عام ٢٠١٠ كنت كغيري أتابع قصة منجم تشيلي الذي انهار فحاصر عماله الثلاثة
والثلاثين على عمق ٧٠٠ متر تحت الأرض. كانت قصة درامية محزنة أسرت العالم الذي انتظر إنقاذ هؤلاء العمال. توالت الأيام وبعدها الأسابيع دون نتيجة وشيئا فشيئا بدأ العالم يفقد الأمل في إيجادهم أحياء إلا أن المفاجأة السارة كانت أنهم بعد ٦٩ يوما تمكنوا من إنقاذهم دون أن تقع وفيات بينهم.
قصة البقاء هذه التي تبدو كالمعجزة مليئة بالدروس والحكم ولكن ما زلت أتذكر
أوائل التقارير عندما تم إخراجهم جميعا على مدى ٢٤ ساعة وكلمة واحدة تحديدا كانت «أنهم لم يسمحوا لأنفسهم بأن يشعروا وكأنهم ضحايا». فقدوا من الوزن بمعدل ٨ كيلوجرامات ولكنهم لم يفقدوا روحهم المعنوية، عملوا كمجتمع ديموقراطي واتخذوا قراراتهم سوية ونظموا أنفسهم إلى جماعات تدعم بعضها البعض، كانوا يعملون على تنظيم المكان من حيث النوم وتوزيع المؤن والبحث عن الماء، خلال ٤٨ ساعة يأكل كل منهم ملعقتي شاي من التونة ورشفة من الحليب وبسكويت وذلك حتى نفدت الكمية، أخرجوا الماء من مبرد المعدات وحفروا للوصول لمصادر جوفية.
عندما ينهار أحدهم يعمل الجميع على مساندته ورفع معنوياته، علموا مبكرا أن انهيار المجتمع والسماح للأشخاص سوف يكون نهايتهم فعملوا سويا لتفادي الكارثة.
ما الذي أثار هذه الذكرى التي اضطررت للبحث عنها؟ مقال كتبته الكاتبة والمحررة السابقة في مجلة هارفارد بزنس ريفيو (HBR) دايان كوتو (Diane Coutu) عن الصمود سواء كان الصمود على مستوى شخصي أو حتى مؤسسي.
إن المآسي واختبارات الأقدار تتفاوت في الشدة والخطورة والآلام لكن في واقع
الحال لا يمكن مقارنة معاناة شخص بتلك التي يعيشها غيره فالأمر نسبي. هناك من أفلس أو فقد حبيبا أو لم يحصل على قبول الجامعة أو تعرض للتنمر. لكل منا انكسارات وتجارب لكن البعض منا يبدو بعد حين وكأن شيئا لم يكن ويعود أقوى من قبل، بهذا نتشكل على مدى أعمارنا وننمو وننضج وكلما عدنا أصبحنا أقوى.
بالرغم من عقود من الأبحاث إلا أن دراسات صفة القدرة على الصمود والمرونة
تختلف حسب الأزمات. رغم ذلك استطاعت كوتو أن تلخص ما تراه على أنها ثلاث صفات مشتركة بين تلك الحالات وهي: أولا، تقبل الواقع على ما هو عليه وإن كان سيئا أي عدم الرضوخ لمحاولة جعله ورديا زائفا. ثانيا: القدرة على إيجاد المعنى الأعلى في الحياة، ولدى الكثير منا يتعلق ذلك بالإيمان بالله والقدر ومعرفتنا يقينا أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها. وأخيرا: القدرة على ارتجال الحلول من خلال صنع شيء من اللا شيء.
في منجم تشيلي دلائل على جميع ما سبق ولكننا نراها أيضا في محيطنا الأقل
دراما، أمثلة على الشجاعة والمرونة والصمود.
قصة البقاء هذه التي تبدو كالمعجزة مليئة بالدروس والحكم ولكن ما زلت أتذكر
أوائل التقارير عندما تم إخراجهم جميعا على مدى ٢٤ ساعة وكلمة واحدة تحديدا كانت «أنهم لم يسمحوا لأنفسهم بأن يشعروا وكأنهم ضحايا». فقدوا من الوزن بمعدل ٨ كيلوجرامات ولكنهم لم يفقدوا روحهم المعنوية، عملوا كمجتمع ديموقراطي واتخذوا قراراتهم سوية ونظموا أنفسهم إلى جماعات تدعم بعضها البعض، كانوا يعملون على تنظيم المكان من حيث النوم وتوزيع المؤن والبحث عن الماء، خلال ٤٨ ساعة يأكل كل منهم ملعقتي شاي من التونة ورشفة من الحليب وبسكويت وذلك حتى نفدت الكمية، أخرجوا الماء من مبرد المعدات وحفروا للوصول لمصادر جوفية.
عندما ينهار أحدهم يعمل الجميع على مساندته ورفع معنوياته، علموا مبكرا أن انهيار المجتمع والسماح للأشخاص سوف يكون نهايتهم فعملوا سويا لتفادي الكارثة.
ما الذي أثار هذه الذكرى التي اضطررت للبحث عنها؟ مقال كتبته الكاتبة والمحررة السابقة في مجلة هارفارد بزنس ريفيو (HBR) دايان كوتو (Diane Coutu) عن الصمود سواء كان الصمود على مستوى شخصي أو حتى مؤسسي.
إن المآسي واختبارات الأقدار تتفاوت في الشدة والخطورة والآلام لكن في واقع
الحال لا يمكن مقارنة معاناة شخص بتلك التي يعيشها غيره فالأمر نسبي. هناك من أفلس أو فقد حبيبا أو لم يحصل على قبول الجامعة أو تعرض للتنمر. لكل منا انكسارات وتجارب لكن البعض منا يبدو بعد حين وكأن شيئا لم يكن ويعود أقوى من قبل، بهذا نتشكل على مدى أعمارنا وننمو وننضج وكلما عدنا أصبحنا أقوى.
بالرغم من عقود من الأبحاث إلا أن دراسات صفة القدرة على الصمود والمرونة
تختلف حسب الأزمات. رغم ذلك استطاعت كوتو أن تلخص ما تراه على أنها ثلاث صفات مشتركة بين تلك الحالات وهي: أولا، تقبل الواقع على ما هو عليه وإن كان سيئا أي عدم الرضوخ لمحاولة جعله ورديا زائفا. ثانيا: القدرة على إيجاد المعنى الأعلى في الحياة، ولدى الكثير منا يتعلق ذلك بالإيمان بالله والقدر ومعرفتنا يقينا أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها. وأخيرا: القدرة على ارتجال الحلول من خلال صنع شيء من اللا شيء.
في منجم تشيلي دلائل على جميع ما سبق ولكننا نراها أيضا في محيطنا الأقل
دراما، أمثلة على الشجاعة والمرونة والصمود.