ورصدت «اليوم» عددا من المواقع الدينية والمعالم التاريخية الأثرية، التي لا تزال شاخصة للعيان وتحظى باهتمام وعناية بالغة، حيث شهد بعضها أعمال ترميم وتدعيم لأبنيتها للحفاظ على طابعها العمراني، بوصفها إرثا إنسانيا وحضاريا تميزت به طيبة الطيبة، وتجسد حقبة زمنية متفردة ترسم في ذاكرتنا الفترة، التي عاشها نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين في هذه الأرض المباركة، وما تلاها من أزمنة متتابعة، فيما يبذل منسوبو الجهات المعنية جهودا للاستفادة من المواقع، التي يرتادها الزائرون لتوعيتهم بتفاصيل مهمة في حياة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وتقديم الصورة الحقيقية لنبي الرحمة، وإبراز عظمته، والتوثيق العلمي لسيرته العطرة.
» مسجد قباء
ويعد مسجد قباء أحد أبرز المواقع الدينية الأكثر ازدحاما بالزائرين والمصلين بعد المسجد النبوي الشريف إذ يحرص غالبية الزائرين على الصلاة فيه والوقوف عنده في رحلتهم الإيمانية، ويقع جامع قباء في منطقة قباء، وهي منازل بني عمرو بن عوف من الأوس، وهو أول مسجد أسسه النبي -صلى الله عليه وسلم- عند قدومه مهاجرا إلى المدينة المنورة.
ويزخر قباء بعدد من المعالم التاريخية منها مزرعة وبئر عذق، وتعني النخلة الكريمة على أهلها، وبئر عذق حديقة بجزع قباء لآل شدقم، وفيها بئر عليها قبة محكمة، جددت عمارتها سنة 1064هـ، وهي من آبار العين الواصلة إلى المدينة المنورة، وبالقرب من بئر عذق استقبل أهل المدينة الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند قدومه للمدينة المنورة.
» دار كلثوم
وإلى الناحية الجنوبية من مسجد قباء يقع أثر «دار كلثوم بن الهدم» رضي الله عنه، وهو زعيم بني عمرو بن عوف، وقد نزل في داره النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما قدم مهاجرا من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
ويعد مسجد وحصن بني واقف، أحد المعالم التاريخية ويقع في منازل بني واقف من الأوس، وقد صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في مسجدهم وكانت حوله بعض الحصون.
» الآبار التاريخية
وتعد الآبار أحد المعالم التاريخية والأثرية، التي تزخر بها طيبة الطيبة ويعود بعضها إلى عهد النبوة، فما زالت تحافظ على بنائها القديم وشهدت أعمال ترميم وتحسين، ففي الجهة الغربية من مسجد قباء يقع «بئر الخاتم» و«بئر غرس» وتقع على وادي بطحان في منطقة العالية بالمدينة المنورة، وهي إحدى الآبار التي كان يستسقى منها للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
» بقيع الغرقد
وتحوي المدينة المنورة العديد من المعالم التاريخية، التي تعد محط أنظار الزائرين وإحدى محطات زياراتهم اليومية في طيبة الطيبة، ومن بين تلك المواقع بقيع الغرقد، وسمي بذلك نسبة إلى نبات الغرقد الذي كان ينتشر فيه، وهو المقبرة الرئيسة لأهل المدينة منذ عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى وقتنا الحاضر.
كما تعد مقبرة شهداء أُحد، التي تقع شمال المدينة المنورة بين جبل أُحد وجبل الرماة في ميدان المعركة أحد المعالم الشهيرة، التي ارتبطت بأحداث السيرة النبوية وتحتضن رفات عدد من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الذين استشهدوا خلال معركة أُحد، وفي مقدمتهم عمه سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب -رضي الله عنه-.
» جبل الرماة
وعلى بعد أمتار من مقبرة شهداء أُحد يقع جبل عينين أو كما يعرف «جبل الرماة» وهو جبل صغير على ضفة وادي قناة، وجنوب جبل أُحد، ومن الآثار التي تزخر بها طيبة الطيبة «قصر عروة» ويقع على طرف وادي العقيق المبارك، قرب جبل جماء تضارع، بناه التابعي الجليل عروة بن الزبير -رحمه الله- وما زال قائما وشهد مؤخرا، أعمال ترميم وأحيط بسور للمحافظة على بنائه.