تنتعش حركة البيع والشراء في الأسواق خلال الفترة الحالية، وتزداد وتيرة استعداد الآباء والأمهات في قضاء حاجيات أبنائهم من متطلبات دراسية سواء كانت أساسية أو فرعية، وكأننا في مارثون يتسابق فيه «البعض» للحصول على أحدث وأرقى المستلزمات التي قد تصل لمبالغ مرتفعة وذلك من أجل أن يتميز أبناؤهم عن البقية ويتفاخر الطلاب بينهم البين بها، مما يجعلنا ننحرف عن المفهوم الأساسي لما هم مقدمون عليه، لتصبح مستلزمات أبنائنا هدفا للتباهي بدل أن تكون وسيلة للتعليم، غير أننا قد ننسى أن هناك من يصعب عليه توفير المستلزمات المدرسية الأساسية من حقيبة وملابس ودفاتر وأقلام، فنجده يبحث عن العرض الأرخص الذي يساعده على ستر عورة دخله المحدود، ولا يلتفت إلا للمتطلبات الأساسية فهو يسعى ليتباهى بتحقيق هدفه لا بالوسيلة.
يتوجب على الآباء والأمهات إلى جانب توفير كل ما يخص العام الدراسي الجديد من مقومات ووسائل مادية لبداية موفقه بإذن الله، أن يكون هناك تهيئة نفسيه للطالب من خلال العبارات التحفيزية التي تجعل منه شخصا واثقا من قدراته، والتأكيد على أن المراتب العليا لا تتحقق بالأمنيات إنما بالإرادة التي تصنع المستحيل، كما أن عامل تنظيم الوقت الذي يعتبر كنز الطالب سواء في مواعيد النوم والاستيقاظ والمذاكرة من أهم عوامل النجاح، فالتسويف أو المماطلة فيه قد يهدد مستقبله الدراسي لأن ما لم يبدأ به اليوم لن يكتمل في الغد ما دام يؤجل مهامه، وسيحرم نفسه من متعة المنافسة ولذة الإنجاز.
نصائح كثيرة وتوجيهات هامة يجب أن لا يغفل أولياء الأمور عنها ليضمنوا سلامة التربة التي غرسوا أبناءهم فيها، كي يخرج منها في نهاية العام الدراسي نبات صالح للحياة وثمار نافعة للجميع، بدلا من أن يكون الحرص على الوعاء الذي سيضعونها فيه أو المعدات التي سيستخدمونها لها، وكل عام ومعلمونا في أوج عطائهم وطلابنا في المراتب المتقدمة دائما.