رحم الله سيدة من قريباتي كان اسمها رحمة، امرأة فارعة الطول، بيضاء بصورة لافتة، وجميلة الملامح والتقاسيم في وجهها، وفِي بدنها ككل، عاشت رحمة سنوات في منزل شقيقتها الكبرى رافضة الزواج من حمد ابن عمها، الذي وفرت له العادات الاجتماعية مخرجا يوقف به حياة رحمة الأسرية والاجتماعية في تكوين أسرة ومنزل وحياة مستقلة، وذلك من خلال حجرها أو قرعها كما تعرف هذه العادة القبلية الذميمة. حمد شن سيف القرع وأخبر عمه أن ابنته ممنوعة من الزواج لغيره من الناس، وحدد مدة القرع أو الحجر بسبع سنوات، بقيت رحمة فيها ضيفة في منزل أختها ترفض الاقتران بحمد.
كانت ترد على من يقترح عليها أن تراجع نفسها، وتقبل بابن عمها وتنهي حالة الوقف القسري لحياتها: بأنه لو يجمعون لحمها مع لحم حمد في زنبيل لنفر لحمها من لحمه، كناية عن الدرجة التي لا تحب هذا المخلوق.
حمد أدرك مدى صعوبة أن تقبل به ابنة عمه زوجاً، فراح يبحث عن مستقبل حياته الخاصة مع فتاة أخرى حيث ارتبط بزوجة من بنات القبيلة، في الوقت الذي بقيت ابنة عمه تحت طائلة العادات القبلية وخاصة عادة التحجير أو القرع. خلال السبع السنوات الأولى رزق حمد بالذرية وبدأت أسرته تتبلور حيث رزق بالأولاد والبنات، في الوقت الذي بقيت رحمة أماً ثانية لبنات وأولاد شقيقتها.
السنوات السبع جاءت إنذارا لرحمة بأن العمر يمضي، والفرص تضيق، والشباب يذبل والعمر تغرب أيّام الشباب فيه، ومع ذلك لم تجد حلاً سوى العودة للتقاليد عن طريق أسرتها السيد والدها وإخوتها الذكور، حيث جمعوا وجهاء القبيلة وقصدوا منزل حمد معززين من شأنه وطالبين رضاه في أن يفك أسر ابنة عمه لتجرب حياتها مع رجل آخر، لعدة أسباب منها أنه أصبح أبا وسعيدا في حياته الزوجية، ولأن عمه وأفراد القبيلة اتبعوا العادات، والأعراف القبلية، وقدموا إلى داره مما يعطيه مكانة اجتماعية ومما يظهره بصاحب حق، أعلن لضيوفه أن رحمة حرة من قيد التحجير ومن حق والدها تزويجها لمن يرى، وأعلن بطلان عملية تحجيرها بنفس راضية. رحمة في هذه الأثناء اقتربت من سن الثلاثين عاما ونضجت كمرأة وركدت ملامحها العامة وساعدها على البقاء نضارة وجاذيبة بياضها الطاغي، وعودها المتناسق، ومع ذلك أصبحت فرص الزواج أمامها أقل من السابق، حيث جرت العادة أن فتاة تتزوج في مثل هذه السن تكون من نصيب كبار السن، أو للرجال الذين سبق أن خاضوا تجربة الزواج. من حسن حظ رحمة أن تقدم لها رجل يكبرها بعشر سنوات له تجربة قصيرة في الزواج ولَم ينجب فيها، تزوجها راغبا وهي كذلك ورزقوا بأولاد، وبنات كثر. وبقيت رحمة تتذكر طوال حياتها هذه العادة التي كادت أن تدمر حياتها.
قصة رحمة وحمد ربما واحدة من القصص التي أفرزتها عادة التحجير على ابنة العم ومنعها عن الزواج إلا من ابن عمها، وفِي غيرها من القصص حدثت تطورات درامية وغير إنسانية أبدا للبنات اللاتي عضلن عن الزواج؛ بسبب جبروت العادات والتقاليد البالية التي يقول الناس إنها لا تزال موجودة في بعض المجتمعات القبلية إلى يومنا هذا.
