DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

"التبرع بالأعضاء" بين الإنسانية والترددات النفسية

"التبرع بالأعضاء" بين الإنسانية والترددات النفسية

لا شيء يوازي إنقاذ حياة إنسان، ولا فرحة تستطيع تخفيف المعاناة والألم عن شخص يشتكي مرضا مزمنا، لكن الواقع أحياناً يصطدم بحالة تراجع الشخص في قبول التبرع بأعضائه، وهو يدرك أنه عمل نبيل، إذ أنه ينقذ روحا بشرية من الموت ومع ذلك لا يتحمس له، وقد تكون دوافع التردد نفسية؛ مخافة أن تتدهور صحته بعد عملية التبرع، وقد يكون لغياب التشجيع على التبرع.
ولذلك، يواجه المشرفون على هذا العمل الإنساني تحدي إقناع المجتمع بأن هذه العملية آمنة ليصلوا إلى هدفهم المنشود وهو إنقاذ الآلاف من المرضى الذين هم على قائمة الانتظار، والذين تزدحم بهم المستشفيات إثر معاناتهم من القصور الكلوي وأمراض القلب وغيرها من الأمراض التي تحتاج زرعا للأعضاء من قبل متبرعين لإنقاذ المرضى ومنحهم فرصة الحياة من جديد.
15 ألف مريض استفادوا من زرع الأعضاء
تتمثل أبرز النجاحات في ترسيخ ممارسة التبرع بالأعضاء وزراعتها على مستوى المملكة، والتي تزايدت وتطورت بشكل صريح خلال فترة الـ 30عاما الماضية، ويدل على ذلك تزايد أعداد عمليات زراعة الأعضاء كالكُلى والقلب والكبد والرئة والبنكرياس.
وفي هذا السياق، أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في المركز السعودي لزراعة الأعضاء عبدالكريم الخليفة أن عدد زراعات المرضى الذين تم إنقاذهم منذ بداية البرنامج في 1986 وحتى العام الماضي 2018 بلغ أكثر من 15 ألف مريض، حيث تمت زراعة 12.500 كلية، و2500 كبد، و353 رئة، و403 قلوب كاملة، بالإضافة إلى 72 بنكرياسا، أما بخصوص الأنسجة فتم زراعة 702 قرنية، و471 عظام، إضافة إلى 677 صمامات بشرية.
متبرع واحد ينقذ حياة 50 مريضا
أوضح المركز السعودي لزراعة الأعضاء أن متبرع واحد بالأعضاء يمكن أن ينقذ حياة ثمانية أشخاص، مشيرا إلى أن المتبرع نفسه يستطيع إنقاذ أو تحسين حياة نحو 50 شخصا من خلال التبرع بالأنسجة والقرنيات، وتبلغ نسبة نجاح زراعة الأعضاء بين 80 إلى 97%.
وبين المركز أن أكثر من 15 ألف شخص في المملكة، ينتظرون زراعة الأعضاء مثل: القلب، الكلى، البنكرياس، الرئتين، الكبد والأمعاء، «حيث يموت يوميا العديد من الناس في الوقت الذي ينتظرون فيه زراعة الأعضاء، وكل عشر دقائق، يزداد اسم آخر في قائمة الانتظار، وكل سنة، يحتاج أكثر من مليون شخص إلى إنقاذ حياتهم بزراعة القرنيات والأنسجة مثل: صمامات القلب، نسيج القلب والأوعية الدموية، العظام والأنسجة العضلية الهيكلية اللينة».
وأضاف «في أي وقت في المستشفى يفعل الأطباء ما في وسعهم لإنقاذ حياتك، ولا يحدث التبرع بالأعضاء إلا بعد وفاة المريض المعلنة بواسطة الأطباء المعتمدين قانونيا للتبرع».
