- انخفـض عجز الميزانيـة إلـى 4.6 % مــن الناتــج المحلــي مقابــل 9.3 % العــام الســابق
- تشــير التوقعات إلـى زيادة النمـو خلال 2019 نتيجة لسياسة الماليـة العامة التوسـعية
- نمو في الأصـول مدفوعــة بشـكل رئيـس بتوســع الاقـراض للقطـاع الخـاص
كشفت مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" من خلال تقرير الاستقرار المالي تراجـع نمـو الناتـج االقتصـادي العالمـي بنهايـة عـام 2018م، وسـجلت االقتصـادات المتقدمـة و الناشـئة تباطـؤاً فـي النمـو عـززه التباطـؤ الكبيـر فـي نشـاط التجـارة العالميـة بحلـول نهايـة العـام ، وشـهد عـام 2018م ارتفـاع حالـة عـدم اليقيــن العالميــة التــي أدت إلــى تذبــذب األســواق لفتــرة قصيــرة بنهايــة العــام
وقالت " ساما "أنه وبعكــس التطــورات العالميــة، تمكــن اقتصــاد المملكة مــن تســجيل معــدل نمــو نســبته 2,2 % بعــد أن ســجل انكماشــا فــي عــام 2017 ُ م ، ويعــزى هــذا ٍ التعافـي بشـكل رئيـس إلـى قطـاع النفـط، الـذي ارتفع بنسبة 2.9 %.
مـن ناحيـة أخـرى، واصـل القطـاع غيـر النفطـي نمـوه بنسـبة 1.7 % مقارنـة بنسـبة 1 % فـي العـام السـابق. وعلـى الرغـم مـن تعا فـي النمـو الاقتصادي، استمرت عوائد الشــركات المدرجــة فــي الانخفاض وارتفــع عــدد الشــركات التــي ســجلت خســائر، غيــر أن انخفــاض نســبة الرافعــة الماليــة فــي جميــع القطاعــات ســاهم فــي تخفيــف المخاطــر الناتجــة عــن الضعــف النســبي فــي أداء الشــركات
, سـجل التضخـم ارتفاعـا ملحوظـاً خـال عـام 2018م ليصـل إلـى 2.5 فـي المئـة بسـبب تطبيـق العديد مـن التدابيـر الماليــة، مثــل: إصالحــات أســعار الطاقــة وضريبــة القيمــة المضافــةK ونتيجــة لهــذه التطورات فــي الاقتصــاد الكلــي، اسـتمر وضـع الماليـة العامـة فـي التحسـن، حيـث انخفـض عجز الميزانيــة إلــى 4.6 فــي المئــة مــن الناتــج المحلــي اإلجمالــي مقابــل 9.3 فــي المئــة فــي العــام الســابق، نتيجــة الرتفــاع اإليـرادات الحكوميـة بنسـبة كبيـرة وصلـت إلـى 30 فـي المئـة ً مقارنــة بعــام 2017م
. وفيمــا يتعلــق بآفــاق الاقتصــاد ، تشــير التوقعــات إلـى زيـادة مسـتوى النمـو الاقتصـادي خـال عـام 2019م نتيجــة لسياســة الماليــة العامــة التوسعية.
وعلــى الرغـم مـن ذلـك، اليـزال االقتصـاد السـعودي يواجـه مخاطـر حــدوث تباطــؤ اقتصــادي عالمــي وتأثيــره المحتمــل فــي ســوق النفــط العالميــة. سـاهم االرتفـاع الطفيـف فـي النشـاط االقتصـادي فـي تعزيـز متانـة النظـام المصرفـي الـذي شـهد تحسـنً ا فـي عــام 2018 ً م.
