أنا هذه الأيام في أمريكا أو أميركا كما يكتبها وينطقها أخواننا الشوام. وفي كل مرة أزور هذه البلاد القارة، المتمتعة بكل ألوان الحياة ورفاهيتها، أتبحر في أسرارها الداخلية التي تجعل منها دولة على هذا المنوال من دأب الإنتاج المتسارع المفرط والاستهلاك الأكثر سرعة وإفراطًا.
سوى اللاعبين الرياضيين أكاد أقول بأنه ليس هناك أمريكي أو أمريكية بدون (كرش) نتيجة للوفرة الهائلة والرفاهية الزائدة التي لا يتمتع بها غيرهم من شعوب العالم. ومن خصوصية الأمريكان أنهم متصالحون مع كروشهم المتدلية وأجسامهم السمينة إلى درجة أنه قد تم توفير عربات خاصة في السوبرماركات تنقل أصحاب الأوزان الثقيلة أثناء تسوقهم.
اللافت أن هذه الوفرة وهذه الرفاهية التي أصابت الناس بالتخمة والسمنة ليست مكلفة، فأنت تستطيع أن تأكل ألذ الأكل وتشرب ألذ الشراب وبالكمية التي تريد بما لا يتجاوز عشرة أو عشرين دولارا. السيارات التي تحمل هؤلاء الأكلة، وتطوف بهم أصقاع قارتهم، تباع على الأرصفة مثل الحبحب على أرصفة مدننا، وليس هناك أمريكي واحد لا يجد ثمن سيارة؛ فكما أن هناك سيارة بمليون دولار هناك سيارة بخمسمائة دولار، والكل راكبون ومحرومون من المشي أو ركوب الدراجات.
السر الأمريكي الداخلي، الأهم والأعظم، أن السوق الأمريكية الاستهلاكية تبتكر كل يوم عشرات الابتكارات المؤدية إلى الوفرة والرخص والكسل والتخمة؛ إلى درجة أنك يمكن أن تشتري جهازًا من (وول مارت) بأربعة دولارات تضعه حول رقبتك وتعلق جوالك في طرفه حتى لا تتكبد أثناء استخدامه عناء إمساكه أو تحريكه بيدك. كل شيء في أمريكا متحرك وسريع إلا الإنسان؛ فهو لا يتحرك إلا إذا فتح فمه أو وضع يده في جيبه.!!
اللافت أن هذه الوفرة وهذه الرفاهية التي أصابت الناس بالتخمة والسمنة ليست مكلفة، فأنت تستطيع أن تأكل ألذ الأكل وتشرب ألذ الشراب وبالكمية التي تريد بما لا يتجاوز عشرة أو عشرين دولارا. السيارات التي تحمل هؤلاء الأكلة، وتطوف بهم أصقاع قارتهم، تباع على الأرصفة مثل الحبحب على أرصفة مدننا، وليس هناك أمريكي واحد لا يجد ثمن سيارة؛ فكما أن هناك سيارة بمليون دولار هناك سيارة بخمسمائة دولار، والكل راكبون ومحرومون من المشي أو ركوب الدراجات.
السر الأمريكي الداخلي، الأهم والأعظم، أن السوق الأمريكية الاستهلاكية تبتكر كل يوم عشرات الابتكارات المؤدية إلى الوفرة والرخص والكسل والتخمة؛ إلى درجة أنك يمكن أن تشتري جهازًا من (وول مارت) بأربعة دولارات تضعه حول رقبتك وتعلق جوالك في طرفه حتى لا تتكبد أثناء استخدامه عناء إمساكه أو تحريكه بيدك. كل شيء في أمريكا متحرك وسريع إلا الإنسان؛ فهو لا يتحرك إلا إذا فتح فمه أو وضع يده في جيبه.!!