وردا على سؤال قال المركز «العوامل التي تحدد من يستلم العضوية تم تحديدها حسب شدة المرض، الفترة الزمنية في قائمة الانتظار، وفصيلة الدم، أما الوضع المالي أو المنزلة المشهورة فلا يعتمد عليها في تحديد من يستلم زراعة العضو، كما أنه تتم زراعة الأعضاء بموجب نفس الشروط التعقيمية كأي إجراء طبي، ثم إن جسم المتبرع لا يشوه أبدا والتبرع لا يحدث قبل ترتيبات الجنازة، ومن الممكن فتح التابوت ومشاهدة أو غسل الجثمان».
"الشفاعة الحسنة" تقنع ذوي المتوفين بالتبرع
أوضح المستشار الشرعي د. خالد العبدالكريم رئيس لجنة الشفاعة الحسنة في جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء (إيثار) وهي لجنة أهلية تطوعية مهمتها الأساسية مقابلة ذوي المتوفين دماغياً لإقناعهم على الموافقة بالتبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة المصابين بالفشل العضوي في أنحاء المملكة مبينا أنها الجمعية الوحيدة في العالم التي تعنى بالتبرع بالأعضاء.
أحداث مؤثرة
وروى العبدالكريم جملة من القصص والأحداث المؤثرة، والتي تعكس حجم المعاناة الصحية والآلام النفسية للمصابين بالفشل العضوي، منها تلك الفتاة التي كانت تدرس في المستوى الثالث جامعي ثم تعرضت لفشل كلوي توقفت على أثره عن مواصلة دراستها وتغيرت معالم حياتها وتبخرت أحلامها، وأصبحت تشعر أنها عالة على أهلها لدرجة أنها كانت تتمنى مفارقة الدنيا، وبعد معاناة طويلة يسر الله لها متبرعاً بكلية ونجحت عملية الزراعة وعادت إلى طبيعة حياتها وأكملت دراستها وتزوجت وأنجبت ولله الحمد والمنة.
8 أرواح

وأضاف "أما القصة الثانية لفتاة عمرها ٢٧ سنة متوفية دماغيا في الأحساء وتواصلنا مع والدها لاقناعه بأن يتبرع بأعضاء ابنته، وتم ذلك وهذه الفتاة التي توفيت -رحمها الله- أنقذت بفضل الله ثمانية أرواح قلب وكلية وكلية شخص ثان وبنكرياس والرئة والكبد، بل إن المستفيدين كان أحدهم أعمى وتم زراعة القرنية وأصبح بفضل الله مبصرا ووالدها كان يتابع معنا أولا بأول وكان سعيدا بهذا العمل".
وأردف "أما القصة الثالثة أعجب ما مر علي في حياتي وهي لطفل أصيب بمرض نادر في عينيه وتطور المرض وأصبح أسير الفراش ثم أصيب بفشل كلوي، وأصبح يغسل باستمرار ثم تبرعت والدته له بالكلية وعند ذهابهم من الرياض لإجراء العملية في الدمام، حصل عليهم حادث تسبب في إصابة الأم وأصبحت غير قادرة على التبرع فعاد الطفل لنقطة البداية ودخل العناية أربع سنوات حتى يسر الله له طفلة صغيرة متوفية دماغيا وتم اقناع والدها والحمد لله الطفل الان يدرس رابع ابتدائي".
وأشار العبدالكريم إلى أن الحالات تفوق ١٠٠ حالة تلقتها اللجنة مغلفة بالعديد من القصص الإنسانية، مبينا أن هناك معاناة كبيرة في اقناع الاهالي لكن مع الوقت والتفكير يبدأون في الاقتناع.

ودعا العبدالكريم الراغبين للتبرع بالتوجه إلى مركز (إيثار) والحصول على شهادة، مشيرا إلى أنه وعائلته المكونة من عشرة أشخاص لديهم شهادة التبرع بأعضائهم عند الوفاة.
«المزمنة» تعيق التبرع بالأعضاء
أكد مدير مركز زراعة الأعضاء بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام د. محمد القحطاني أن المتبرعين بالأعضاء ممن هم على قيد الحياة لا سيما الكلى أو الكبد يجب أن يكونوا أصحاء من الأمراض المزمنة مثل: الإصابة بمرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم والأمراض المزمنة الأخرى.
