وذكر الكاتب خالد بن أحمد النعيم، أن مدرسة النجاح استمرت في نشاطها الأهالي حتى وصلت توجّهات الحكومة التعليمية إلى الأحساء عام 1349هـ، وقد كان أسلوب الدراسة بمدرسة النجاح حديثًا وغير مألوف لأهالي الأحساء، التي تعتمد على تدريس العلوم الدينية واللغوية والاجتماعية إلى جانب علوم لم تجرِ العادة بتدريسها حتى في المدارس الابتدائية في أيامنا المعاصرة مثل العلوم التجارية، ومنها طريقة مسك الدفاتر التجارية وقواعد المحاسبة، وهي علوم كانت الحاجة إليها ماسة لتجار الأحساء بالذات والمرافق الحكومية المنشأة لأول مرة آنذاك في مدينة الهفوف، منها إدارة المالية، إدارة البلدية، وإدارة الشرطة.
وأضاف: وبعد ازدياد عدد الملتحقين وعدد الراغبين في دخول مدرسة النجاح، ولقلة إمكاناته المادية، اتفق الشيخ حمد بن محمد النعيم في عام 1346هـ، مع رجال محبين للعلم من أسرة آل قصيبي على إيجاد مقر أكبر لمدرسته يتناسب مع العدد المتنامي للطلاب الملتحقين فيها، بعد ذلك على إثرها سارع وجهاء هذه الأسرة في التبرع ببيت لهم في حي القرن الكائن في الجهة الجنوبية من مدينة الهفوف؛ ليكون مقرًا جديدًا للمدرسة.
وذكرت الكتب التاريخية الموثقة أن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «يرحمه الله» شرّف الحفل البهيج، الذي أعده الشيخ حمد النعيم عام 1348هـ، لمدرسة النجاح، بناء على دعوة من أسرة آل قصيبي، حيث رحّب طلاب المدرسة بجلالته في حفل بهيج ألقيت فيه كلمات ترحيبية وقصائد وأناشيد، وألقى الطالب عبداللطيف بن حمد النعيم أحد أبناء مؤسّس مدرسة النجاح قصيدة لابن مشرف أمام جلالة الملك، ويُذكر أن مبنى المدرسة في حي النعاثل تهالك بنيانه واندثر، وترجع ملكيته لأسرة النعيم بالأحساء.