قال: لماذا لا نعطي الطفل حرية الاختيار؟
قال إن الإسلام ظلم الطفل عندما لم يعطه حرية الاختيار لسلوكه وقراراته، قلت: لم أفهم كلامك، فما الذي تود أن تقوله؟ قال: أنا ألاحظ أن الآباء يتولون توجيه وتربية الأبناء من الطفولة وحتى الكبر، ولا يعطونهم حق التصرف وحرية اتخاذ القرار، قلت: إذا رأيت طفلا عمره أربع سنوات ويضع السكينة في فمه، فهل تتركه أم توجهه وتأخذ السكينة من يده؟ قال: أعلمه وآخذ السكينة منه، قلت: فإن كرر التصرف فهل تتركه أم تتدخل لتوجيهه؟ قال: أتركه فهو حر في تصرفه، قلت: ولكنه لم ينضج عقله ولم يكتمل نموه بعد، قال: ولكن لابد أن أترك له مساحة حتى يتعلم من الدنيا، قلت: حتى لو أحرق نفسه أو قتل نفسه؟ فسكت.
قلت: هل تعلم من أجل سلامة الطفل وحمايته وحسن تربيته أمر الإسلام بعدة قرارات تربوية وصحية ونفسية، قال: مثل ماذا؟ قلت: مثل أن للإم أن تفطر رمضان كي لا يتأذي الطفل وهو في بطنها، وكذلك حفظ حق الطفل في النسب، فحرم الزنا حفاظا على النسل والنسب، وحرم إسقاط الطفل (الإجهاض) حفاظا على حياته، وحفظ حقه بالوراثة قبل أن يولد، فلا يقسّم الميراث قبل الولادة حتى يعلم نصيبه، وأمر بأن تكون كلمة (الله أكبر) هي أول كلمة يسمعها كي تنطبع في قلبه، وأمر بتحنيكه بالتمر وهو (وضع جزء بسيط من التمر ممضوغ أو منقوع في فم الرضيع) كي يخفف عنه ألم الأسنان، وأمر بالتصدق بوزن شعره ذهبا عند الأسبوع فرحا بقدومه، وأمر بإقامة وليمة كي يدعو الأقارب والفقراء له، وأمر بإرضاعه حولين كاملين كي يأخذ غذاءه كاملا، وأمر بحسن اختيار اسمه، وأمر بالإنفاق عليه إطعاما وإلباسا وتعليما وتطبيبا ويعاقب مَنْ يقصر في حقه، وأمر بالمساواة بين الذكر والإنثى دون أي تفريق بينهما، وأمر بحضانة الأم عند الطلاق وأعطى للأم حقا في ذلك لأنه يحتاج إليها قبل البلوغ، وأمر بالمساواة بين الإخوة وعدم تميز أخ على أخ.
قال: ما شاء الله ما توقعت كل هذه الأوامر في حق الأطفال، قلت: وأزيدك بأن الله أمر بتربيته تربية صالحة وتعليمه الصلاة والعبادات، وتعريفه كيف يتعامل مع ذاته ومع خالقه ومع الناس، وحرّم قتله خوفا من الفقر، وحرّم تفريقه عن أمه حتى لو لم تكن أمه مسلمة، وحذر وحرّم الدعاء عليه من قبل الأهل، وأمر باحترام شخصيته وعدم تحقيره أو إهانته، وأمر بمداعبته وبملاعبته وتقبيله، بل وأمر بأكثر من ذلك كله وهو أن يقول الأب دعاءً قبل أن يجامع زوجته وهذا الدعاء فيه تطهير للرحم بالتسمية والاستعاذة كي لا يشارك الشيطان به، وهذه لفتة دقيقة في حماية الطفل حتى من الشيطان، قال: وكيف ذلك؟
قلت: هذا حديث نبوي، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني، فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان ولم يسلط عليه)، قال: وهذه لفتة جميلة، ما ظننت أن الإسلام أمر الآباء بكل هذه الأوامر حتى ينشأ الطفل نشأة طيبة، قلت: وحتى الاعتراض، الذي ذكرته في البداية بأن الإسلام لم يعط للطفل حرية اتخاذ القرار بمفرده فكلامك غير صحيح، قال: كيف؟ قلت: لأن بعد البلوغ يكون الطفل هو المسؤول عن تصرفاته وله حرية التصرف والاختيار ويكون حسابه عند ربه، فإذا أحسن أكرمه الله، وإن أساء حاسبه الله، فتستمر مسؤولية الوالدين في توجيه ابنهما من باب المحبة والمسؤولية في التذكير والنصيحة، وله حرية الاختيار؛ لأنه صار ناضجا وكبيرا ومسؤولا عن تصرفاته، قال: يبدو أنني كنت فاهم المسألة خطأ، وانتهى الحوار