وأشار القحطاني إلى أنه يتم إجراء الفحوصات الطبية للدم لإثبات سلامة وظائف الكلى والكبد وكذلك الفيروسات في الدم، إضافة إلى تحليل أمراض نقص المناعة وتحليل فصيله الدم وذلك لأهميتها في عملية التبرع بالكبد أو الكلى حتى يتم التطابق في فصائل الدم والأنسجه بين المتبرع والمستفيد، إضافة إلى عمل أشعة للصدر، وأشعة تلفزيونية وأخرى مقطعية، وأشعة رنين مغناطيسي والتي تكتسب أهمية بالغة خصوصا في عملية زراعة الكبد، حيث تُقيّم الحالة من الجوانب الاجتماعية والنفسية، وتعقد اللجنة المختصة لمناقشة المتبرعين بوجود لجنة من الأطباء لاتخاذ القرار النهائي.
الأكثر تبرعا
وأوضح القحطاني أن الكلى تأتي في المرتبة الأولى لأكثر الأعضاء تبرعا، فيما يعتبر التبرع بالكبد هو أعقدها وذلك لاختلاف الكبد عن الكلى حيث يمتلك كل متبرع على قيد الحياة كليتين.
وأضاف «بحسب الدراسات العلمية فإن وظيفة الكلية الواحدة تعادل وظيفة الكليتين مجتمعة مما يسهل العملية على متبرع الكلى أكثر من متبرع الكبد، في حين أن الطبيعة التشريحية للكبد معقدة جدا من حيث القنوات المرارية والشرايين والأوردة البابية والأوردة الكبدية وهي سبب التعقيد في عملية التبرع بالكبد من المتبرعين الأحياء».
وأردف «ربما الكثير لا يعلم أن الجزء المتبقي للمتبرع من الكبد ينمو خلال فترة تتراوح ما بين أربعة إلى ستة أسابيع، وبالنسبة لاستئصال الكلى من المتبرع في تخصصي الدمام فإنه يتم عبر المنظار الجراحي وعادة يتم الخروج من المستشفى بعد ثلاثة أيام ولا تؤثر على حياته الصحية والاجتماعية».

«نعمات» تستقطب المنقذين
«نعمات» مريضة فشل كلوي تحولت إلى حملة تثقيفية واسعة تبنتها وأطلقتها جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية قبل نحو عامين، إذ نجحت الحملة في استقطاب نحو 30 متبرعا جديا، أجرى منهم 12 متبرعا الفحوصات اللازمة، واختير منهم أربعة أنقذوا حياة أربعة أشخاص بما فيهم نعمات نفسها.
وأوضح مسؤول حملة نعمات د. نايف الدبيس أن ما حصل يعد إنجازا إنسانيا، حيث حصدت الحملة نتائج غير متوقعة، من خلال إنقاذ ثلاثة مرضى آخرين بعد عمل ثماني عمليات.
وقال الدبيس «تكرر الأمر مع مرضى آخرين، وهو ما يسمى التبرع التبادلي، والعظيم في الأمر هو أن المتبرعين يقدمون أعضاءهم دون معرفة تامة سوى أن من سيستقبل الأعضاء هم مواطنون مرضى بأمس الحاجة للزراعة»، مشيرا إلى أن هذا العدد من عمليات الزراعة التبادلية يحدث لأول مرة بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام.

التبرع أجر وعمل إنساني
أيد المواطن سالم العرجاني فكرة التبرع بالأعضاء معتبرا في ذلك أجرا كبيرا وفيه إنسانية عظيمة، خاصة وأن الزائر للمستشفيات يلحظ تزايد المرضى المحتاجين إلى زراعة الأعضاء والذين يضطرون في أحيان كثيرة لإجراء الزراعة خارج المملكة لقلة المتبرعين، مضيفا إن ثقافة التبرع بالأعضاء لا تحظى بالقدر الكافي من الاهتمام والتقبل من الأسرة أولا والمجتمع ثانيا خاصة التبرع بأعضاء المتوفين، وطالب العرجاني بتعزيز التبرع واستشعار عظمة إنقاذ أرواح تعاني ولم تجد متبرعين، وأشار العرجاني إلى أنه يحث المجتمع على المساهمة في تخفيف معاناة الكثيرين.
