DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

السودان يدخل تاريخه الجديد.. ومجلس سيادي اليوم

المملكة: نبارك الاتفاق الذي يحقق تطلعات الشعب الشقيق

السودان يدخل تاريخه الجديد.. ومجلس سيادي اليوم
وقع المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقوى «الحرية والتغيير» في العاصمة الخرطوم بصفة نهائية أمس السبت على الوثائق النهائية للفترة الانتقالية، وانطلقت مراسم التوقيع بحضور إقليمي ودولي لممثلي الدول والمنظمات الدولية.
ووقع الاتفاق أحمد ربيع ممثلاً لقوى الحرية والتغيير، ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) عن المجلس العسكري الانتقالي. وشهد على التوقيع رئيس وزراء مصر ورئيس المفوضية الإفريقية، كما حضر رؤساء تشاد إدريس ديبي ودولة جنوب السودان سيلفاكير ميارديت وكينيا أوهورو كينياتا، ورئيسا وزراء إثيوبيا أبي أحمد ومصر مصطفى مدبولي (ممثلا للاتحاد الأفريقي)، وشارك في مراسم الاحتفال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، ووزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، ووزير خارجية الكويت صباح خالد الحمد الصباح، إضافة للوسيط الإفريقي محمد الحسن لَبّات، والمبعوث الإثيوبي محمود درير، وممثلين عن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وحضر عدد من وزراء خارجية الدول الأخرى بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية توقيع الوثائق الخاصة بالفترة الانتقالية بقاعة الصداقة بالخرطوم.
» مؤتمر صحفي
وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، تعليقاً على الاتفاق: «إننا واثقون من أن الاتفاق سيرسم مستقبلا مشرقا للشعب السوداني»، وأضاف: إن الاتفاق هو اللبنة الأولى التي سوف تسهم في بناء دولة متمكنة أمنياً واقتصادياً وسوف يسهم في تحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق.
» فعل يسبق القول
وأضاف خلال مؤتمر صحفي على هامش توقيع الاتفاق: إن المملكة منذ بداية الأحداث التي شهدتها جمهورية السودان، بذلت كل الجهود بفعلٍ يسبق القول، للمساهمة في تحقيق تطلعات الشعب السوداني الكريم، وللتوصل إلى هذا الاتفاق، والدفع باتجاه إنجاح مبادرة الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا، وقدمت كل ما من شأنه حماية السودانيين، وحفظ أمن السودان وسلامة أراضيه، مُتخذةً من الأخوة الصادقة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين نبراسا يضيء مسارات العون والتمكين لبلدٍ لا نرضى له إلا ما نرتضيه لأنفسنا.
وأكد الجبير مباركة المملكة للاتفاق التاريخي الذي توصلت إليه كافة الأطراف السودانية والهادف إلى تحقيق مصلحة السودان، والحفاظ على أمنه وسلامته واستقراره واستعادة مكانته الطبيعية التي يستحقها ودوره الإقليمي المنشود؛ وذلك انطلاقاً من العلاقات التاريخية والأخوية التي تربط بين المملكة وجمهورية السودان الشقيقة، وتقديراً للدور الفعال الذي يقوم به السودان في سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
» منعطف حاسم
وجدد الجبير وقوف المملكة مع كافة الأطراف في جمهورية السودان، وقناعتها الراسخة بقدرة الأشقاء السودانيين بمختلف انتماءاتهم على اجتياز هذا المنعطف الحاسم في تاريخ بلادهم وصولاً إلى تحقيق المستقبل الزاهر الذي يتطلعون إليه، مضيفًا أن ما قدمته المملكة من دعم لجهود الاتحاد الأفريقي وجهود جمهورية أثيوبيا الفيدرالية، وما سبق ذلك من جهود وتواصل مع كافة الأطراف السودانية، إنما يأتي في إطار إيمانها العميق بضرورة وأهمية المحافظة على استقرار وأمن السودان وحمايته من كل أشكال التدخل الخارجي التي كانت ستؤدي إلى فوضى عارمة داخل السودان.
» مستقبلٍ أفضل
وأشار إلى أن السودان يقف اليوم على عتبات مستقبلٍ أفضل لأبنائه، بعيدًا عن أي مؤثرات تستهدف وحدة شعبه الذي آمن بوطنه، وقدم مصالحه ليحيا في استقرار تباركه نوايا الخير لهذا البلد الكريم. وقال الجبير: «إن حكومة المملكة تطلب من جميع الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي الوقوف إلى جانب السودان الشقيق وهو يفتح صفحة جديدة في تاريخه بعزم وتصميم أبنائه وتطلعهم إلى ما يستحقه هذا البلد الكريم من نمو واستقرار وعزة وكرامة، بعيداً عن الإرهاب والتطرف ومن يدعو لهما سواءً بالقول أم بالفعل».
» مرحلة حاسمة
من جانبه، أعرب المبعوث الإفريقي محمد الحسن ولد لبات عن تقديره لدور السعودية في تسهيل التوصل للاتفاق في السودان، متمنيا أن تواصل السعودية مساعي حشد الدعم للسودان.
