أما التجسس في الأسرة، فهو خطأ والتجسس في زماننا هذا ازداد بين الأزواج والأصدقاء بعد انتشار الهواتف الذكية من أجل البحث عن دليل يفيد الخيانة أو وجود علاقة غير مرغوب فيها، والبحث عن دليل بوسيلة خاطئة وغير مشروعة لا يبرر التصرف ويجعله صحيحا، فالتجسس صار مرض هذا العصر ويقود للأمراض كذلك، وأذكر امرأة كثيرة التجسس على زوجها قالت لي إن كثرة التجسس على زوجها أصابها بقرحة بالمعدة، وأعرف قصة أخرى لزوجة تتجسس على زوجها فلما علم صار هو يتجسس عليها وتدمرت العلاقة الزوجية بينهما، ولم يكتشف كل واحد منهما دليلا على الآخر وانهارت الأسرة بسبب فقد الثقة والشك بين الزوجين،
فالتجسس يضيّع الوقت ويفقد الأمان ويجعل الإنسان يعيش في شك وقلق وتوتر دائم، والتجسس يطرد النوم من العين ويجلب الكراهية والبغضاء ويأجج في نفس المتجسس حب الانتقام، بالإضافة إلى أنه يعرض المتجسس لغضب الله ورسوله في الدنيا والآخرة، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه صب في أذنه الآنك يوم القيامة)، والآنك هو الرصاص المذاب، فهذا العذاب لو استمع لحديث قوم وهم كارهون له أي لا يريدون أن يستمع لهم، فكيف بمَنْ يفتش بالهاتف النقال أو مَنْ يدخل على الحساب الشخصي في الواتسآب أو الشبكات الاجتماعية أو مَنْ يحصل على كلمة المرور بطريقة غير مشروعة ويفتش في خصوصيات وأسرار الآخر.
قد تقول المرأة ولكن من حقي أن يحترمني زوجي وألا تكون عنده علاقات نسائية محرمة، فنقول لها نعم صحيح هذا من حقك، ولكن الخطأ أن تصلي لهدفك بوسيلة خاطئة مجرمة قانونا وشرعا ونفس الكلام ينطبق على الرجل، فاستخدام الوسيلة الخطأ للوصول للهدف لا يبرر صحة التصرف، وحتى يعيش الإنسان مرتاحا في علاقته مع الآخرين، فأفضل طريقة أن يركز على حسنات الآخر ويفوض أمر المجهول لله تعالى، فإن كان الشخص على علاقة محرمة مع الآخرين، فالله يحاسبه عليها أو أن يكشفه الله؛ لأن للخيانة رائحة تفوح ولو بعد حين ووقتها يقرر الآخر التصرف تجاه الخائن، وهذا القرار هو الذي يجعل الإنسان يعيش حياته بسلام