ضعف التثقيف وضبابية المعلومات
قالت المواطنة جميلة العبدالله إنها تفاجأت في إحدى المناسبات الأسرية من طرح التبرع بالأعضاء للمتوفين، وأنها فكرت جديا في ذلك خاصة أن أعضاء المتوفى دماغيا الواحد تسهم في إنقاذ أرواح عديدة، لا أمل لها، بعد الله، سوى هذه الأعضاء، فضلا عن إدخال السعادة في أنفس بقية الأسرة مبينة أنها أوصت أسرتها بالتبرع بأعضائها في حالة وافتها مشيرة إلى أن التبرع بالأعضاء للأحياء منتشر نوعا ما، ولكن العائق التبرع بعد الوفاة مبينة أنه من أبرز العوائق التي تكون سببا في رفض الأهالي للتبرع هو ضعف التثقيف سواء التثقيف الديني أو الأخلاقي أو الصحي أو غير ذلك الشرعي بجواز التبرع بالأعضاء. مضيفة إن التبرع بعد الوفاة جعلها تقرأ كثيرا في عالم المتوفين دماغيا واكتشفت الكثير من المعلومات الخاطئة، التي ساهمت معرفتها في زيادة الرغبة في التبرع.
انعكاسات إيجابية لمتبرع قبل 40 عاما
يروي المواطن عبدلله الشمراني قصة تبرعه لشقيقته بكليته عام 1400هـ حيث يقول كانت أختي تعاني من آلام شديدة في الكلية وكنت أتألم لألمها وقررت التبرع لها ورفضت أن يتم شراء كلية لها وبالفعل ذهبنا للمستشفى وجلسنا مع الطبيب الذي أجرى الفحوصات وقدم لنا التصور العام وعدم التأثر الصحي علي أو على شقيقتي وأجرينا العملية والحمد لله تكللت العملية بالنجاح وكان أسعد شيء في حياتي إنقاذ أختي وكان أنجح قرار وانعكس ذلك على حياتي الشخصية والعملية حيث رأيت البركة في الرزق والصحة ولله الحمد.
أسباب تمنع من التبرع
قال المواطن أحمد العمري إن هناك عوامل تؤثر على الموقف من التبرع بالأعضاء، منها الوعي والتعليم ونقص المعلومات عن التبرع من الجهات المسؤولة، فمن النادر أن تجد إعلان في المستشفيات أو الطرق عن التبرع بالأعضاء، وهذا أدى إلى عدم تقبل المجتمع، وكما يقال فالمرء عدو ما يجهل، وحتى يكون هناك إقبال على التبرع يجب أن نبدأ من الأسرة والمدرسة وأن يتم التعاون ما بين الصحة والتعليم لتعزيز هذا المفهوم، كما أنه على خطباء المساجد التحدث عن ذلك في خطب الجمعة فالناس تحتاج لمن يقوم بتوعيتها.
حزمة مزايا لمرضى الفشل العضوي والمتبرعين بالأعضاء
كشف قسم الخدمة الاجتماعية بالمركز السعودي لزراعة الأعضاء عن مجموعة من المزايا الممنوحة لمرضى الفشل العضوي والمتبرعين بالأعضاء الرئيسة (القلب، الكبد، الكليتان، النخاع العظمي) في مقدمتها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة، وكذلك منح الموظف المصاب بالفشل الكلوي إجازة براتب كامل عن الأيام التي يتم إجراء الغسيل له بالتنقية الدموية، أما نظيره الذي يعمل في القطاع الخاص فيمنح إجازة مدفوعة الأجر في اليوم الذي يجرى له فيه الغسيل الكلوي.
