛ لأن ارتفاع عدد الشباب العاطلين بدون فرص عمل متوافرة لهم يتسبب في التذمر السياسي، وارتفاع الجريمة وزيادة المخالفات النظامية، وزيادة عدد العوائل الفقيرة، وتحويل المبالغ المالية إلى الخارج، وجميع هذه الجوانب السلبية تنعكس بصورة سيئة على جميع شرائح المجتمع.. لذا فإن السؤال المطروح: إذا كان المتضرر من زيادة نسبة البطالة هو المواطن نفسه (فأين دوره في توطين الوظائف، أو بمعنى آخر محاربة البطالة)، والمقصود هنا أن ننظر إلى مساهمة أبناء الوطن بتشجيع بعضهم بعضًا على العمل، وكسب الرزق الحلال في مختلف المجالات، حيث يجب علينا جميعًا تشجيع ومدح الشباب (ذكورًا أو إناثًا) عندما نراهم يعملون في مهام بسيطة أو قد تكون قاسية وميدانية أحيانًا كعاملين في مطعم أو عاملي بناء أو عاملين بفندق، وغيرها، كما يجب أن نقدم لهم الدعم المادي مع الشكر والتقدير حتى يشعروا بأنهم محترمون بعملهم وجهدهم من أبناء جلدتهم.. والأمر الآخر يكون عند مراجعتنا لأي جهة خدمية يتوجب علينا عدم ترك السعوديين، والتوجّه إلى الأجنبي لإنجاز عملنا؛ حيث إن الأمر يتطلب منا جميعًا الصبر وسعة الصدر مع الموظف السعودي الذي قد لا يُتقن العمل جيدًا في البداية؛ نتيجة قلة الخبرة وعدم وجود تجربة طويلة لديه، وهذا أمر طبيعي لدى جميع الأشخاص، وفي كل الدول التي تشجع شبابها على العمل، وتجتهد على تطويرهم بصورة مستمرة من خلال الدورات والبرامج التنموية.
إن دور المواطن السعودي مهم جدًا في توطين الوظائف لشبابنا الكرام (ذكور وإناث)؛ حيث إن العاطلين هم أهلنا وذوونا، ويجب علينا الوقوف معهم ومساندتهم وتشجيعهم بكافة الوسائل، سواء بالكلام أو الرسائل لإدارتهم أو مساعدتهم ماليًا، وذلك حسب طبيعة كل حالة.. فما يضر إذا كان الحارس أو العامل في الفندق (سعوديًا) أن تدفع له مبلغًا مناسبًا مع كلمة تقدير وثناء على عمله، وتبيّن له أن العمل والجهد الشريف ليس عيبًا، ونفس الشيء ينطبق على التوجه للموظف السعودي في أي جهة خدمية لإتمام احتياجك مع الثناء والمدح حتى وإن تأخر قليلًا في الإنجاز أو حدثت معه بعض الأخطاء؛ لذا علينا التكاتف لحماية أمننا الاقتصادي؛ لأننا نحن المستفيدون جميعًا... وإلى الأمام يا بلادي.