الناس منذ القدم كانت تحتفل بالأعياد لمناسبات مختلفة، وهي محددة بزمن، ويظهرون فيها الفرح والسرور والغبطة. ولعل الاحتفال هو فطرة لدى الإنسان عند انتهائه من عمل أو منجز أو موسم.
والأعياد هي من الشعائر التعبدية في الإسلام، وهي تأتي أيضا بعد مناسبة أو نهاية موسم معين كرمضان أو عشر ذي الحجة. وقد قال عليه الصلاة والسلام: «يوم الفطر ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب».
ولعيد الأضحى عدة أسماء، فهو يسمى «عيد النحر»، ويطلق عليه أيضا «عيد الحجاج»، وهناك من يلقبه «العيد الكبير». وهو فعلا عيد كبير حيث تأتي فيه أيام الحج والتشريق التي يتجمع فيها الناس من كل أطراف المعمورة على مختلف التوجهات، ويتجهون صوب مكة والمشاعر لأداء شعائر الحج.
والأكيد أن للأعياد عدة حكم وفوائد متعددة ما بين نفسية ومعنوية وحتى جسدية حيث إن ديننا وشرائع الإسلام دائما تجمع تلك الخصال المنطقية الكمالية بالإضافة إلى أحسن الفضائل. وقد قال عباس محمود العقاد عن الأعياد: «وكلاهما (الفطر والأضحى) رمز واضح إلى فضيلة التضحية وفضيلة ضبط النفس أو إلى فضيلة الإنسانية الجامعة لكل الفضائل وهي حرية الاختيار والقدرة على مغالبة الغرائز والأهواء والعادات».
وبالمقارنة السريعة بين عيد الفطر وعيد الأضحى، نجد أن عيد الأضحى أربعة أيام (يوم النحر وثلاثة أيام بعده) بينما عيد الفطر يوم واحد، وقيل أيضا إنه ثلاثة أيام مستشهدين بحديث «دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد»، ولفظ (أيام) يعني الجمع وأقل الجمع ثلاثة. ولهذا السبب تمت تسمية عيد الأضحى بالعيد الكبير لأن عدد أيامه أكثر من عيد الفطر. ومما لاحظت من الفروق أن عيد الفطر يكون فيه الاهتمام بالزيارات بين الأسر أكثف وأعمق بينما تقل الزيارات الأسرية في عيد الأضحى إما بداعي السفر أو الحج أو الانشغال بالأضاحي وتوزيعها بين الأسر والمحتاجين. وأيضا البعض يستغني عن الزيارات بحضور ولائم الأضاحي إما صباحا أو ظهرا.
ولكن بصفة عامة، فإن الأعياد هي أيام تتسم بالفرح والسعادة في نفوس الناس وخصوصا الأطفال حيث يعيشون تفاصيله بنشوة وانشراح. وقال الشيخ الأديب علي الطنطاوي: «ثم يأتي العيد فتراه يومًا ليس كالأيام، وترى نهاره أجمل، وتحس المتعة به أطول، وتبصر شمسه أضوأ، وتجد ليله أهنأ، وما اختلفت في الحقيقة الأيام في ذاتها، ولكن اختلف نظرنا إليها، نسينا في العيد متاعبنا فاسترحنا، وأبعدنا عنا آلامنا فهنِئْنا، وابتسمنا للناس وللحياة فابتسمت لنا الحياة والناس».
وربما من أهم اللمسات في العيد تقوية العلاقات الأسرية والاجتماعية. والحقيقة أنها مؤخرا تراخت وبدأت تذبل بسبب تأثير التقنية الحديثة حيث أصبح البعض يكتفي بالرسائل الإلكترونية عن الزيارات. وكنا قبل هذا الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي نكتفي بمكالمة من الجوال وهي أقرب للنفس من الرسائل. ولكن اليوم أصبحت الرسائل النصية هي السمة الطاغية بيننا.
ولست أدري ما الذي سيخبئه المستقبل لنا؟ فهل تصبح التهنئة مستقبلا عبر رسائل مسجلة سابقا وترسل تلقائيا (أوتوماتيكيا) أو قد يقوم بذلك نيابة عنا روبوت الذكاء الصناعي؟!، وعندئذ سنعزي أنفسنا ونقول: على الأقل (لم نُنسى) وكنا من ضمن قائمة الأسماء المسجلة؟!.
