خلال السنوات الماضية كتبت وتحدثت في محطات محلية وأخرى خارجية عن اليمن وعن الوضع في اليمن، ولكن الواقع يقول إن هذه هي اليمن التي نعرفها وعرفها التاريخ الحديث، واقع مرير وداخل متفكك وصراعات قبلية دامية. دولة مساحتها نصف مليون كيلو متر مربع ويقطنها حوالي 30 مليون نسمة وفي أحد أهم المواقع الإستراتيجية وتربة خصبة، ومع ذلك مصنفة منذ وقت طويل بأنها أفقر دول العالم بالرغم مما يصلها من مساعدات دولية ببلايين الدولارات. وفي مقدمة الدول المساندة والمساعدة لليمن المملكة العربية السعودية التي قدمت مساعدات مالية وأنشأت بنى تحتية، إضافة لما يقوم به ملايين اليمنيين الذين يعيشون ويعملون في المملكة من تحويلات نقدية كان من المفروض أن تجعل الأسرة اليمنية تعيش في رخاء وأمن، ومع ذلك واصل اليمن تفككه الداخلي لدرجة جعلته أرضا خصبة للتدخل الخارجي ومسرحا لعملياته سواء أكانت دولا لا تريد الخير لليمن وأهله أو منظمات إرهابية كمنظمة القاعدة.
وقبل عدة سنوات اختطفت جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران اليمن وأدخلته في نفق مظلم وعاثوا في الأرض فسادا ليقوموا بعد ذلك بتهديد سيادة وأمن المملكة. وكان من الضروري إعادة الشرعية لليمن وإخراجه من نفق مظلم وكذلك إزالة التهديد على الشريط الحدودي الجنوبي للمملكة، ليتضح بعدها ما كانت تخطط له هذه المجموعة الإرهابية التي تم مدها بالأسلحة الثقيلة وأسلحة دمار كان من ضمنها صواريخ «سكود» والتي لم تتردد هذه المجموعات الإرهابية في استخدامها ضد المملكة وضد مقدساتها. ومع ذلك كان موقف المملكة ضبط النفس للمحافظة على أرواح المدنيين في الداخل اليمني. وكذلك دأبت المملكة على العمل على إنهاء الصراع وتوقف جميع العمليات العسكرية في وقت الكل يعلم بأن شعب اليمن هم الذين يجب أن يحرصوا على سلامة اليمن ويجب أن يضعوا أياديهم لكي يعيشوا بسلام ونبذ العنف الذي أهلك اليمن منذ عقود، ويجب أن يقدموا مصلحة اليمن على مصالحهم الشخصية. وأما في الوقت الراهن فجهود المملكة لإعادة الأمن والاستقرار في اليمن واضحة عبر ما تقوم به قيادتها وعلى رأسها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله.