وظفت مهندسة التصميم الداخلي «هلا عجيمي»، جميع ما تعلمته لخدمة فئة ذوي الإعاقة وذوي التوحد، انطلاقاً من تخصصها الجامعي التصميم الداخلي، حيث أصبح لها هدف سامٍ تسعى لأجله، ولعبت الصدفة دورا كبيرا في تحقيق هدفها، وألفت كتابا عن التصميم الداخلي لفئتي ذوي الإعاقة وذوي التوحد. الصدفة والديكورات تقول عجيمي إن دخولها تخصص التصميم الداخلي كان بمحض الصدفة ولم تخطط لدخوله، بل أرادت في البداية التسجيل في تخصص علم نفس؛ لاهتمامها بهذا الجانب، لكن لأسباب أخرى لم تستطع التسجيل فيه، وأثناء اختيارها تخصصا آخر أخبرتها إحدى زميلاتها أن هناك تخصصا جديدا في جامعة أم القرى اسمه «التصميم الداخلي»، ولاهتمامها بالديكور قررت أن تدخل التخصص. القراءة والاطلاع وأوضحت عجيمي أن اهتمامها بذوي التوحد بدأ في مرحلة الجامعة بسبب شقيق صديقتها المصاب بالتوحد وشعرت آنذاك بصدمة، لأنها لم تكن تعرف حينها ما هو التوحد ولم تسمع عنه من قبل، وبعدما قرأت واطلعت على التوحد قررت أن تساعدهم بطريقتها الخاصة، مضيفة إنها في كل مادة كانت تدرسها عن تصميم المنشآت تسلط الضوء على جانب ذوي التوحد والإعاقة. كفاح مستمر وذكرت «عجيمي» أنها ومنذ تخرجها في عام 1434هـ، وهي تحاول أن تقدم مشروع تخرجها وهو تصميم مركز تأهيل وعلاج أطفال التوحد كمقترح ليكون مركزا حكوميا، وطرقت أبوابا كثيرة وحاولت لكن لم تجد أي استجابة أو تفاعل مع مقترحها، وتتابع قولها إن إحدى الجمعيات التطوعية في الرياض طلبت منها أن تقيم ورشة عبر حساب السناب شات الخاص بهم عن التصميم الداخلي لأطفال التوحد وبعد إقامتها الورشة اكتشفت يوجد الكثير ممن لا يعون أهمية التصميم الداخلي لفئة التوحد، وبعد انتهاء الورشة رأت أن الموضوع هذا يستحق أن تكافح وتستمر في كفاحها له. الفضاء الداخلي وأكدت عجيمي أنها لا تعلم كيف جاءت لها فكرة تأليف كتابها وكأنه إلهام خطر ببالها فقد كانت تعمل على بحث علمي وحينما حاولت أن تقدم بحثها إلى مراكز متخصصة بذوي التوحد والإعاقة كمقترح لينفذ في مراكزهم، رُفض البحث بحجة أنه يجب أن يكون مقدم البحث شخصا أكاديميا، ومن هنا قررت تحويل بحثها إلى كتاب ليساعد الأسر، مبينة أن كتابها يحتوي على الأسس العامة لكيف تفهم الأم طفلها، ومن هنا ستعلم احتياجاته، مضيفة: لو كان الطفل لديه فرط حركة وتوحد فيجب مراعاة جوانب الأمان والسلامة في البيت والابتعاد عن الألوان الحارة واستخدام الباردة، مؤكدة أن وظيفة التصميم الداخلي خلق بيئة فعالة ومريحة دون أي معوقات لذوي الإعاقة بسعر يناسب قدرات الأهل المالية. مواجع عربية وعن الصعوبات التي واجهتها تقول: عدم وجود مراجع عربية كافية عن التصميم الداخلي لذوي التوحد أثناء دراستها الجامعية، ورفض بعض المراكز المتخصصة لذوي التوحد والإعاقة استقبالها لدراسة بيئتهم، ولا يوجد فرص لتقديم مقترحات تساعد ذوي الإعاقة، حتى الجهات المعنية لم تتعاون بالشكل الكافي، موضحة أن أي تخصص جديد يكون محاربا في البداية ولم يساندها أحد سوى أهلها ودكتورتها وأخصائية توحد في منطقة مكة. مرافق ترفيهية وذكرت عجيمي أنها تلقت عروضا من الأردن ومن دول أخرى لاستخدام مقترحها لإنشاء مراكز توحد حكومية للأطفال لكنها رفضتها لأن هدفها أن ينطلق مقترحها من المملكة وخصيصاً من مكة، متمنيه إيجاد هيئة متخصصة لإنشاء مراكز ومرافق صحية أو ترفيهية أو أي نوع من المرافق الخاصة بذوي الإعاقة تحت مظلة واحدة، وأن يكون هناك مرجع تصميمي داخلي لذوي التوحد والإعاقة.