حيــث نمــت الأصــول مدفوعــة بشــكل رئيــس بتوســع الاقــراض للقطــاع الخــاص وليــس بزيــادة الحيــازات مــن الديــن الســيادي المحلـي. ومــع ذلــك، انخفــض ائتمــان ً الشــركات بحلــول نهايــة العــام مدفوعــا باالنخفــاض الحاصــل فــي ائتمــان قطــاع التجــارة وارتفعــت نســبة القــروض المتعثــرة فــي القطــاع المصرفي، ولكنها ال تزال أقل بكثير من النسب المسجلة في الاقتصــادات الاخــرى. وأظهــرت مؤشــرات الربحيــة والســيولة ارتفـاع معـدالت السـيولة ورأس المـال فـي النظـام المصرفـي ً ممــا يجعلــه قــادرا علــى مواجهــة الصدمــات الخارجيــة. ومــن المتوقـع أن يواصـل النظـام تلبيـة الطلـب علـى االئتمـان فـي ظــل تعافــي االقتصــاد المحلــي. تــم تطبيــق عــدد مــن اإلصالحــات التنظيميــة فــي قطــاع التأميــن خــال عــام 2018م، منهــا: تطبيــق إطــار اإلشــراف علــى أســاس المخاطــر لشــركات التأميــن، وإدخــال تحســينات كبيــرة علــى وثائــق تأميــن المركبــات، وإصــدار قواعــد تســمح لشــركات التأميــن الاجنبيــة بالدخــول فــي ســوق التأميــن مــن خــال فتــح فــروع لهــا فــي المملكــة، وإدخــال تحســينات كبيــرة علــى اإلطــار اإلشــرافي لمراقبــة االحتياطيــات الفنيــة لشــركات التأميــن
. وشـهد قطـاع التأميـن تراجعـاً بنسـبة 4.6 % خلال عـام 2018م مقارنـة بالعـام السـابق، وذلـك مـن حيـث أنشـطة التأميـن المكتتـب بهـا. ومـع ذلـك، بلـغ معـدل النمـو الســنوي للســنوات الخمــس الماضيــة 6.8 %. وكان السـبب الرئيـس وراء هـذا التراجـع هـو تأميـن المركبـات، حيـث ً سـجل متوسـط تكلفـة وثيقـة التأميـن انخفاضً ـا كبيـرا وهـو مـا تهـدف إليـه اإلصالحـات التنظيميـة المطبقـة، ومـن المتوقـع أن يــؤدي انخفــاض تكلفــة التأميــن علــى المركبــات والتركيــز 6 الملخــص التنفيــذي التنظيمــي علــى التســعير العــادل إلــى ارتفــاع نمــو قطــاع التأميــن مســتقبل ً .
وخفــف ارتفــاع أقســاط التأميــن الصحــي ً جزئيـا أثـر االنخفـاض فـي أقسـاط تأميـن المركبـات، ونتـج هـذا االرتفــاع بشــكل رئيــس مــن تضخــم تكلفــة الرعايــة الصحيــة، ورفـع الجهـة التنظيميـة للحـد األدنـى مـن المنافـع، وتحسـن ممارســات االكتتــاب نتيجــة للرقابــة التنظيميــة. مـن حيـث أداء الاكتتـاب، انخفضـت نسـبة الخسـارة لنشـاط تأميـن المركبـات للسـنة الخامسـة علـى التوالـي علـى الرغـم مـن انخفـاض متوسـط تكلفـة وثيقـة تأميـن المركبـات
. ومــن جانــب آخــر، واصلــت نســبة الخســارة للتأميــن الصحــي- الــذي يعــد أكبــر نشــاط تأمينــي مــن حيــث حجــم الاقســاط- ارتفاعهـا خـال عـام 2018م؛ وهـو مـا أثـر فـي إجمالـي أربـاح شــركات التأميــن خــال عــام 2018م. ســجل قطــاع التأميــن صافــي أربــاح بلــغ نحــو 0.6 مليــار ريــال خــال عــام 2018م، ليبلــغ معــدل العائــد علــى الاســتثمار 0,54 % ومعــدل العائــد علــى حقــوق المســاهمين 2.12% فــي المئــة. وســجل القطــاع نســبا عاليــة مــن االحتياطيــات الفنيــة والمــاءة الماليــة فــي نهايــة عــام 2018م.
بالإضافــة إلــى ذلــك، قــل اعتمــاد قطــاع التأميــن علــى ترتيبــات إعــادة التأميــن وخدمــات الوســاطة التأمينيــة فــي عــام 2018م. ومــن المتوقــع أن يتحســن أداء قطــاع التأميــن مســتقبل ً نتيجــة لتعزيــز اإلطــار التنظيمــي، والســماح بفتــح فـروع أجنبيـة فـي المملكـة لكبـرى شـركات التأميـن العالميـة، واالنتعــاش المتوقــع لألنشــطة الاقتصاديــة نتيجــة لتحســن أسـعار النفـط، وتطبيـق رؤيـة المملكـة 2030 بمـا تحملـه مـن حوافــز للقطــاع. لــم يشــهد قطــاع شــركات التمويــل أي تغيــرات كبيــرة فــي عــام 2018م مقارنــة بعــام 2017م. واســتمر ً اإلقـراض مـن شـركات التمويـل فـي التراجـع متأثـرا بالتباطـؤ فــي االقتصــاد المحلــي. وعلــى عكــس اتجاهــات إجمالــي الائتمـان، شـهد الائتمـان العقـاري بعـض التطـورات الإيجابية. وعلـى الرغـم مـن حالـة عـدم اليقيـن السـائدة، سـجلت الربحيـة