قلت: هل تعلم من أجل سلامة الطفل وحمايته وحسن تربيته أمر الإسلام بعدة قرارات تربوية وصحية ونفسية، قال: مثل ماذا؟ قلت: مثل أن للإم أن تفطر رمضان كي لا يتأذي الطفل وهو في بطنها، وكذلك حفظ حق الطفل في النسب، فحرم الزنا حفاظا على النسل والنسب، وحرم إسقاط الطفل (الإجهاض) حفاظا على حياته، وحفظ حقه بالوراثة قبل أن يولد، فلا يقسّم الميراث قبل الولادة حتى يعلم نصيبه، وأمر بأن تكون كلمة (الله أكبر) هي أول كلمة يسمعها كي تنطبع في قلبه، وأمر بتحنيكه بالتمر وهو (وضع جزء بسيط من التمر ممضوغ أو منقوع في فم الرضيع) كي يخفف عنه ألم الأسنان، وأمر بالتصدق بوزن شعره ذهبا عند الأسبوع فرحا بقدومه، وأمر بإقامة وليمة كي يدعو الأقارب والفقراء له، وأمر بإرضاعه حولين كاملين كي يأخذ غذاءه كاملا، وأمر بحسن اختيار اسمه، وأمر بالإنفاق عليه إطعاما وإلباسا وتعليما وتطبيبا ويعاقب مَنْ يقصر في حقه، وأمر بالمساواة بين الذكر والإنثى دون أي تفريق بينهما، وأمر بحضانة الأم عند الطلاق وأعطى للأم حقا في ذلك لأنه يحتاج إليها قبل البلوغ، وأمر بالمساواة بين الإخوة وعدم تميز أخ على أخ.
قال: ما شاء الله ما توقعت كل هذه الأوامر في حق الأطفال، قلت: وأزيدك بأن الله أمر بتربيته تربية صالحة وتعليمه الصلاة والعبادات، وتعريفه كيف يتعامل مع ذاته ومع خالقه ومع الناس، وحرّم قتله خوفا من الفقر، وحرّم تفريقه عن أمه حتى لو لم تكن أمه مسلمة، وحذر وحرّم الدعاء عليه من قبل الأهل، وأمر باحترام شخصيته وعدم تحقيره أو إهانته، وأمر بمداعبته وبملاعبته وتقبيله، بل وأمر بأكثر من ذلك كله وهو أن يقول الأب دعاءً قبل أن يجامع زوجته وهذا الدعاء فيه تطهير للرحم بالتسمية والاستعاذة كي لا يشارك الشيطان به، وهذه لفتة دقيقة في حماية الطفل حتى من الشيطان، قال: وكيف ذلك؟
قلت: هذا حديث نبوي، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني، فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان ولم يسلط عليه)، قال: وهذه لفتة جميلة، ما ظننت أن الإسلام أمر الآباء بكل هذه الأوامر حتى ينشأ الطفل نشأة طيبة، قلت: وحتى الاعتراض، الذي ذكرته في البداية بأن الإسلام لم يعط للطفل حرية اتخاذ القرار بمفرده فكلامك غير صحيح، قال: كيف؟ قلت: لأن بعد البلوغ يكون الطفل هو المسؤول عن تصرفاته وله حرية التصرف والاختيار ويكون حسابه عند ربه، فإذا أحسن أكرمه الله، وإن أساء حاسبه الله، فتستمر مسؤولية الوالدين في توجيه ابنهما من باب المحبة والمسؤولية في التذكير والنصيحة، وله حرية الاختيار؛ لأنه صار ناضجا وكبيرا ومسؤولا عن تصرفاته، قال: يبدو أنني كنت فاهم المسألة خطأ، وانتهى الحوار