وقال القسم "يتم منح المرضى الذين زرعت لهم أعضاء (كلية، كبد، قلب) تخفيضا على تذاكر الطيران بمقدار 25% على القطاعات الداخلية بواقع ثلاث تذاكر سنوية لمدة عامين قابلة للتجديد لعام ثالث فقط، كما يمنح المتبرع بكليته أو جزء من كبده تخفيضا على شبكة الخطوط الداخلية بواقع رحلتين سنويا فقط، والخطوط الدولية بواقع رحلة واحدة سنويا بالدرجة السياحية، كما يتم اعتبار العسكري المصاب بالفشل الكلوي غير لائق طبيا للخدمة العسكرية ويعامل بموجب المادة رقم (15) من نظام التقاعد العسكري ويصرف له 70% من آخر راتب كان يتقاضاه قبل التقاعد أو على أساس المستحق من مدة خدمته المحسوبة في التقاعد أيهما أكثر".
وأضاف "يتم إصدار بطاقات تخفيض على تذاكر طيران الخطوط بمقدار 50% لكل متبرع ومتبرعة بالكلى أو جزء من الكبد للأقارب المرضى، وصرف إعانة مادية سنوية لمرضى الفشل الكلوي الفقراء وخصوصا المحتاجين منهم مبلغ وقدره عشرة آلاف ريال من خلال وزارة العمل والتنمية والاجتماعية التي تمنحه أيضا بطاقة تخفيض على كافة وسائل النقل الحكومية مع مرافق بمقدار 50%، والتنسيق مع جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي في إحالة مرضى الفشل العضوي أو زارعي الأعضاء أو المتبرعين بالكلى والكبد أو أقاربهم من الدرجة الأولى لمن يرغب في الحصول على قبول في الجامعات وإكمال دراسته كذلك في إمكانية الحصول على العمل المناسب للمحتاج".
10 آلاف متبرع مسجلون في "إيثار"
أوضح عبدالعزيز التركي رئيس مجلس إدارة جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية (إيثار)، أن عدد المتبرعين تخطى عشرة آلاف متبرع، مسجلين لدى الجمعية منذ تأسيسها في 2010، فيما بلغ عدد المستفيدين من برنامج غسيل الكلى 100 مستفيد، و14 مستفيدا من حملة نعمات للتبرع بالكلى أحياء، و104 تم إجراء زراعة لهم من مناشط لجنة الشفاعة الحسنة بالجمعية.
وبين التركي أن نحو 18 ألف مريض يعانون من الفشل الكلوي وينتظر الزراعة منهم عدد ستة آلاف، كما ينتظر زراعة الكبد عدد يتراوح ما بين 200-400 مريض، مشيرا إلى أنه يتم تزويد المركز السعودي لزراعة الأعضاء بالرياض بأسماء المتبرعين لتسجيلهم في السجل الوطني للمتبرعين بالأعضاء أولا بأول.
وقال التركي "الجمعية خيرية غير ربحية وتعمل تحت مظلة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وتهتم بنشر ثقافة التبرع بالأعضاء وتنشيطها بشكل عام وتوفير بيئة صحية متماشية مع رؤية المملكة 2030 عن طريق إقامة برامج ومبادرات في المجمعات التجارية والمدارس وغيرها، ومن أهم أسباب تأسيس الجمعية هو الحاجة الماسة لزيادة الوعي الصحي بآخر المستجدات في علوم زراعة الأعضاء والوقوف على معاناة واحتياجات مرضى الفشل العضوي".
وردا على سؤال قال التركي "في بداية انطلاق الجمعية كما كل بداية واجهتنا بعض الصعوبات، أما في الوقت الحالي فقد أصبح المجتمع يتقبل فكرة التبرع بعد الجهود التي بذلت من قبل فريق العمل بالجمعية ولجنة الشفاعة الحسنة، كما أنه واجهتنا صعوبات متمثلة في رفض ثقافة التبرع بالأعضاء لدى أفراد المجتمع، ولكن بعد تضافر جهود العاملين بالجمعية والمتطوعين وعلى رأسهم لجنة الشفاعة الحسنة، والبرامج والحملات التثقيفية التي تقوم بها لنشر ثقافة التبرع بالأعضاء أصبح أفراد المجتمع أكثر توعية وتقبلا للفكرة".
