يتردد في أحاديثنا كثيراً هذا المصطلح «العمل بروح الفريق» كما أنه يعد من المعايير الهامة في تقييم أداء العاملين في المؤسسات وكفاءتهم وهو كذلك بلا شك أحد العوامل الهامة في النجاح الذي تحققه المؤسسة.. فما هي حقيقة هذا المصطلح الذي ربما يكون وضوح دلالته سبباً في التحلي بهذه السمة المستحبة في شخصية الفرد والتي تحدد سلوكه ودوره في تحقيق أهدافها؟.. لقد كان من أهم الذين ناقشوا هذا المصطلح هنري فايول الذي يعتبر الأب الشرعي للإدارة في فرنسا، حيث يرى أنه «إيجاد روح التعاون ووحدة الصف وتماسك الفريق ومجموعات العمل مما يؤدي إلى النجاح في تحقيق أهداف المنشأة»، وروح التعاون المقصودة هنا هي الروح المعنوية التي تعبر عن الموقف الذي يأخذه الموظف من المنظمة التي يعمل فيها أو الوظيفة التي يشغلها والعلاقات التي تترتب عليها مع رئيسه المباشر أو المدير العام للمؤسسة، كما تعني الروح المعنوية بمفهومها الواسع أيضاً المناخ العملي الذي يؤثر بلا شك في جودة الأداء، وبالتالي جودة المخرجات التي هي حصيلة الجهد المشترك للعاملين في المؤسسة أو المنظمة ذات العلاقة. أما إذا رجعنا للبحث عن هذه الروح في التراث والفكر الإسلامي، فإننا نجد القرآن الكريم قد جاء بالعديد من التوجيهات التي تحث على حسن الخلق والتعاون على البر والتقوى والعمل بروح الجماعة، ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى في سورة المائدة: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» وكذلك قوله جل وعلا «إنما المؤمنون إخوة» وقوله سبحانه «إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص» وقوله سبحانه في سورة الأنفال «وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إن الله عزيز حكيم».
أما السنة النبوية فقد ورد فيها الكثير من أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي تحث على التعاون وروح الفريق ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً» ومنه قوله -صلوات الله وسلامه عليه- «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». وفي الأدب والشعر العربي أيضاً الكثير من مأثور القول الذي يدعو إلى التعاون بين الأفراد، ومن ذلك قول الشاعر العربي:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت آحادا.
أما في عصرنا الحاضر فقد أدرك علماء الإدارة ومن تخصص في علومها من الأكاديميين والباحثين أهمية العمل بروح الجماعة أو ما يسمى روح الفريق، فجعلوا ذلك من مبادئ الإدارة الأربعة عشر المتعارف عليها والتي ذكرها هنري فايول، كما أجريت العديد من الدراسات والأبحاث الميدانية لمعرفة مدى أهمية التعاون بين الأفراد والعمل بروح الفريق فيما بينهم، والوصول إلى النتائج التي تترتب على عمل الأفراد بهذه الروح وأثر ذلك على المنشأة وجودة أعمالها ومخرجاتها ونجاحها في تحقيق أهدافها؛ وقد أظهرت بعض هذه الدراسات أهمية وجود القائد الإداري الكفء الذي يولد لدى مرؤوسيه الدافعية للعمل بروح الفريق، ويستطيع أن يغرس لديهم القناعة أن العمل بهذه الروح هو من أهم العوامل في نجاح المؤسسة، وأن النجاح الذي تحققه المؤسسة هو نجاح لكل فرد من الأفراد بنفس الدرجة، وأن الفشل -لا سمح الله- كذلك، وأن الجميع في مركب واحد ينجون جميعاً ويغرقون جميعًا، وفي نفس الوقت يستطيع توجيه التنافس الذي يظل موجوداً بين البشر بحيث يكون هذا التنافس إيجابياً يحقق النجاح ويوحد الأهداف، وليس سلبياً يؤدي إلى فشل الجميع -لا سمح الله- وبذلك يكون هذا القائد قد رسخ بين الأفراد العمل بروح الفريق الذي لا نتحدث عنه فقط بل نمارسه أيضاً.
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت آحادا.
أما في عصرنا الحاضر فقد أدرك علماء الإدارة ومن تخصص في علومها من الأكاديميين والباحثين أهمية العمل بروح الجماعة أو ما يسمى روح الفريق، فجعلوا ذلك من مبادئ الإدارة الأربعة عشر المتعارف عليها والتي ذكرها هنري فايول، كما أجريت العديد من الدراسات والأبحاث الميدانية لمعرفة مدى أهمية التعاون بين الأفراد والعمل بروح الفريق فيما بينهم، والوصول إلى النتائج التي تترتب على عمل الأفراد بهذه الروح وأثر ذلك على المنشأة وجودة أعمالها ومخرجاتها ونجاحها في تحقيق أهدافها؛ وقد أظهرت بعض هذه الدراسات أهمية وجود القائد الإداري الكفء الذي يولد لدى مرؤوسيه الدافعية للعمل بروح الفريق، ويستطيع أن يغرس لديهم القناعة أن العمل بهذه الروح هو من أهم العوامل في نجاح المؤسسة، وأن النجاح الذي تحققه المؤسسة هو نجاح لكل فرد من الأفراد بنفس الدرجة، وأن الفشل -لا سمح الله- كذلك، وأن الجميع في مركب واحد ينجون جميعاً ويغرقون جميعًا، وفي نفس الوقت يستطيع توجيه التنافس الذي يظل موجوداً بين البشر بحيث يكون هذا التنافس إيجابياً يحقق النجاح ويوحد الأهداف، وليس سلبياً يؤدي إلى فشل الجميع -لا سمح الله- وبذلك يكون هذا القائد قد رسخ بين الأفراد العمل بروح الفريق الذي لا نتحدث عنه فقط بل نمارسه أيضاً.