مع نهاية كل شهر، وخاصة في فصل الصيف يطفو على حديث المجتمع بجميع شرائحه موضوع فواتير الكهرباء. ومع أن هناك شريحة كبيرة من أصحاب الدخل المتدني التي تأخذ هذه الفواتير جزءا ليس بسيطا من المدخول الشهري، إلا أن هناك أمورا ضرورية يغفل عنها الجميع فيما يخص فواتير الكهرباء. وهو أنه يوجد عامل تبذير من البعض ليس بالضرورة في المنازل فقط، ولكن في أساليب استهلاك الكهرباء في مجتمعنا بصورة عامة. ففي الوقت الحالي تقوم شركة الكهرباء باستهلاك كميات كبيرة من مصادرنا النفطية لتوليد الكهرباء. ومضاف لذلك فإن شركة الكهرباء عليها واجبات كثيرة مكلفة لإيصال مصادر الطاقة إلى كل منزل في دولة بمساحة قارة. ورغم ذلك وفي السنوات الماضية ولا تزال تقوم الشركة مشكورة بعمل كل ما بوسعها لخدمة المواطن من خلال التمدد في المشاريع. والدولة أيضا وفي الماضي كانت تعطي فسحة ومجالا كبيرا للمستهلك فيما يخص الدعم. وأهم نقطة قامت بها الشركة هي عملية الترشيد ووضع خطط طويلة المدى لكي يقوم المواطن باستخدام أفضل المواد والأجهزة التي لها القدرة على تخفيف العبء في استهلاك الكهرباء. ولكن وسط ما نراه من تناول للحديث عن فواتير الكهرباء توجد أمور يجب على شركة الكهرباء اتخاذها وأمور أخرى تقع على عاتق المواطن. وأما دور الشركة فهو ضرورة وجود الشفافية في التعامل مع أي استفسار من المواطن. في فصل الصيف يزيد الاستهلاك لأسباب كثيرة أهمها كثرة تشغيل المكيفات وهذا أمر لا يستطيع المواطن عمل أي شيء ليقلله. ولكن هناك أمرا مهما وهو بالطبع كون مجتمعنا في العطلة الصيفية يتحول ليله إلى نهار ونهاره إلى ليل وتزداد فترات السهر. وبهذا تكون الأجهزة الكهربائية في وضع التشغيل ساعات أطول من أي معدل عالمي. وكذلك يوجد غياب كبير للوعي بثقافة معنى وأهمية التقليل من استهلاك الكهرباء دون أن يؤثر على حاجة المستهلك. فمعروف أن ترك الأنوار أو المكيفات في وضع التشغيل دون حاجة لها يستنزف قدرا كبيرا من الطاقة. ونحن في بيئة تحتاج إلى توفير أي طاقة مهما كان حجمها في ظل مناخ يعتبر أشد حرارة ومجتمع يعتبر من الأكثر في العالم في استهلاك الكهرباء للفرد