في خلال فترة زمنية واحدة كتب الدكتور إبراهيم المطرف مقالا في صحيفة الجزيرة بعنوان (تجربة اللوبي السعودي في البيئة الأمريكية). وكتب الدكتور صفوق الشمري مقالا في صحيفة الوطن بعنوان (هل ألمانيا صديقة أم عدوة؟). وبالرغم من اختلاف الكلمات والعنوان وأسلوب الطرح، إلا أن الواقع يقول إن المقالين في الحقيقة مقال واحد كتبه اثنان من خيرة كتاب الصحف السعودية ومفاده
ومغزاه هو أن هناك تقصيرا وقصورا في كثير من الأمور فيما يخص الشأن الخارجي وآلية التعامل معه.
الدكتور صفوق الشمري طرح سؤالا حساسا جدا ومهما أيضا وهو هل بالفعل ألمانيا التي هي شريكنا التجاري الأكبر منذ عقود هي صديق من الممكن أن نعتمد عليه وقت الحاجة أم عدو يجب التنبه لسياساته. وكذلك طرح الدكتور إبراهيم المطرف أهمية وجود اللوبي السعودي المؤثر في شوارع واشنطن التي تعتبر مفتوحة للجميع. والتأثير عليها هو في الحقيقة مهمتنا وليس مهمة دافع الضرائب الأمريكي. وفي الختام، هناك مطلب ملح وهو أن سياستنا الإعلامية يجب أن تتغير فيما يخص مخاطبة العالم الخارجي.
في الحقيقة لا أعرف الدكتور صفوق أو الدكتور إبراهيم إلا معرفة سطحية، ولكن أقرأ ما يكتبان. ولكن هذه المرة كتبا عن أمر يتم نقاشه بصورة مستمرة في مجالسنا الخاصة. فألمانيا وأمريكا أكثر دولتين تأثيرا على مجريات الأمور حول العالم ولديهما قوة اقتصادية هي الأكبر في العالم، ولكن في النهاية هما دولتان تحتاجان إلى دول قوية اقتصاديا ومهمة إستراتيجيا مثل المملكة لكي تكون هناك استمرارية في تفوقهما. ورغم أن المملكة تعتبر أهم شريك اقتصادي وإستراتيجي لألمانيا وأمريكا في المنطقة، إلا أن هناك حلقة سعودية مفقودة لم يتم استغلالها إعلاميا رغم كل الأبواب التي تم فتحها لنا في الماضي. وضيعنا فرص تأثير إعلامي في وقت لم يكن أحد يستطيع منافستنا وخاصة في أوج الطفرة الاقتصادية في بداية السبعينيات من القرن الماضي. ولكن كما هو معروف، فالفرصة لا تضيع لأنها إن فاتتك أخذها غيرك. وهذا ما حصل خلال العقود القليلة الماضية فقد أخذ الفرصة غيرنا. وأهم أحد أسباب ضياع الفرص والتأثير الإعلامي السعودي هو أننا تركنا الآخرين يتحدثون عنا وتأخرنا في الظهور في الساحة الإعلامية الدولية رغم أن الكثير من وكالات الإعلام العالمية ومحطات التلفزيون الدولية المؤثرة والجامعات ومراكز البحث كانت تطلب وتترجى وتخاطب الجانب السعودي الرسمي و الشعبي للمشاركة في مناظرات ومقابلات ومحاضرات في كبرى المؤسسات العالمية المؤثرة. ولكن لم نكن نتحدث ولم نشارك. وبهذا لم يستمع العالم إلى وجهات نظرنا ولم يعلم العالم عن المملكة إلا ما يتم تناقله بعض من يصطاد في الماء العكر.
الدكتور صفوق الشمري طرح سؤالا حساسا جدا ومهما أيضا وهو هل بالفعل ألمانيا التي هي شريكنا التجاري الأكبر منذ عقود هي صديق من الممكن أن نعتمد عليه وقت الحاجة أم عدو يجب التنبه لسياساته. وكذلك طرح الدكتور إبراهيم المطرف أهمية وجود اللوبي السعودي المؤثر في شوارع واشنطن التي تعتبر مفتوحة للجميع. والتأثير عليها هو في الحقيقة مهمتنا وليس مهمة دافع الضرائب الأمريكي. وفي الختام، هناك مطلب ملح وهو أن سياستنا الإعلامية يجب أن تتغير فيما يخص مخاطبة العالم الخارجي.