بينما شدد ممثل المجلس العسكري على أن أي تهديد لأمن السعودية هو تهديد لأمن السودان.
أما المبعوث الإثيوبي محمود درير، فاعتبر أن السودان يمر بمرحلة حاسمة من تاريخه الحديث، فيما أكد نائب رئيس حزب الأمة القومي إبراهيم الأمين أن «ثورة السودان سلمية ولا نقبل بأي تدخل في شؤونها».
» مجلس سيادي
وبحسب الخريطة الزمنية لتشكيل الحكومة الانتقالية، سيتم إعلان تشكيل المجلس السيادي اليوم الأحد، وتعيين رئيس الوزراء يوم الثلاثاء المقبل، وتشكيل الحكومة يوم 28 أغسطس الجاري. وبحسب ما نقلت قناة سكاي نيوز فإن المجلس السيادي سيضم رئيس المجلس العسكري الانتقالي البرهان ونائبه حميدتي والفريق ياسر العطا.
ويشكل التوقيع النهائي الذي جرى أمس بداية المرحلة الانتقالية، التي ستستمر 39 شهرا.
ويأتي التوقيع على وثائق المرحلة الانتقالية بعد أسابيع من المفاوضات المتواصلة بين المجلس العسكري الانتقالي، الذي يحكم السودان منذ عزل الرئيس السابق، عمر البشير، وقوى الحرية والتغيير، التي قادت الحراك في الشارع.
ووقّع المجلس العسكري السوداني وقوى إعلان الحرية والتغيير في الرابع من أغسطس الجاري بالأحرف الأولى على الوثيقة الدستورية التي تنظم الفترة الانتقالية التي تمتد لثلاث سنوات.
» الديمقراطية بدأت
اعتبر أبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا أن اتفاق المرحلة الانتقالية بالسودان، يعد بمثابة بداية مرحلة جديدة، مجددا الالتزام بدعم السودان خلال المرحلة الانتقالية.
وطالب أحمد في كلمته بعد التوقيع على وثائق المرحلة الانتقالية بضرورة التعاون ووحدة الصف في السودان، مشيرا إلى أن الطريق إلى الديمقراطية بدأ الآن.
وأكد على ضرورة التمسك بالتحول الديمقراطي والالتزام بمبادئ الديمقراطية، وبناء المؤسسات بالتعاون بين الجميع.
» صفحة جديدة
وأكد ممثل قوى الحرية والتغيير في السودان محمد ناجي الأصم أن التوقيع على الوثائق النهائية يفتح صفحة جديدة في البلاد ويطوي حقبة من الفساد والانتهاكات.
وقال: إن قوى الحرية والتغيير ستعمل على أن يكون السلام شاملا في كافة مناطق الحروب دون استثناء، مشددا على تمسك قوى الحرية والتغيير بإجراء التحقيق العادل والموضوعي في فض اعتصام القيادة العامة وكافة الانتهاكات التي ارتكبت بحق الشعب السوداني، وألا يفلت أي مجرم من العقاب.
ووصف رئيس حزب الأمة القومي السوداني الصادق المهدي التوقيع بأنه «عبور إلى الحكم المدني في السودان»، مؤكدا أن هذا الاتفاق سيحقق السلام والتحول الديمقراطي في البلاد عبر انتخابات حرة نزيهة.
» احتفالات وإشادات
وانطلقت احتفالات شعبية في الخرطوم وعدة مدن سودانية أمس، تزامنا مع مراسم التوقيع على الاتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى المعارضة.
ووصل إلى الخرطوم القطار القادم من مدينة عطبرة للمشاركة في احتفالات توقيع وثائق الفترة الانتقالية بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير.
وتأتي مشاركة قطار الثورة لرمزية مدينة عطبرة في بدايات ثورة ديسمبر علاوة على رمزية المدينة في التاريخ النضالي في السودان.
ووصف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي الاتفاق بـ «الإنجاز التاريخي»، مشيرا إلى أنه جاء تعبيرا عن إرادة الشعب السوداني في مواجهة التحديات الجسام. وقال: إن الوضع في السودان معقد للغاية بسبب ما تعرض له من تهميش وحروب، ترتب عليها كوارث وأطماع وصراعات.
وأشاد بيكا هافيستو، ممثل الاتحاد الأوروبي إلى السودان وزير خارجية فنلندا، بالشعب السوداني الذي نجح في إسماع صوته للعالم وتحقيق تحول ديمقراطي يؤسس لفترة السلام والمصالحة وتحقيق الاستقرار وإقامة حكومة مدنية.
» رفع العقوبات
وطالب رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وقال على هامش مشاركته في حفل التوقيع على وثائق الانتقال للسلطة المدنية في السودان: إنها لحظة تاريخية مناسبة يستحق فيها شعب وقيادة السودان الرفع الكامل لهذه العقوبات تقديراً لتضحيات الشعب السوداني ودعماً للمرحلة الجديدة. وأكد أن البرلمان العربي انطلاقاً من التزامه بالوقوف مع السودان ودعمه، أعد مذكرة قانونية سيتم إرسالها بالتنسيق مع حكومة السودان إلى الإدارة والكونجرس الأمريكي. وبين رئيس البرلمان العربي أن صوت العقل والحكمة انتصر في السودان، وفشل مشروع التخريب والفوضى وانتصر مشروع الدولة والسلام.