500 طفل مصاب بـ"الكلوي" منهم 100 بالشرقية
بلغ عدد الأطفال المصابين بالفشل الكلوي في العام الماضي 2018، نحو 500 طفل على مستوى المملكة، منهم 100 في المنطقة الشرقية، بحسب آخر إحصائيات صادرة عن قسم أمراض وزراعة الكلى للأطفال بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، إذ إن متوسط أعمار هؤلاء الأطفال يتراوح بين عام إلى 12 عاما.
وأبانت رئيسة قسم أمراض وزراعة الكلى للأطفال بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام د. العنود الشامي، أن عدد الأطفال المصابين بالفشل الكلوي ولا يزالون على قائمة انتظار زراعة الكلى بلغ نحو 30 طفلا، جميعهم في المنطقة الشرقية.
وذكرت الشامي، أن عدد المحتاجين لزراعة الكلى كبير وفي ازدياد، وأعادت أسباب ذلك إلى وجود فجوة بين المحتاجين للزراعة، وبين عدد الأعضاء الموفرة، سواء من فئتي الأطفال، أو كبار السن.
وحول إمكانية الزراعة من المتبرعين، أوضحت أن الأفضلية في الزراعة إلى الأقارب لإمكانية تطابق الأنسجة، وتعود الأسباب لتقبل الجسم للأعضاء من المتبرع، على ألا يتجاوز عمر الكلية المتبرع بها للمريض أكثر من 20 سنة.
وكان مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، احتفل أخيرا، بمرور 11 عاما على تأسيس مركز زراعة الأعضاء، الأول من نوعه على مستوى الشرقية، الذي تأسس عام 2008، وبدأ بزراعة كلية واحدة، ثم كبد واحد، حتى وصل إلى ما فوق 100 نوع من الزراعات.
وقد وصل قسم زراعة الأعضاء إلى 1353 عملية زراعة أعضاء منذ تأسيسه، منها 1139 عملية زراعة كلى، و197 زراعة كبد، و17 زراعة بنكرياس، إذ يشهد تنوعا في حالات التبرع، وشملت 616 حالة من أقارب، و919 حالة غير أقارب من أصدقاء وأشخاص آخرين، و253 من متوفين دماغيا.
متبرع واحد ينقذ حياة 50 مصابا
أوضح المركز السعودي لزراعة الأعضاء أن متبرع واحد بالأعضاء يمكن أن ينقذ حياة ثمانية أشخاص، مشيرا إلى أن المتبرع نفسه يستطيع إنقاذ أو تحسين حياة نحو 50 شخصا من خلال التبرع بالأنسجة والقرنيات، وتبلغ نسبة نجاح زراعة الأعضاء بين 80 إلى 97%.
وبين المركز أن أكثر من 15 ألف شخص في المملكة، ينتظرون زراعة الأعضاء مثل: القلب، الكلى، البنكرياس، الرئتين، الكبد والأمعاء، "حيث يموت يوميا العديد من الناس في الوقت الذي ينتظرون فيه زراعة الأعضاء، وكل عشر دقائق، يزداد اسم آخر في قائمة الانتظار، وكل سنة، يحتاج أكثر من مليون شخص إلى إنقاذ حياتهم بزراعة القرنيات والأنسجة مثل: صمامات القلب، نسيج القلب والأوعية الدموية، العظام والأنسجة العضلية الهيكلية اللينة".
وأضاف "في أي وقت في المستشفى يفعل الأطباء ما في وسعهم لإنقاذ حياتك، ولا يحدث التبرع بالأعضاء إلا بعد وفاة المريض المعلنة بواسطة الأطباء المعتمدين قانونيا للتبرع".
وردا على سؤال قال المركز «العوامل التي تحدد من يستلم العضوية تم تحديدها حسب شدة المرض، الفترة الزمنية في قائمة الانتظار، وفصيلة الدم، أما الوضع المالي أو المنزلة المشهورة فلا يعتمد عليها في تحديد من يستلم زراعة العضو، كما أنه تتم زراعة الأعضاء بموجب نفس الشروط التعقيمية كأي إجراء طبي، ثم إن جسم المتبرع لا يشوه أبدا والتبرع لا يحدث قبل ترتيبات الجنازة، ومن الممكن فتح التابوت ومشاهدة أو غسل الجثمان».