من يقيس أداء الأجهزة العامة؟

قبل عدة سنوات لم يكن هناك معيار لقياس أداء الأجهزة الحكومية ومدى رضا المراجع والمستفيد عن تلك المواقع إلا من خلال صندوق الاقتراحات والشكاوى الذي يقع في منطقة منزوية تحت الدرج أو في مكان لا يراه أحد، وهذا الصندوق لا يلفت الانتباه ولا يتم فتحه إلا من قبل الجهة كل عدة شهور، خلاف أن الجهة المعنية بالانتقاد هي من يباشر الاطلاع على المقترحات والملاحظات فلذلك من المنطقي ألا يتطور العمل بحكم أن تلك الجهات هي الخصم والحكم.
لو كانت تلك الصناديق يتم فتحها من جهة محايدة شهريا أو أسبوعيا مع التأكيد على المراجع بوضع ملاحظاته وأنها تحت الاهتمام ربما نلاحظ تطورا على أداء الأجهزة وإصلاحا للخلل، ولكن هذا هو واقع تلك الصناديق في تلك الفترة الزمنية.
مع إطلاق رؤية المملكة 2030 والتي أكدت على تطوير أداء كافة القطاعات تغير الوضع كثيرا وحل مكان تلك الصناديق جهاز مهم لقياس رضا المستفيد وهو المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة ومن مهامه دعم إجراءات تحسين الخدمات الحكومية وتطويرها من خلال قياس جودة الخدمات ورضا المستفيدين عنها بطرق متعددة منها: الاستبيانات وتتمثل في عمل استطلاعات رأي بمختلف أنواعها، والمتسوق الخفي وتتمثل في زيارات دورية وسرية يقوم بها أشخاص مؤهلون إلى مراكز الخدمة التابعة للأجهزة العامة وذلك لمعرفة مستوى الالتزام في تقديم الخدمات في مراكز الخدمة، وتطبيق وطني وهو عبارة عن منصة تفاعلية تمكن المستفيدين من مواطنين ومقيمين وزائرين للمملكة من تقييم مستوى رضاهم عن خدمات الأجهزة الحكومية في كافة مناطق المملكة.
ربما لا يعلم الكثير عن هذا الجهاز الذي تم إنشاؤه مؤخرا ويسعى لتحسين الخدمات المقدمة للجمهور، ولكن بالتأكيد نعلم أننا أمام مرحلة مهمة ونخطو خطوات ثابتة نحو التميز والرفعة بإذن الله.