وأشار الباحث في مقال له بموقع مجلة «ناشيونال انترست» الأمريكية، إلى أن البعض مثل دينا ايسفندياري من مؤسسة سنشري، يدعو إلى تقديم تنازلات حتى يتم تشجيع الإيرانيين على الدخول في محادثات بزعم أن زيادة الضغط على طهران لن تحدث أي تغيير.
ونقل عن دينا قولها: «لن تتحدث إيران مع تزايد الضغط؛ لأن ذلك سيكون بمثابة انتحار للحكومة».
وأوضح «روبين» أن المفاوضة في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ويندي شيرمان، تحدثت مرارا وتكرارا بأن سياسة المصالحة يجب أن تكون لها الأولوية في الضغط على إيران.
» ضغط وعزلة
وفند الكاتب وجهة النظر هذه قائلا: إن «تاريخ الدبلوماسية الأمريكية مع الأنظمة المارقة والجماعات الإرهابية، يدل على أنه من الممكن تحقيق نتائج منها رضوخ إيران».
ودلل على وجهة نظره بالقول: «في عام 1981، أطلق المرشد الإيراني الخميني سراح الرهائن الأمريكيين دون تحقيق مطالبه بشكل كامل، ليس بسبب استمرار الدبلوماسية، ولكن لأنه شعر أن عزلة إيران باتت أكبر من أن يتحملها، خاصة في ظل الحرب الإيرانية العراقية».
وأضاف الكاتب: «بعد ذلك قبل الخميني بوقف إطلاق النار عام 1988، وذلك لأن الحرب الإيرانية العراقية استنزفت طهران واقتصادها أكثر من اللازم، وكان بقاء النظام الثوري الإيراني في خطر».
» حصار اقتصادي
واستطرد الكاتب الأمريكي: «خلال إدارة أوباما، قبل الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني الجلوس إلى طاولة المفاوضات بسبب الضغط الاقتصادي على بلاده، بعد أن أقر مجلس الشيوخ بالإجماع عقوبات اقتصادية أحادية الجانب، وهو إجراء عارضه البيت الأبيض في البداية، ولكن بعد ذلك كان محل ثناء».
وأوضح الباحث أن أحد مؤشرات تأثير العقوبات القاسية على إيران، التغييرات الجذرية التي أجراها النظام في القيادات العسكرية والداخل الإيراني، مضيفا «بعد أكثر من عقد من الزمن، تم إبعاد قائد الحرس الثوري محمد علي الجعفري، ليحل محله حسين سلامي في وقت سابق من هذا العام».
» خطوط حمراء
وأردف الكاتب: «أيضا تنحى قائد الحرس الثوري علي فدوي في سلاح البحرية بعد 8 سنوات من وجوده في منصبه، ليحل محله علي رضا تانجسيري، وفي أواخر عام 2017، جرت تغييرات جذرية في القيادة البحرية للحرس الثوري».
وزاد: «بالرغم من الهدوء الدبلوماسي بين طهران وواشنطن، كانت البحرية الأمريكية منذ فترة طويلة تتمتع بعلاقات ودية ومهنية مع البحرية الإيرانية، لكن ذلك أصبح من الماضي مع محاولة القادة الإيرانيين الجدد اختبار الخطوط الحمراء القائمة منذ زمن طويل، ما سيؤدي بطبيعة الحال إلى ردة فعل غير عادية من الجانب الأمريكي».
» وطأة الموت
واعتبر الكاتب أن العقوبات التي أضرت كثيرا بالاقتصاد الإيراني جعلت النظام في طهران تحت وطأة الموت، خاصة أن آمال المسؤولين في أن تتجاهل الدول الأوروبية والآسيوية العقوبات الأمريكية لا تجدي نفعا، لأن رجال الأعمال لا يستطيعون المجازفة بالتحايل على العقوبات.