وأوضح كيمب في مقال منشور بموقع شبكة «سي إن بي سي» الأمريكية «عندما أنهت إدارة ترامب الإعفاءات عن 8 دول سمحت لهم بمواصلة شراء النفط الإيراني، في أبريل الماضي، انخفضت صادرات طهران إلى حوالي 300 ألف برميل يوميًا من أكثر من مليون سابقًا، كما تقلص اقتصادها بنسبة 6%، وفقدت عملتها 60% من قيمتها خلال العام الماضي.
وتابع الكاتب: «كان التأثير المباشر لهذا الضغط الاقتصادي الأمريكي المتصاعد أخطر تصعيد لأنشطة التهديد الإيرانية».
وأردف: «بدأت إيران في خرق قيود التخصيب للاتفاق النووي، وأسقطت طائرة أمريكية بدون طيار، واستولت الآن على ناقلة بريطانية، وأعلنت طهران عن خطط لإعدام مجموعة زعمت أنهم جواسيس لوكالة الاستخبارات المركزية».
وأضاف: «علاوة على ذلك، يستخدم الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن طائرات بدون طيار توفرها لهم طهران لضرب أهداف سعودية، مثل المطارات وخطوط الأنابيب ومحطات الضخ، وتطلق الميليشيات الإرهابية التي تموّلها وتدربها إيران صواريخ على القواعد الأمريكية».
» الدفع بصفقة
وقال الكاتب فريدريك كيمب: «قد لا يبدو أي من ذلك بمثابة مقدمة لعودة إيران إلى طاولة المفاوضات، إلا أن المسؤولين الإيرانيين أظهروا في الأيام القليلة الماضية استعدادًا غير متوقع وعلني للتحدث، لقد أظهرت الأنماط السابقة أن إيران لا تحبذ الدخول في محادثات من موقف ضعيف».
وزاد: «خلال حديثه مع الصحفيين الأمريكيين، طرح وزير الخارجية محمد جواد ظريف الأسبوع الماضي فكرة صفقة تخفف بموجبها الولايات المتحدة العقوبات، وتوافق إيران على بروتوكول نووي أكثر صرامة، ثم التقى مع السيناتور راند بول، الذي نصب نفسه وسيطًا أمريكيًا».
وبحسب الكاتب، فإن الصحفية الإيرانية الأمريكية فرناز فاسيحي تحدثت عن وجود انقسام مثير للاهتمام بين المتشددين الإيرانيين حول كيفية التعامل مع الرئيس ترامب، لافتة إلى وجود رجال دين محافظين ومسؤولين مقربين من الحرس الثوري يؤيدون إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة.
» إشارات الداخل
وأشار كيمب إلى أن من بين هؤلاء الرئيس الإيراني السابق محمود أحمد نجاد الذي قال إن ترامب رجل أعمال وقادر على الموازنة بين الفوائد والتكلفة واتخاذ قرار.
ونقل عن نجاد قوله: «نحن نقول له: دعونا نحسب الفائدة على المدى الطويل مقارنة بالتكلفة بين بلدينا»، معترفًا بأن القضايا الخلافية تتجاوز مسألة الاتفاق النووي وتتطلب مناقشة أساسية».
وجزم الكاتب أنه وبالنظر إلى المخاطر الحالية والإمكانات الناشئة، فقد حان الوقت لتحويل أقصى ضغط يمارسه ترامب إلى نشاط دبلوماسي.
وأكد أن السؤال الكبير الآن: ما هو أفضل مسار للتصدي للتحدي الأمني الأكبر في الشرق الأوسط، الآن بعد أن تصاعدت خطورة خلافة داعش، لقد كانت طموحات إيران النووية تشكل خطرًا متراكمًا، لكن جيرانها جادلوا طوال الوقت بأن مخاوفهم الأكثر إلحاحًا كانت أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار في لبنان وسوريا واليمن والعراق - والتي لا تزال مستمرة.
» تقليص الموارد
وخلص التقرير المنشوربموقع شبكة «سي إن بي سي» إلى أنه حتى أشد منتقدي الرئيس ترامب يقرون بأن العقوبات الأمريكية أحادية الجانب قلصت الموارد التي يمكن لإيران أن تستثمرها في أنشطة خبيثة».
وشرح ذلك بأنه وبينما سيكون من الصعب أن يبتلع الديموقراطيون وبعض الأوروبيين الأمر، سيكون من الأفضل التكاتف بدلًا من ترك الخلافات تحجب هذه الفرصة، وبينما من الصعب أن يقبل البعض في إدارة ترامب بذلك، إلا أن الوقت قد حان لمحادثات لتسوية المواقف القصوى.
ونوّه الكاتب إلى أنه وبالرغم من أن ضغط ترامب الأقصى، وردود إيران المتصاعدة زادت من مخاطر الصراع، إلا أنها قدّمت فرصة جديدة للحل قد تصبح أهم اختبار حتى الآن لقدرة الرئيس ترامب على تحويل سياسته الخارجية إلى نتائج إيجابية.