في الرابعة من صباح يوم السبت الماضي، استيقظ السعوديون والعالم أجمع على أنباء حريقين في اثنين من المنشآت النفطية التابعة لشركة أرامكو السعودية في بقيق وخريص بعد أن استهدفتهما طائرات بدون طيار، لا توجد مناطق سكنية بالقرب من المواقع ولم تُخلّف تلك الهجمات إصابات حتى إن حركة المرور تدفقت بسلاسة في المنطقة المحيطة بمرافق أرامكو في بقيق ولله الحمد، بقيق بقيت آمنة.. حتى مع بقاء الأسئلة الرئيسية بلا إجابة محددة! من أين أُطلقت الطائرات من دون طيار، وكيف تمكن الحوثيون من ضرب منشآت في عمق الأراضي السعودية، على بعد 500 ميل من التربة اليمنية؟!
إن من يشاهد احتفال الإعلام الإيراني بالهجوم الأخير على الممكلة يجعلك تشعر أنهم من يقبع خلف تلك الاعتداءات في وقت تمتلئ الأذرع الإرهابية لإيران والميليشيات الإيرانية الولاء في دول المنطقة، كما أن فيلق الحرس الثوري الإيراني يقوم بتدريب عملاء ميليشياته في المنطقة من لبنان إلى اليمن لاستهداف مقدرات المملكة، هل يعلم خامنئي أنه بعد الضربة الموجهة للمملكة سجلت أسعار النفط ارتفاعا بنسبة وصلت إلى 20% في أكبر مكسب منذ 14 يناير 1991، وأن قفزة أسعار النفط العالمية تلك هي الأكبر منذ ثلاثين عاما وأنه لم ينتج عن هذا الهجوم أي أثر على إمدادات الكهرباء والمياه من الوقود، أو على إمدادات السوق المحلية من المحروقات! وهل تعلم إيران أن ما تصدره من ضجيج لن يأتي مفعوله وهل تعي إيران أن سياسة خلط الأوراق لم تعد مجدية!
من جهة أخرى نرى أن تصريحات ترامب جاءت بعد فترة وجيزة من إعلان المملكة أن الأسلحة الإيرانية استخدمت في الهجوم. إضافة إلى عدم رغبته تصعيد الأمور قبل أسبوع واحد فقط من اجتماع زعماء العالم في الأمم المتحدة من أجل الجمعية العامة.
إن المملكة بقوتها العسكرية ليست بحاجة لتدخل القوى الخارجية لحمايتها ولو استخدمت المملكة قوتها كاملة لتغيرت جغرافية المنطقة كاملة، فالمملكة رابع أضخم قوة مدرعات بالعالم متفوقة على إيران وتركيا وإسرائيل، ولا يخفى على المملكة ازدواجية إيران إلاّ أن سياسة المملكة هي التأني والتريث ثم الحزم والعزم لمن تسوّل له نفسه المساس بأرض المملكة ومقدراتها. خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً بأنه «يبدو» أن إيران تقف وراء الهجوم على منشأتي نفط أرامكو السعودية في بقيق وخريص، ونفيه رغبته في الدخول في صراع جديد لكنه اعتبر أنه «في بعض الأحيان نضطر لذلك»! بشكل عام فالولايات المتحدة ستواصل ضغوطها الاقتصادية على إيران وحزب الله ووكلائها في المنطقة، كما أن وزارة الخزانة الأمريكية لم تجد صعوبة سابقا في إقناع أوروبا بأن النظام في إيران فاسد، وأن الفساد واسع الانتشار وأن الولايات المتحدة أبلغت الدول الأوروبية مؤخراً أن التعامل مع إيران سيضر تجارتها مع البلاد.
من جهة أخرى نرى أن تصريحات ترامب جاءت بعد فترة وجيزة من إعلان المملكة أن الأسلحة الإيرانية استخدمت في الهجوم. إضافة إلى عدم رغبته تصعيد الأمور قبل أسبوع واحد فقط من اجتماع زعماء العالم في الأمم المتحدة من أجل الجمعية العامة.