[email protected]
انطلقتْ ابتداءً من يوم أمس فعاليات الاحتفال باليوم الوطني التاسع والثمانين للمملكة، متجاوزةً كل أجواء الاستفزاز، التي أرادها العدوان الإيراني على منشآتنا النفطية، في رسالة شديدة الوضوح من أن البلدان الراسخة لا تهتز ولا تنحني أو تغيّر برامجها لثقتها بذاتها مع الاحتفاظ بحق الرد على تلك المحاولات اليائسة لثني هذا الوطن عن المضيّ في خطواته الثابتة جهة الصعود إلى مراقي العزة والسؤدد، وتجاوز كل العثرات، التي يسعى المتربصون لوضعها في طريقه أملًا في إعثاره، وإعاقة مسيرته الظافرة، من هنا يجب أن يكون احتفالنا باليوم الوطني هذا العام أكثر عمقًا، وأبلغ صدى، وأسمع صوتًا ليصل صداه إلى تلك النفوس المسكونة بالغيرة من هذا الوطن، والمملوءة بكل أحقاد الدنيا عليه، بذريعة: لماذا يمضي قدمًا فيما يتراجع الآخرون؟، ولماذا يظل آمنًا فيما تجتاح الاضطرابات والصراعات سواه؟، ولماذا يلتف مواطنوه خلف قيادته فيما تضطرم الخلافات فيمن حوله؟، لماذا يقف شامخًا لنصرة الشرعية والسيادة والحق والعدالة، ويكتسب كل يوم المزيد من احترام المجتمع الدولي، فيما يتردّى غيره إمّا بسرقة سيادة الآخرين، أو تلفيق أدوارهم بالشعارات وصخب الإعلام؟، لماذا يحتلّ الطليعة في محاربة الإرهاب، ويحصد ثناء العالم، فيما لم يفلح سواه إلا بتوظيف الإرهاب في أجنداتهم للبحث لهم عن أي موقع حتى لو كان ملوثًا بالدم؟.
بالتأكيد هي قضايا كل واحدة منها قد تكفي لاستثارة نيران الحقد والغيرة عند ذوي النفوس المريضة من الشعوبيين والمؤدلجين، الذين يتوهمون أن لهم حق الوصاية؛ مما يخوّلهم سرقة إرادة الشعوب، والسيطرة بغيًا وعدوانًا على مقدراتها، وحين تقف المملكة سدًا منيعًا في وجوه مخططاتهم الطائشة يقررون إشعال فتيل الحروب بعدوانهم، الذي لا يرعى إلًّا ولا ذمة، من هنا كان لزامًا أن نجعل من اليوم الوطني أولًا أيقونة فرح وطني تكشف للأعداء مدى صلابة جبهتنا الداخلية، ومدى تمسكنا بقيادتنا وسيادتنا وكرامة أمتنا، ثم لنعزز في أبنائنا هذه المناسبة الخالدة لترقية الشعور الوطني في نفوسهم كجزء من التربية الوطنية، وبالأخص في مثل هذه الظروف المحدقة؛ ليعرف الناشئة كم هي مستهدفة هذه البلاد، وأن التشبث بوحدتها وصيانة أمنها وحماية مقدراتها هي أبلغ سبل الاحتفاء بيومها الوطني؛ لذا فلترتفع زغاريد الاعتزاز بهذا الوطن النادر ليدرك الحاقدون أننا دون ترابه، دون جباله ونخيله ودون وحدته بأنفسنا وأموالنا وأولادنا.