ولكن حتى نشعر بسعادة الأعياد ترتسم على وجوهنا نحتاج إلى قلوب ليست عابسة من الداخل!
ولقد عشنا في الأسبوع المنصرم أجواء أيام العيد والأيام المعدودات، وهي أيام النحر والتشريق. وسميت بالتشريق لأنهم يقددون ويبرزون لحم الأضاحي للشمس من أجل التجفيف، وقد قيل: شرَّق اللحم أي قدده.
ولعيد الأضحى عدة أسماء، فهو يسمى «عيد النحر»، ويطلق عليه أيضا «عيد الحجاج»، وهناك من يلقبه «العيد الكبير». وهو فعلا عيد كبير حيث تأتي فيه أيام الحج والتشريق التي يتجمع فيها الناس من كل أطراف المعمورة على مختلف التوجهات، ويتجهون صوب مكة والمشاعر لأداء شعائر الحج.
والأكيد أن للأعياد عدة حكم وفوائد متعددة ما بين نفسية ومعنوية وحتى جسدية حيث إن ديننا وشرائع الإسلام دائما تجمع تلك الخصال المنطقية الكمالية بالإضافة إلى أحسن الفضائل. وقد قال عباس محمود العقاد عن الأعياد: «وكلاهما (الفطر والأضحى) رمز واضح إلى فضيلة التضحية وفضيلة ضبط النفس أو إلى فضيلة الإنسانية الجامعة لكل الفضائل وهي حرية الاختيار والقدرة على مغالبة الغرائز والأهواء والعادات».
وبالمقارنة السريعة بين عيد الفطر وعيد الأضحى، نجد أن عيد الأضحى أربعة أيام (يوم النحر وثلاثة أيام بعده) بينما عيد الفطر يوم واحد، وقيل أيضا إنه ثلاثة أيام مستشهدين بحديث «دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد»، ولفظ (أيام) يعني الجمع وأقل الجمع ثلاثة. ولهذا السبب تمت تسمية عيد الأضحى بالعيد الكبير لأن عدد أيامه أكثر من عيد الفطر. ومما لاحظت من الفروق أن عيد الفطر يكون فيه الاهتمام بالزيارات بين الأسر أكثف وأعمق بينما تقل الزيارات الأسرية في عيد الأضحى إما بداعي السفر أو الحج أو الانشغال بالأضاحي وتوزيعها بين الأسر والمحتاجين. وأيضا البعض يستغني عن الزيارات بحضور ولائم الأضاحي إما صباحا أو ظهرا.
ولكن بصفة عامة، فإن الأعياد هي أيام تتسم بالفرح والسعادة في نفوس الناس وخصوصا الأطفال حيث يعيشون تفاصيله بنشوة وانشراح. وقال الشيخ الأديب علي الطنطاوي: «ثم يأتي العيد فتراه يومًا ليس كالأيام، وترى نهاره أجمل، وتحس المتعة به أطول، وتبصر شمسه أضوأ، وتجد ليله أهنأ، وما اختلفت في الحقيقة الأيام في ذاتها، ولكن اختلف نظرنا إليها، نسينا في العيد متاعبنا فاسترحنا، وأبعدنا عنا آلامنا فهنِئْنا، وابتسمنا للناس وللحياة فابتسمت لنا الحياة والناس».
وربما من أهم اللمسات في العيد تقوية العلاقات الأسرية والاجتماعية. والحقيقة أنها مؤخرا تراخت وبدأت تذبل بسبب تأثير التقنية الحديثة حيث أصبح البعض يكتفي بالرسائل الإلكترونية عن الزيارات. وكنا قبل هذا الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي نكتفي بمكالمة من الجوال وهي أقرب للنفس من الرسائل. ولكن اليوم أصبحت الرسائل النصية هي السمة الطاغية بيننا.
ولست أدري ما الذي سيخبئه المستقبل لنا؟ فهل تصبح التهنئة مستقبلا عبر رسائل مسجلة سابقا وترسل تلقائيا (أوتوماتيكيا) أو قد يقوم بذلك نيابة عنا روبوت الذكاء الصناعي؟!، وعندئذ سنعزي أنفسنا ونقول: على الأقل (لم نُنسى) وكنا من ضمن قائمة الأسماء المسجلة؟!.
ولكن حتى نشعر بسعادة الأعياد ترتسم على وجوهنا نحتاج إلى قلوب ليست عابسة من الداخل!