الدور اليوم كبير للتوعية بضرر هذه العادة وما يشابهها من عادات ما أنزل الله بها من سلطان تتحكم في المجتمع، وتمزق أسس العلاقات الاجتماعية السوية، وتخلف عاهات اجتماعية، وثقافية بين الناس، الغريب أن هناك كثيرا من الفتاوى الدينية التي تندد بهذه العادات، وتبين خطورتها وجاهليتها وتبين خطورة انتشارها في بعض مجتمعاتنا ومع ذلك نسمع هنا أو هناك عن ابن عّم جاهل يحجر على فتاة راشدة في حقها في الحياة. ويصادر حق وليها في تزويجها بمن يرضى خلقه ودينه.
حمد أدرك مدى صعوبة أن تقبل به ابنة عمه زوجاً، فراح يبحث عن مستقبل حياته الخاصة مع فتاة أخرى حيث ارتبط بزوجة من بنات القبيلة، في الوقت الذي بقيت ابنة عمه تحت طائلة العادات القبلية وخاصة عادة التحجير أو القرع. خلال السبع السنوات الأولى رزق حمد بالذرية وبدأت أسرته تتبلور حيث رزق بالأولاد والبنات، في الوقت الذي بقيت رحمة أماً ثانية لبنات وأولاد شقيقتها.
السنوات السبع جاءت إنذارا لرحمة بأن العمر يمضي، والفرص تضيق، والشباب يذبل والعمر تغرب أيّام الشباب فيه، ومع ذلك لم تجد حلاً سوى العودة للتقاليد عن طريق أسرتها السيد والدها وإخوتها الذكور، حيث جمعوا وجهاء القبيلة وقصدوا منزل حمد معززين من شأنه وطالبين رضاه في أن يفك أسر ابنة عمه لتجرب حياتها مع رجل آخر، لعدة أسباب منها أنه أصبح أبا وسعيدا في حياته الزوجية، ولأن عمه وأفراد القبيلة اتبعوا العادات، والأعراف القبلية، وقدموا إلى داره مما يعطيه مكانة اجتماعية ومما يظهره بصاحب حق، أعلن لضيوفه أن رحمة حرة من قيد التحجير ومن حق والدها تزويجها لمن يرى، وأعلن بطلان عملية تحجيرها بنفس راضية. رحمة في هذه الأثناء اقتربت من سن الثلاثين عاما ونضجت كمرأة وركدت ملامحها العامة وساعدها على البقاء نضارة وجاذيبة بياضها الطاغي، وعودها المتناسق، ومع ذلك أصبحت فرص الزواج أمامها أقل من السابق، حيث جرت العادة أن فتاة تتزوج في مثل هذه السن تكون من نصيب كبار السن، أو للرجال الذين سبق أن خاضوا تجربة الزواج. من حسن حظ رحمة أن تقدم لها رجل يكبرها بعشر سنوات له تجربة قصيرة في الزواج ولَم ينجب فيها، تزوجها راغبا وهي كذلك ورزقوا بأولاد، وبنات كثر. وبقيت رحمة تتذكر طوال حياتها هذه العادة التي كادت أن تدمر حياتها.
قصة رحمة وحمد ربما واحدة من القصص التي أفرزتها عادة التحجير على ابنة العم ومنعها عن الزواج إلا من ابن عمها، وفِي غيرها من القصص حدثت تطورات درامية وغير إنسانية أبدا للبنات اللاتي عضلن عن الزواج؛ بسبب جبروت العادات والتقاليد البالية التي يقول الناس إنها لا تزال موجودة في بعض المجتمعات القبلية إلى يومنا هذا.
الدور اليوم كبير للتوعية بضرر هذه العادة وما يشابهها من عادات ما أنزل الله بها من سلطان تتحكم في المجتمع، وتمزق أسس العلاقات الاجتماعية السوية، وتخلف عاهات اجتماعية، وثقافية بين الناس، الغريب أن هناك كثيرا من الفتاوى الدينية التي تندد بهذه العادات، وتبين خطورتها وجاهليتها وتبين خطورة انتشارها في بعض مجتمعاتنا ومع ذلك نسمع هنا أو هناك عن ابن عّم جاهل يحجر على فتاة راشدة في حقها في الحياة. ويصادر حق وليها في تزويجها بمن يرضى خلقه ودينه.