بعد أن تطرقنا للحديث في المقال السابق عن الفوائد الاقتصادية للربط الكهربائي بين الدول، يجب أن ندرك أن الهدف الأساس لأي نظام كهربائي هو إمداد المستهلك بالطاقة الكهربائية بأقصى درجات الاعتمادية وبأفضل درجات الاقتصاد في تكاليف توليد الطاقة الكهربائية، إلا أنه بطبيعة الحال يتعرض لعدد من المخاطر مثل تعطل النظام الكهربائي لعدم مقدرته على مجابهة الأحمال المستقبلية أو العجز في التوليد أو ارتفاع مفاجئ للأحمال..إلخ، ويأتي هنا دور وأهمية الربط الكهربائي من الناحية الفنية، فارتباط شبكتي دولتين متجاورتين أو أكثر في شبكة موحدة يزيد من ضمانات سحب التغذية إذا اتخذت الإجراءات الفنية اللازمة لحماية الشبكات، إذ أنه يمكن مجابهة أي عطل مفاجئ في إحدى الشبكات عن طريق تغذيتها من الشبكة المجاورة، ناهيكم عن المساعدة في استقرارية النظام عند حدوث الأعطال والانقطاعات الكهربائية، ففي حالة الربط الكهربائي فإن احتمالية حدوث عجز في التوليد في النظام الكهربائي المرتبط نتيجة للخروج القسري لإحدى الوحدات المولدة سوف يقل مقارنة بما لو كان النظام الكهربائي معزولا، كما يتم تبادل الخبرات بين فنيي البلاد المرتبطة نتيجة للعلاقات الوثيقة التي تحدث بسبب الربط الكهربائي وتوحيد النظم والترددات على المدى الطويل، وأيضا يخلق الربط الحاجة إلى نظام حديث يعتمد مفاهيم الشبكة الكهربائية الذكية.
ويساعد الربط الكهربائي على نقل الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح..إلخ إلى الشبكة، ولا نغفل عن أهمية الربط الإستراتيجية إذ تعد مشاريع الربط الكهربائية أمنا للطاقة.
وبدلا من أن تسعى كل دولة إلى إقامة المزيد من المحطات الكهربائية لتحقيق الاكتفاء الذاتي لحاجتها من الطاقة الكهربائية أو لتأمين فائض الاحتياطي الدوار لمواجهة الطوارئ وتحمل أعباء مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة والتكاليف الباهظة لإقامة هذه المحطات، تستطيع هذه الدول الاستفادة من مشروعات الربط الكهربائي.
dralibakheet@